حقق فيلم "اللص والكلاب" المأخوذ عن قصة أديب نوبل نجيب محفوظ نجاحاً كبيراً فى السينما عندما عرض عام 1962، وأصبح أحد أهم أفلام السينما المصرية، وقام ببطولته الفنان الكبير شكرى سرحان وشادية وكمال الشناوى، حيث كان الفيلم يدور حول شخصية سعيد مهران الذى تتحالف الظروف ضده حتى يصبح مجرماً، حيث تعرض لخيانة الزوجة وإنكار الابنة وغدر الصديق فيحاول الانتقام ممن ظلموه ، ولكنه فى كل مرة يقتل بريئاً لا ذنب له.
وكانت هذه القصة مستوحاة من قصة السفاح الشهير محمود أمين سليمان، الذى لقى مصرعه فى مطاردة أمنية، حيث استوحى الأديب نجيب محفوظ القصة من قصة هذا السفاح مع معالجتها أدبياً وتكييفها إنسانياً لتصبح هذا العمل الأدبى الذى تحول لفيلم شهير.
ولكن هل تعلم عزيزى القارئ أن قصة هذا السفاح أغرت أكثر من فنان لتقديمها فى فيلم سينمائى ولكن اعترضت الرقابة على تقديمها كفيلم حتى لا تجعل من هذا اللص وهو مثل شاذ فى المجتمع بطلاً يمجد الناس حياته وتقدمه السينما.
وسبق أن تقدم وحش الشاشة فريد شوقى بطلب للرقابة لانتاج قصة هذا السفاح ولكن الرقابة رفضت ، واستمر هذا الرفض عندما تقدمت الفنانة الكبيرة مديحة يسرى بنفس الطلب.
وفى عام 1961 بدأ الأديب العالمى نجيب محفوظ ينشر فى الأهرام قصة " اللص والكلاب" فى حلقات اسبوعية مستوحياً القصة من حياة السفاح محمود أمين سليمان مع إعطائها كل القيم الأدبية والإنسانية ، حتى تصلح كعمل أدبى يفيد الناس ولا يمجد الإجرام ولكنه يرصد كيف يمكن أن يتحول الإنسان إلى مجرم، وبعد أن انتهى من كتابة الحلقات تقدم إليه المنتج جمال الليثى لتحويل الرواية إلى فيلم ، ولكن محفوظ كان يدرك أن الرقابة قد رفضت من قبل أكثر من عرض لإنتاج فيلم عن قصة السفاح يقوم ببطولتها الفنان شكرى سرحان، فطلب الحصول على موافقة الرقابة ، وهو ما حدث بالفعل ولعل الرقابة وجدت فى المعالجة التى كتبها الأديب الكبير لقصة السفاح ما يصلح لتقديم القصة فى فيلم سينمائى بخلاف ما عرض عليها قبل ذلك من محاولات، ليصبح فيلم اللص والكلاب أحد أهم وأشهر أفلام السينما المصرية.