الجد "عبد الرحمن" رجل ريفى يجلس بشكل شبه دائم فى ساحات منزله الخارجية بعد أن تجاوز من العمر المائة عام، ليعقد مجلسه، اليومى الذى يلتف حوله فيه أحفاده وأهل بلدته ليقص عليهم ما عاصره فى حقب تاريخية مرت بها مصر.
أصيب بشظايا وظل يعالج فى مستشفى بورسعيد لمدة 5 أشهر
فمحافظة الشرقية تزخر بعدد كبير من المعمرين الذين عاصروا الملوك، وسار بهم العمر إلى أن وصلوا إلى ما يقارب المائة العام، وتخلل هذا العمر ذكريات منها المؤلمة ومنها المفرحة ومنها ما يكسر القلوب.
"عمرى 100سنة ومكتوب فى البطاقة أنى مواليد عام 1922 وعملت فى الفلاحة والناصح فى زمنا كان بيتعلم فى البندر"..هكذا بدأ الجد عبد الرحمن حمد منصور، البالغ من العمر 100 عاما ويقيم عزبة الشوابكة مركز الحسينية محافظة الشرقية حديثه لـ"اليوم السابع".
"اليوم السابع"، التقى الحاج "عبد الرحمن" فى منزله بمركز الحسينية، يحكى عن ذكرياته فيقول أنه تزوج وأنجب 14 من الذكور والإناث ماتوا جميعا عدا ابنتين وأن يومه يبدأ مع قرآن الفجر لتأدية الصلاة وينتظر إشراقة النهار، ثم يشعل الموقد للتدفئة وعمل كوب الشاى وتناول وجبة الإفطار من يد زوجته الثالثة، ويحرص على رعاية الموالح المنزرعة بحديقة منزله من مانجو وزيتون، وأنه لا يعانى من أى مرض ويتمتع بصحة جيدة.
ويشير إلى أنه عاصر فترة غارات الألمان على العلمين، وأصيب بشظايا وظل يعالج فى مستشفى بورسعيد لمدة 5 أشهر، وتسببت له الشظايا فى إعاقة فى الحركة بالساق اليمنى طول حياته، وعن أصعب اللحظات التى مرت عليه قال: كنت عايش فى القنطرة بمحافظة الإسماعيلية، وفترة العدوان الثلاثى على مصر تعرض منزله للحريق وهاجر منها إلى الشرقية واستقر بها وعمل خفير بشركة حتى بلوغه سن المعاش، وكان أول راتب تقاضاه 4 جنيهات ونصف.
تابع: أنه تزوج ثلاث مرات وأنجب 14 من الذكور والإناث ماتوا جميعا على حياة عينه عدا بنتين، وفى المرة الزيجة الأولى دفع مهر للعروسة 15 جنيه وبعد وفاة الزوجة الأولى تزوج للمرة الثانية ودفع مهرا 20 جنيه، وبعد وفاة الزوجة الثانية، حرصت نجلته على دفعه على الزواج للمرة الثالثة دفع مهر 40 جنيه، ولا زالت زوجته معه حتى الآن، مشيرا إلى أنه لم يتزوج إلا بعد وفاة الزوجة وكل زوجة تزوجها له معها ذكريات ومودة ورحمة.
وسرد مغامراته مع الإنجليز قائلا: كان له قطعة أرض زراعية مزروعة بمحصول القمح، تعرضت للعطش لتواجد عدد من الإنجليز على مروى المياه، فقام بكل شجاعة بفتح مروى المياه لسقى الأرض وأثناء غلق المروى، شاهده عسكرى إنجليزى واصطحبه لقائده الذى أثنى عليه و أعجب بشجاعته وأعطاه سجائر وطعام، وأنهى حديثه قائلا : أنه لا يتمنى شيء من الله سوى الستر وحسن الخاتمة، ورفع يديه ودعا لمصر قائلا:" ربنا ينصر مصر ورئيسها وجيشها على كل من يعاديه، وأمتع متابعين " اليوم السابع" بالعديد من الأغانى التراثية والمواويل.
الحاج عبد الرحمن حمد منصور
فيما قالت نجلته" سنية عبد الرحمن" إنها من قامت بتزويج والدها من زوجته الحالية منذ 36 عاما بعد وفاة والدتها، وأن والدها هو سر بركتهم، حيث يستيقظ مع قرآن الفجر للصلاة والذكر، ثم يقوم بإشعال موقد التدفئة، ويضع براد الشاى بالموقد، ويرفض تناول شاى البتوجاز، كما أنه يوميا يباشر أعمال الزراعة ويحرص على القيام بأعمال ذبح الطيور لنا بصفة مستمرة، وجميع الأحفاد يعشقونه لحنيته والعديد من أهالى القرية يحرصون على الجلوس معه للتسامر وسماع حكاوى زمان منه، وأنه من قام بتربية أبنائها بعد فاة زوجها.
الحاج عبد الرحمن فى منزله بمركز الحسينية
الزوجة
الشاى على الفحم
الموقد للتدفئة وعمل كوب الشاى على الفحم
تزوج 3 مرات وأنجب 14
ريحة الزمن الجميل.. عمره 100 سنة
زوجة الحاج عبد الرحمن
عاصر فترة غارات الألمان على العلمين
عبد الرحمن
عبد الرحمن
عمرى 100سنة ومكتوب فى البطاقة أنى مواليد عام 1922
يشعل الموقد للتدفئة وعمل كوب الشاى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة