أكرم القصاص يكتب: المسار السياسى وأوراق المرتزقة فى ليبيا.. داعش وتنظيمات الإرهاب كانت أدوات تحقيق خطط تقسيم الدولة.. التنظيمات والميليشيات لم تكن لها علاقة بليبيا ولا الشعب الليبى ولا بالثورة ولا التغيير

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: المسار السياسى وأوراق المرتزقة فى ليبيا.. داعش وتنظيمات الإرهاب كانت أدوات تحقيق خطط تقسيم الدولة.. التنظيمات والميليشيات لم تكن لها علاقة بليبيا ولا الشعب الليبى ولا بالثورة ولا التغيير أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدى عقد كامل، جرت تحولات درامية فى المنطقة العربية، تفاعلات وتحركات وغليان، لم تنته لشىء كبير، بل أنتج مئات الآلاف من اللاجئين والضحايا والقتلى واقعا معقدا من الصراع والتفكك، وما جرى لا علاقة له بالتغيير أو بمطالب الناس، بقدر ما كان تحولا أقرب لانفجارات وحرائق تلتهم أى قاعدة يمكن البناء عليها أو النظر للمستقبل من خلالها.
 
وإذا كان الحديث يجرى الآن حول المسار السياسى فى ليبيا مثلا، فإن هذا جاء بعد سنوات من الفوضى، صنعت واقعا لتنظيمات وميليشيات لم تكن لها علاقة بليبيا ولا الشعب الليبى، مثلما سيطر داعش والتنظيمات الإرهابية بمقاتلين من خارج سوريا والعراق.. كل هذا بعد تحركات اتخذت فى البداية أبعادا جماهيرية، لكنها مع الوقت أسفرت عن وقائع أخرى، واللافت للنظر أن هذه التنظيمات والجهات التى تمولها، تصاب بحالة من الإحباط والغضب مع أى خطوات فى مسار الاستقرار والحل السياسى، ونظن أنه فى حالة نجاح الليبيين فى إجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات الأمنية والتشريعية، تكون ليبيا قد قطعت شوطا نحو إنهاء خطط التقسيم، التى كانت وراء كل ما جرى على مدى عشر سنوات.
 
داعش وتنظيمات الإرهاب كانت أدوات لتحقيق خطط تقسيم كل دولة، فى سوريا أو ليبيا، ووراء هذا أجهزة ودول خططت ومولت هذا الوضع وصولا إلى أن تصعد هذه التنظيمات، وتبدأ الحرب بالوكالة، ولهذا تزامن ظهور تنظيم داعش وأخواته مع صعود تنظيمات متطرفة إلى السلطة، لتبدأ عمليات التفكيك والانتزاع، وهذا لا علاقة له بالثورة ولا التغيير، وهذه التنظيمات تابعة للممول والمخطط، الذى حرص على دعمها ليحقق بها أهدافه، ولهذا لم تكن الحروب بالوكالة بعيدة عن حسابات دول وأجهزة متعددة، حتى لو كانت هذه الدول قد تراجعت بعد ذلك، لكنها كانت طرفا فى لعبة إنتاج وتشغيل وكلاء الإرهاب.
 
وسواء اتفق البعض أو أنكر وجود خطط للتفتيت وإعادة التقسيم، فإن الواقع وما جرى، على مدى عقدين، كاف للبرهنة على حجم الخطر الذى واجهته المنطقة بشكل مؤكد، وهو أمر انتبهت له مصر قبل الكثير من الدول، وتعاملت معه على مدى سنوات بصبر وتركيز، ولا تزال الدولة المصرية تحرص على التعامل مع ما ترى أنه أصل الخلل. 
 
واجهت مصر هجمات الإرهاب تزامنا مع صعود داعش فى الشام والعراق، وإعلان دولة الخلافة المزعومة بقيادة أبوبكر البغدادى، تصدت مصر وهى تعى أن الإرهاب ليس تهديدا محليا، لكنه جزء من شبكات علنية وسرية، تتقاطع مع تنظيم الإخوان أو التنظيمات المتطرفة، وتقف خلفها شبكات تمويل ضخمة، تقوم بدور تمهيدى للتفكيك والتقسيم، قبل أن تأتى عمليات إعادة الدمج والتوزيع، ولهذا كانت حرب مصر ضد الإرهاب هى الأكثر اتساعا وعمقا، ومع هزيمة الإرهاب فى مصر، تراجعت قوة داعش نسبيا، لكن بقت التنظيمات الإرهابية والجهات، التى تمول الحرب بالوكالة، تواصل نقل وإعادة توزيع المرتزقة فى مناطق الصراع. 
 
وخلال 8 سنوات، كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يضع خطوة أولى لمواجهة الإرهاب بقطع خطوط التمويل، ومواجهة الدول التى تدعم الإرهاب وتقدم له ملاذات آمنة، وتعاملت مصر دائما باعتبار الإرهاب هو قمة الجبل الظاهرة، وأن المواجهة يفترض أن تشمل كل الجيوب والامتدادات، واجهت مصر حربا متعددة الأطراف، بالوكالة عن دول وأجهزة، ونجحت فى تحييد الكثير من هذه النقاط.
 
قبل سنوات، لم تكن الدول الكبرى تستوعب حجم ما يمكن أن تنتجه الفوضى من أخطار، واليوم وفى مؤتمر باريس حول ليبيا، بدا أن هناك اتفاقا على إنهاء دور الميليشيات والمرتزقة، وهو أمر لن يكون سهلا، لأنه يعبر عن مدى ما أصبحت تملكه الدول والأجهزة التى صنعت هذه التنظيمات واستعملتها، واليوم تحاول تغليف خطاب الإرهاب فى سياقات سياسية، بينما الهدف إدماج المرتزقة فى تخطيط مستقبل بلد هم أكثر من شارك فى هدمه. 
 

 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة