قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (المعروف بالبريكست) كان انفصالها المادى عن أوروبا جغرافيا قد وقع بالفعل، فمنذ نحو 18000 عام خلال حقبة البليستوسين كانت غالبية بريطانيا الحديثة مغطاة بالجليد، ووفقًا لـ Wessex Archaeology ، وهى مؤسسة تعليمية مقرها في المملكة المتحدة، استمرت فترة الجليد هذه آلاف السنين حتى 12000 عام مضت بعد أن أدى ارتفاع درجة حرارة المناخ إلى إنهاء الامتداد الجليدى.
وفي أعقاب ذلك امتلأت المناطق التي هي اليوم بحر الشمال والقناة الإنجليزية بالأهوار العشبية والوديان المشجرة والمستنقعات، وفقًا لـ National Geographic. فإن هذه المنطقة من الأرض، المعروفة باسم دوجرلاند ربطت بريطانيا بأوروبا القارية وتمتد على أكثر من 46620 كيلومترًا مربعًا.
لكن نهاية ارتباط بريطانيا بأوروبا جغرافيا بدأ منذ حوالي 8200 عام عندما ضرب تسونامي هائل منطقة دوجرلاند، قبالة سواحل النرويج، وقد أدى الانهيار الأرضي الهائل تحت الماء، المعروف باسم Storegga Slide ، إلى نقل أكثر من (3000 كيلومتر مكعب) من المواد عبر الماء، وفقًا لبحث نُشر في مجلة Nature Climate Change.
ومن المحتمل أن يكون Storegga Slide ناتجًا عن النشاط الزلزالى بعد فترة من الانحلال فى جميع أنحاء النرويج، وفقًا لمجلة Marine and Petroleum Geology أدت الحركة السريعة وإزاحة المياه الناتجة عن الانزلاق إلى توليد طاقة كافية لإحداث تسونامى، ووصلت الموجات الهائلة إلى ارتفاعات تصل إلى (20 مترًا).
ووفقًا لمجلة Nature Climate Change ابتلع تسونامي دوجرلاند، ووصلت الموجات إلى شمال شرق بريطانيا حيث انتقلت لمسافة (40 كيلومترا).
ومن المتفق عليه إلى حد كبير بين العلماء أن تسونامى الذي تسبب فيه Storegga Slide هو السبب الرئيسي لاختفاء Doggerland وانفصال بريطانيا عن البر الرئيسي لأوروبا، ومع ذلك، تشير دراسة عام 2020 نُشرت في مجلة Antiquity إلى أنه ربما كان تغير المناخ هو الذي قطع الرابط الأخير بين الاثنين.