محمية وادى الحيتان بمنطقة وادى الريان بمحافظة الفيوم اول محمية للتراث الطبيعى العالمى فى مصر وثالث محمية طبيعية بالعالم قد يتخيل الكثير أنها منطقة صحراوية جامدة بصخورها وليست ممتعة فى زيارتها، لكن بمجرد أن تصل إليها ستشعر أنك بمكان مختلف عن أى مكان بالعالم ستتضارب بداخلك المشاعر هل هذه حقيقة أم أنك تشاهد إحدى الروايات الخيالية، ستجد نفسك بالشواهد وسط عالم آخر عمره 40 مليون سنة ستجد حولك من الخارج صخورا منحوتة بدقة لا تتخيل أبدا أنها عوامل مناخية وستقسم أنها يد فنان ماهر نحت بدقة بالغة، ستجد متحفا مليئا بالحفريات التى تخبرك كيف يمكن للسنوات الطويلة أن تفعل بالأماكن والكائنات الحية.
يقول الدكتور محمد سامح مدير المحميات الطبيعية بالمنطقة المركزية أن المنطقة تضم متحف الحفريات وتغير المناخ الموجود فى محمية وادى الحيتان ويحوى حفريات عمرها 40 مليون سنة ولها علاقة وطيدة بتغير المناخ على مر الزمن وتقدم الدليل على تغير المناخ عبر ملايين السنين.
وأكد أن سبب اعلان المتحف منطقة تراث طبيعى عالمى هى القطعة الموجودة فى بداية المتحف وهى أطراف خلفية لحيتان وتم اخيارها أيقونة المتحف حيث كان المتعارف عليه أن الحيتان تعيش فى اليابسة وبلا أطراف خلفية ولكن فيما بعد تغيرت النظرية وأثبت الباحثين أن الحيتان تطورت من اليابسة إلى البحر وعاشت بأطراف خلفية والمكان الوحيد الذى عثر فيه على الأطراف الخلفية للحيتان كان فى محمية وادى الحيتان بمحافظة الفيوم خلال الثمانينات لحوت طوله 18 متر وأثبتت تطور الحيتان من اليابسة إلى البحر وكانت سببا فى إعلان منطقة وادى الحيتان منطقة تراث طبيعى عالمى.
ولفت الدكتور محمد سامح إلى أن بانوراما العرض فى المتحف يظهر المناخ فى مصر منذ 40 مليون سنة وكيف أثرت البراكين والزلازل والعامل الطبيعية المختلفة على الصخور كما تشير إلى بداية وجود البحر الأحمر وكيف تكونت الجبال والصخور به وبداية ظهوره فى عصر اليوجوسين حيث يحوى المتحف صخورا نارية وأنواعا كثيرة من الصخور وخريطة تواجدها بمصر، لافتا إلى أن كل صخر بالمتحف له قصة تروى طبيعة التغير المناخى الذى وقع وأثر على الصخر أثناء تكونه مثلا أن هناك صخور تكونت بسبب براكين وكانت صخور رسوبية وتحولت وصخور رسوبية تكونت بسبب الأمطار والرياح.
وأشار مدير المحميات الطبيعية أن المتحف يجسد مصر كنموذج يشرح عوامل تغير المناخ على القرى الأرضية بأكملها مؤكدا أن منطقة وادى الحيتان بأكملها كانت بحر منذ 40 مليون سنة وكان بحر هادئ بلا تيارات عنيفة وبه شعاب مرجانية وكان المكان يصلح للتكاثر بالنسبة للحيتان وذلك من خلال الادلة الموجودة من الشعب المرجانى والأصداف التى تؤكد أن المياه كانت هادئة.
كما أوضح الدكتور محمد سامح أن الصور بالمتحف تثبت أن مصر كلها منذ 40 مليون سنة كان مغطاة ببحر ثم بدء ظهور اليابسة كما يظهر تطور الحيتان وفصائلها المختلفة الموجودة بمصر مؤكدا أن مصر بها 75 ٪ من الحيتان الموجودة على مستوى العالم معظمها بوادى الحيتان بالفيوم والباقى بسيوة ولفت إلى أن الصخور التى تسمى قروش الملائكة نسبة إلى اعتقاد أن الارض كان يسكنها للملائكة وكانت عملات هذا غير صحيح وهى عبارة عن كائن وحيد الخلية.
وأشار مدير المحميات الطبيعية أن المتحف يحتوى على 60 نوعا من الأصداف تم تصنيفهم من الرأس قدميات والبطن قدميات وقنافد البحر وغيرها.
والمتحف به جماجم للعروسة البخر الموجودة من 40 مليون سنة وعروسة البحر الموجودة اليوم وكانت أنحف وأكثر مرونة حتى تنجو من الحوت، ولفت إلى أن فكرة جمال شكل عروسة البحر أو أن نصفها يشبه الأنثى غير صحيح والسبب فى التسمية أن أحد البحارة منذ زمن بعيد رأس عروسة البحر تضع صغارها فخيل له أنها سيدة فأطلق عليها عروسة البحر، ولفت إلى أن المتحف ليس للحيتان فقط وبه 90 نوعا مسجلا من أسماك القرش وغيرها.