أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا، يُمثل نقطة مهمة وحاسمة لخلق زخم إيجابى يصب فى الصالح الليبي، كما أنه فرصة سانحة لإعادة تقييم الوضع فى البلاد، لا سيما أنه يأتى فى أعقاب مؤتمر دعم استقرار ليبيا الذى عُقد بطرابلس فى 21 أكتوبر الماضي، بمبادرة ليبية خالصة، والذى أتاح لنا فرصة الاطلاع على حقيقة الأوضاع فى ليبيا، والاستماع عن قرب إلى وجهات نظر أصحاب الشأن أنفسهم.
وقال أبوالغيط، أمام مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا على مستوى رؤساء الدول والحكومات: "إن متابعتنا المتواصلة لتطورات الشأن الليبى تدعونا إلى التفاؤل المفعم بالرجاء ولكنه أيضاً مشوب بقدر من القلق، فالتفاؤل مبعثه ما تحقق من حالة استقرار، مثلما ذكرت، نحرص جميعاً على دعمها والحرص على ديمومتها ،أما مبعث القلق، فإنه يأتى من التحديات الكبيرة التى باتت تُلازم الحالة الليبية والخشية من انعكاساتها المحتملة على مسار العملية السياسية، وأعنى هنا بشكل خاص التحدى المتعلق بتنفيذ خطة العمل التى أقرتها اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) فى 8 أكتوبر الماضى بجنيف، والتى تقضى بإخراج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية - بلا استثناء - بشكل تدريجى ومتوازن ومتزامن من الأراضى الليبية".
وأضاف - وفق بيان للجامعة العربية - "أما التحدى الآخر فيتمثل فى تحقيق التوافق اللازم حول الإطار القانونى لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى موعدها المحدد فى الرابع والعشرين من الشهر المقبل، بعد أن باتت استحقاقاً يأمله الليبيون، ومطلباً توافقياً يحظى بدعم دولى وإقليمى غير مسبوق".
وتابع: "أود فى هذا المحفل المهم، التذكير بثوابت الموقف العربى من الوضع فى ليبيا، حسبما صدر من قرارات متتابعة للجامعة العربية".. مشيرا إلى أن الموقف العربى يؤكد ويدعم دائماً الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، ويرفض كافة أنواع التدخل الخارجى فى شئونها أو الافتئات، تحت أى مسمى، على سيادتها ، ويدعم تنفيذ خارطة طريق "المرحلة التمهيدية للحل الشامل"، ويساند بشكل كامل السلطة الموحدة الحالية فى تنفيذ استحقاقات المرحلة الراهنة حتى نهاية ولايتها.
وجدد تثمين جامعة الدول العربية للتطورات الإيجابية المتمثلة فى اتفاق اللجنة العسكرية المشتركة على خطة عمل لجنة (5+5) الخاصة بإخراج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من الأراضى الليبية. وقال: "من هذا المنبر، أود أن أجدد الدعوة لكافة الشركاء الدوليين إلى إبداء التعاون وتوفير الدعم لهذه الخطة، والسعى بكل جدية نحو إجراء الانتخابات – فى موعدها المقرر-، ومساندة جهود توحيد كافة المؤسسات العسكرية والأمنية والمالية والاقتصادية وغيرها، كما أُشير أيضاً إلى أن آلية اللجنة الرباعية التى تنعقد دورياً للتشاور بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبي، لطالما دعت إلى تقديم كافة أنواع الدعم اللازم إلى ليبيا لمساعدتها على عبور تلك النقطة الفارقة فى تاريخها التى يتعاظم فيها الرجاء وتتأجج فيها المخاوف".
واختتم قائلا: "إننى كأمين عام لجامعة الدول العربية، وتفاعلاً مع أهداف هذا المؤتمر، قد وجهت الأمانة العامة وقطاعاتها ومنظماتها المتخصصة لتقديم كافة سبل الدعم فى كل ما من شأنه ديمومة اتفاق وقف إطلاق النار، وكذا تقديم الدعم التقنى لتأمين ومراقبة إجراء الانتخابات المقررة بصورة شفافة ونزيهة، فضلاً عن الدعم فى مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز مسارات العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية ونشر الوعى بحقوق الإنسان، فضلاً عن الدعم التنموى فى مناحيه الشتى".