قال الناقد والشاعر الإماراتى سلطان العميمى إن العلاقة بين القارئ الكاتب، وبين الكاتب الذى يقرأ له، تحمل شيئاً من الغموض أحياناً، لافتاً إلى أن علاقته الشخصية بالقراءة قبل دخول عالم الكتابة، مختلفة كلياً عما بعده، وذلك فى مختلف المجالات الأدبية.
خلال الجلسة
وقال الناقد والشاعر سلطان العميمى، بعد مشوار طويل فى عالم القراءة، وجدت أننى قارئ متحول، وهذا التحول يكون حاضراً فى كل مرحلة كتابية أو عمرية أو حتى فى كل مشروع أدبى، أتحول إلى قارئ جديد، بحيث تنتهى علاقتى بكاتب معين، وتبدأ بكاتب آخر، وعلى سبيل المثال فإن فترة التوقف فى كورونا، ساهمت فى تغيير توجهاتى القرائية، فكنت قارئاً نهماً للروايات، وأصبحت الآن قارئاً لكتب الفلسفة والدراسات الفكرية والعلمية، ولدى أفكارى الروائية والقصصية الخاصة، وأقول كما أن الكتابة ليست نزهة، فإنّ القراءة أيضاً ليست نزهة، إنما هى مشروع ضخم، له أبعاده ومخرجاته، التى ينتج عنها توجهات وأفكار مختلفة فى كل مرحلة.
جاء ذلك خلال ندوة ثقافية جمعت الناقد والشاعر الإماراتى سلطان العميمى، والروائى الكويتى سعود السنعوسى، والكاتبة البريطانية من أصول أوغندية جينفر ماكومبى، وأدارتها ليلى محمد، بعنوان "مرايا"، ضمن فعاليات الدورة الـ40 من "معرض الشارقة الدولى للكتاب".
خلال الجلسة
وقال سعود السنعوسى، يكمن الأثر الأكبر الذى ألمسه فى الأدب، وتحديداً أدب الرواية، فى كون القراءة يمكنها منحى بالدرجة الأولى أن أكون الآخر، فأنا أبحث عن الآخرين فى الكتب، وعن تجاربهم، وبالتالى يقودنى هذا بشكل أو بآخر إلى معرفة الذات.
وأضاف سعود السنعوسى، أن أدب الرواية منحنى القدرة أن أعيش أكثر من حياة، وأن أكون فى مكان الآخر، وقدم لى فرصة لفهم هذا الآخر عوضاً عن محاكمته، وذلك لأن الشخصية فى الأعمال الأدبية المكتوبة بعناية، تعرف قارئها على تجارب جديدة، بشكل تكاد أن تضعه فى مكان صاحب التجربة، وهذا من شأنه أن ينعكس عليه حتى خارج الكتب، وفى حياته الواقعية.
خلال الجلسة
من جانبها أكدت الكاتبة البريطانية جينفر ماكومبى أن الأدب يعتبر مرآة المجتمعات، قائلة: يجب حقاً أن نلجأ إلى الأدب، وتحديداً الروايات والقصص، للتعرف على تجارب الناس ومعايشتها، والتعرف فى نفس الوقت على أنفسنا.
وقالت الكاتبة البريطانية، على الصعيد الشخصى، حين أكتب أسعى للبحث عن ذاتى، وأتساءل دائماً، هل حقاً كتابتى ستسهم فى فهم عالمى الخاص؟، هل ستتمكن من نقلى خارج هذا الإطار بشكل أوسع؟، من هذا المنطلق تبدأ كتاباتى، فلطالما وضعت نفسى مكان شخصية الرواية التى قرأتها، وذلك لأتعلم من التجارب والأحداث التى تدور حولها الرواية.