يبدو أن سائقى التوصيل عن المستودعات التابعة لشركة أمازون معرضون لشبح الفصل، ولكن الشركة لا تزال تراقب سائقيها، وفقا لتقرير البوابة العربية للأخبار التقنية.
وقامت بتركيب كاميرات تعمل دائمًا في شاحنات التوصيل الخاصة بها، كما أنها طلبت من السائقين الموافقة على مراقبة الذكاء الاصطناعي للكشف عن التثاؤب، ومع ذلك، فإن نظام المراقبة هذا هو الذى يضع أمازون فى مرمى نيران الدعوى القضائية التى تدعى أنها هى المسؤولة عن حادث سيارة غير مجرى الحياة.
ويصف تقرير بلومبرج تفاصيل الحادث، وكذلك كيف يمكن لدعوى واحدة أن تغير الطريقة التي تتعامل بها الفرق القانونية مع مواقف مماثلة فى المستقبل، ووقع الحادث فى وقت سابق من هذا العام، عندما كان أنس رنا البالغ من العمر 24 عامًا يركب المقعد الخلفى لسيارة شقيقه Model S من تيسلا عبر طريق أتلانتا السريع، وبعد أن توقفت السيارة خلف سيارة معطلة، اصطدمت سيارة توصيل تابعة لشركة أمازون بمؤخرة سيارة تيسلا، مما تسبب في إصابة رنا بإصابات كبيرة في الدماغ والحبل الشوكي.
وأمضى الشاب البالغ من العمر 24 عامًا شهورًا وهو يتشبث بالحياة، وجهاز التنفس الصناعي يساعده على التنفس، ويتنقل رنا الآن بواسطة كرسي متحرك بمحرك، ولا يستطيع القيام بمهام بسيطة مثل إطعام نفسه أو تغيير القنوات بجهاز تحكم عن بعد وحطم الحادث أحلامه فى الالتحاق بكلية الطب. ويركز الشاب – الذي كان يطمح في يوم من الأيام أن يصبح طبيبًا – على شفائه، كما أنه غير متأكد من كونه قد يمشي مرة أخرى أو يتحكم بذراعيه، ورفع رنا دعوى قضائية ضد أمازون في شهر يونيو، مدعي أنها مسؤولة عن الحادث.
ولكن كما يشير التقرير، تقول الشركة إنه لا يمكن محاسبتها بسبب حقيقة أن سائق التوصيل من الناحية الفنية لم يكن موظفًا لديها، وعمل سائق التوصيل لصالح شركة Harper Logistics، وهي إحدى شركاء خدمة التوصيل الذين تستخدمهم أمازون للشحن. وتم إطلاق برنامج شركاء خدمة التوصيل في عام 2018، ويوظف شركاء أمازون أكثر من 260 ألف سائق على مستوى العالم. ويزعم بعضهم أن أصحاب العمل يطلبون منهم إيقاف تشغيل تطبيقات السلامة الخاصة بهم للوفاء بالحصص وهذا هو السبب في أن الدعوى القضائية التي رفعها رنا تستهدف خوارزميات أمازون وتطبيقاتها وأجهزتها التي تستخدمها الشركة لإدارة العاملين بها.
ويهدف المحامي في قضية رنا "سكوت هاريسون"، إلى إثبات أن الشركة تمارس السيطرة على شركاء خدمة التوصيل باستخدام التكنولوجيا دعوى قضائية ضد أمازون بسبب الحوادث وفقًا للدعوى القضائية، تتعقب الشركة عن كثب كل حركة لسائقي التوصيل، بما في ذلك المراقبة الاحتياطية والسرعة والفرامل والتسارع والانعطاف واستخدام حزام الأمان والمكالمات الهاتفية والرسائل النصية والكاميرات داخل السيارة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن التثاؤب، وعادة ما يتم حل معظم الدعاوى القضائية المتعلقة بالمركبات التجارية مثل هذه دون اهتمام كبير.
ومع ذلك، فإن قضية رنا جديرة بالملاحظة بسبب ادعاءات فريقه القانوني بأن أنظمة المراقبة في أمازون تجعل الشركة مسؤولة، ويريد محامي رنا معرفة كيفية تحكم أجهزة الشركة بعملياتها، ولكن القيام بذلك يكشف عن خوارزميات أمازون، التي تقول الشركة إنه يمكن تصنيفها على أنها أسرار تجارية، وتقوم الشركة بتصميم وتعيين المسارات وتحديد عدد عمليات التسليم التي يجب أن يتمكن كل سائق من إنجازها في وردية عمل مدتها 10 ساعات.
وتراقب أداء كل سائق عبر تطبيق الهاتف الذكي والكاميرات والأجهزة الأخرى المثبتة في شاحنات التوصيل التي تحمل علامتها التجارية، ويمكن للشركة أن تطلب من شركاء التوصيل فصل السائقين الذين تعتبرهم بطيئين للغاية على الطريق.
وتحاجج الدعوى القضائية التي رفعها رنا بأن مثل هذه الممارسات جعلت الشركة مهملة فيما يتعلق بالحوادث، وذلك لأنها أجبرت السائقين على الإسراع إلى درجة غير آمنة، كما ركزت على السرعة وكفاءة التسليم دون إيلاء الاعتبار الواجب لسلامة الجمهور، وإذا نجحت استراتيجية رنا القانونية، فقد يؤثر ذلك في نتيجة عدد من الدعاوى القضائية القادمة.
وذكرت بلومبرج أن أمازون للخدمات اللوجستية كانت المدعى عليها في 119 دعوى قضائية تتعلق بإصابات المركبات هذا العام وحده.