رسم اللوحات بالرمال الطبيعية هو فن غير تقليدى لا يعرف الكثير منا عنه شيئا وهو فن من نوع آخر يمكن جماله فى إيجاد علاقة مباشرة بينك وبين العمل الفنى بصورة تلقائية، حيث إنك تعيش تفاصيل اللوحة وتتحسس تفاصيلها بقلبك وعقلك واناملك لأنها لوحة من الطبيعة وتحكى قصة من الزمن الجميل الذى تحتفظ كل ذاكراتنا بملامح من هذا الزمن ما زلنا نشعر بالحنين إليها.
والرسم بالرمال يعتمد على تجسيد اللوحة بتضاريسها ومعالمها فتكون ذات أبعاد وزوايا تعكس رؤية الفنان الذى رسمها وهو ما يتفرد به فنان الواحات أحمد وهبة الذى أبدع مئات الأعمال الفنية التى تحكى تراث الواحات القديمة فى الوادى الجديد وجسد أهم ملامح البيئة الواحاتية وفصول من الروتين اليومى لسكان الواحات حيث يعتمد فى أعماله الفنية على مكونات الطبيعة من رمال وخشب ومواد لاصقة فتخرج اللوحة من تحت يده وهى تنطق بالحياة.
وداخل مرسم صغير المساحة فى مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد يقضى الفنان أحمد وهبة أغلب أوقاته وهو يبدع أعماله الفنية حيث أن كل لوحة لها قصة يعيشها بكل تفاصيلها فهو يسترجع لمحات من الماضى الجميل الذى عاشه فى واحة الخارجة القديمة وما زال يحتفظ بتلك المشاهد الرائعة فى ذاكرته ويستدعيها بريشته على هيئة عمل إبداعى يكاد ينطق بالحياة.
هو الفنان أحمد وهبة البالغ من العمر 63 سنة والذى كان يعمل كفنان بقصر ثقافة الخارجة وبدأ حياته بموهبة فطرية فى الرسم بالرمال وذاعت شهرته عالميا وأصبح اسمه متداولا فى الصحف والدوريات العالمية، التى تهتم بالفن البيئى غير التقليدى حيث أنتج مئات اللوحات التى يتهافت عليها عشاق فنه من كل دول العالم وكانت آخر مشاركاته الرائعة فى الملتقى التسويقى الأول للتمور المصرية بالوادى الجديد وقدم فيه احدث أعماله الفنية من لوحات رملية بديعة.
وقال وهبة فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إنه يعمل فى مرسم خاص به وينتج لوحات تعبر عن التراث الواحاتى وملامح الحياه فى الواحات القديمة ويقوم بالاعتماد على عناصر البيئة فى إنتاج لوحاته التى يجهزها من خشب الدوم المغطى بالابلاكاج ويجلب ألوانه من الرمال الطبيعة ونجح فى استكمال ألوانه الأساسية باستثناء اللون الأزرق والذى يستعيض عنه بالميول والتداخلات اللونية.
أضاف وهبة أن فكرة الرسم بالرمال تعتمد على استخدام الخامات الطبيعية من رمال ملونة وأحجار يتم سحقها واستخراج الرمال الناعمة منها ولصقها بمواد طبيعية لا تتأثر بالعوامل البيئية، حيث يقوم الفنان وهبة باستخدام خشب الدوم العتيق للرسم عليها بالرمال الملونة لإنتاج أعمال فنية مجسمة تكاد تنطق بالحياة من شدة دقتها وإحساس صانعيها وشارك فى العديد من المعارض الدولية والمحلية ولاقت أعماله إقبالا كبيراً من زوار تلك المعارض.
وأكد وهبة على أنه لا يتوانى عن تقديم الدعم لكل شخص لديه الموهبة ويرغب فى تعلم اصول الرسم بالرمال فهو يقوم بتوضيح الخطوط العريضة للمبتدئ فى هذا الفن ويتابعه حتى يصل لدرجة متقدمة وفقا لموهبته الفطرية وهى تجربة طبقها على حفيده البالغ من العمر 9 سنوات والذى تركه يخرج كل طاقاته فى الرسم حتى نجح وفى إنتاج أول عمل فنى له بتوجيهات بسيطة وهو ما يؤكد صدق رؤيته أن فن الرسم بالرمال يمكن لأى موهوب نسبياً أن يمارسه.
أضاف وهبة أنه قبل البدء فى تنفيذ العمل الفنى لديه طقوسه الخاصة حيث يحب الجلوس فى هدوء كى يسترجع صورة معينة يرغب فى رسمها ويستغرق وقتا قليلاً لكى يبدأ العمل حيث يقوم بتجهيز طاولة الرسم وعليها عبوات مملوءة بالرمال التى اجهده البحث عن مواقعها لكى يستكمل مجموعة الالوان الخاصة به ويقوم بتحديد حجم اللوحة ومقاسها ويبدأ مباشرة فى العمل بالرسم بالفرشاة من خلال وضع اللاصق من الصمغ والغراء ويضع فوقها كميات من الرمال الملونة وتدريجيا يستكمل عمله الفنى حتى ينتهى منه.
ويؤكد وهبه أنه يفكر فى الاعتزال عن الرسم خلال الفترة المقبلة متمنياً أن يختتم مسيرته الفنية بتنظيم معرض كبير خارج مصر على أن يكون فى موقع متميز يسمح له بعرض كل أعماله بنفسه بدلاً من أخذها لتشارك فى معارض دولية وهو جالس فى مصر بعيداً عنها فهو يدرك تماماً أهمية مشاهدة اللوحة بالعين المجردة لتذوق جمالها ويشارك كل زوار معارضه تلك اللحظات الجميلة بشرح محتوى الصورة وقصتها وما وراء كل تفاصيلها من أسرار.