نفت روسيا اتهامات بولندا بالتورط فى أزمة اللاجئين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وقال مبعوث حقوق الإنسان بوزارة الخارجية الروسية، جريجورى لوكيانتسيف، أن الاتهامات الموجهة لروسيا بشأن وضع اللاجئين من الشرق الأوسط على الحدود البيلاروسية البولندية "منافية للعقل".
وتفاقمت أزمة المهاجرين على حدود بيلاروسيا مع لاتفيا وليتوانيا وبولندا فى 8 نوفمبر، واقترب عدة آلاف من اللاجئين من الحدود البولندية قادمين من الجانب البيلاروسى، وهم يخيمون فى المنطقة الحدودية.
وحاول البعض منهم العبور إلى بولندا بقطع سياج من الأسلاك الشائكة. ويتهم الاتحاد الأوروبى بيلاروسيا بتعمد تصعيد الأزمة، ودعا إلى المزيد من العقوبات، ويناقش الاتحاد الأوروبى حاليا إمكانية تبنى حزمة خامسة من العقوبات ضد بيلاروسيا.
وأضاف لوكيانتسيف حسبما ذكرت وكالة أنباء تاس الروسية أن "جوهر هذه الاتهامات يشبه نوعا من الوضع السخيف.. جميع الاتهامات فى هذا الصدد موجهة إلى دولة واحدة (بيلاروسيا) على الرغم من وجود اتهامات بالفعل بأننا (روسيا) لدينا يد فى هذا الأمر، وهو أمر سخيف بشكل عام".
وتابع: "قلنا أيضا، أمس الجمعة، إنه لا ينبغى أن نبحث عن المذنبين حيث لا وجود لهم، وإذا كانت هناك قضايا إنسانية، فيجب حلها بشكل ثنائي".
وأردف لوكيانتسيف: "تم إبلاغنا بأنه من بين أولئك الموجودين على الحدود أو الذين عبروها بالفعل، هناك مواطنون يُزعم أنهم من الاتحاد الروسى، ولكن لسبب ما لم نتلق أى مناشدات وطلبات محددة بأسماء محددة من قبل وكالات إنفاذ القانون التابعة لكل من يقول".
بدوره، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن بلاده غير متورطة فى أزمة اللاجئين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.
وفى سياق آخر قال، "إنه سيتحدث مع نظيره البيلاروس ألكسندر لوكاشينكو بشأن تصريحاته حول احتمالية تعليق عبور الغاز الروسى إلى أوروبا".
وأضاف الرئيس الروسى، فى مقابلة بثتها قناة "روسيا ــ 24" الإخبارية، اليوم السبت: "أنه سيتحدث بشأن هذه التصريحات مع رئيس بيلاروس"، مؤكدا أن هذه هى المرة الأولى، التى يسمع فيها بهذه التصريحات.
وأوضح بوتين أن الرئيس البيلاروسى لوكاشينكو لم يتحدث معه عن هذا الموضوع مطلقا.
وفى سياق آخر، ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن الولايات المتحدة حذرت روسيا من أن أى عدوان عسكرى ضد أوكرانيا سيكون خطأ فادحًا؛ بعد ورود معلومات استخباراتية أظهرت حشدًا للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية.
وأوضحت الصحيفة أن هذه التحذيرات جاءت بعد أن أبلغت واشنطن وكييف حلفاءهما فى الاتحاد الأوروبى هذا الأسبوع، أن زيادة القوات الروسية على الحدود قد تشير إلى استعدادات لغزو روسى وشيك لأوكرانيا.
وأفادت الصحيفة بأن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن تشعر بالقلق من أن نوايا موسكو تجاه أوكرانيا يمكن أن تعرقل المحادثات المبدئية بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الهجمات الإلكترونية والسيطرة على الأسلحة.
وقال أنتونى بلينكين وزير خارجية الولايات المتحدة، أن واشنطن قلقة للغاية بشأن التحركات غير النظامية للقوات التى نراها تقترب من حدود أوكرانيا، وأضاف، فى إشارة إلى ضم موسكو لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا، أنه "سيكون خطأ فادحًا لروسيا تكرار ما فعلته فى 2014".
من جانبه، نفى المتحدث باسم قصر الرئاسة الروسى "الكرملين" ديمترى بيسكوف تلك المخاوف، قائلاً أن روسيا "لا تشكل تهديدًا لأحد"، وأضاف "قلنا مرارًا وتكرارًا أن تحركات قواتنا المسلحة على أراضينا يجب ألا تكون مصدر قلق لأحد".
وقال مسئول كبير بالاتحاد الأوروبى أن الكتلة طلبت من السلطات الروسية معلومات حول زيادة القوات بعد أن أبلغها مسئولون أمريكيون بالتطورات فى الأسبوع الماضى، وأضاف أننا نشهد مرة أخرى حشدًا للقوات الروسية، ونتشاور مع شركائنا فى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن تقييم الوضع، الذى شكل تطورا مقلقا للغاية.
وأوضح مستشار للرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، فى تصريحات خاصة "للفاينانشيال تايمز"، أن وزير الدفاع الأوكرانى أوليكسى ريزنيكوف سيتوجه إلى واشنطن مطلع الأسبوع المقبل لإجراء مزيد من المشاورات.