أصدر الشاعر العراقى الكبير محمد مهدى الجواهرى ديوانه الأول عام 1927 تحت عنوان حلبة الأدب، اعتمد فيه على مجاراة شعراء العرب القدامى خصوصا شعراء العصر العباسى لينظم شعرا موافقا لقصائدهم فى الوزن والقافية، وهو ما يندرج تحت بند المعارضات وقد اختار ذلك ليثبت تمكنه وقدرته على مقارعة هؤلاء الشعراء العظام.
ويعكس اسم الديوان طبيعته فقد كانت حلبة الأدب بمثابة مبارزة أدبية متخيلة مع شعراء العرب القدامى، وهو ما كان الجواهرى مشغولا به فى سنوات الشباب الأولى التى سعى فيها لإثبات موهبته بهذه الطريقة.
وقد سبق اسم الجواهرى على غلاف الديوان لقب الشيخ فقد بدأ حياته دارسا للفقه يرتدى العمامة التى خلعها لاحقا حين التحق بوظيفة نظامية.
وقد عمل الجواهرى لفترة قصيرة فى البلاط الملكى بعد تتويج الملك فيصل الأول ملكًا على العراق، وقدم استقالته من الوظيفة، وعلل ذلك بسبب قصيدته "جربينى" لما فيها من تحدِ للمجتمع والعادات آنذاك، وبعد ذلك دخل عالم الصحافة، وأسس جريدة الفرات، التى أغلقتها الحكومة، ولم يستطع إعادة فتحها؛ لذلك اتجه الجواهرى إلى التعليم وعمل معلمًا في المدارس والثانويات في عدة مدن منها بغداد والبصرة والحلة.
ويعد مهدى الجواهرى واحدًا من أشهر شعراء العرب في العصر الحديث، وقد ولد فى مدينة النجف في العراق سنة 1899م، وهو أحد أبرز الشعراء الكلاسيكيين فى القرن الماضى، وقد عاش حياة طويلة أمضى معظمها متنقلا بين البلدان، منفيا عن العراق بسبب معارضته الحكومات العراقية، فعاش فترة من الزمن في براغ، وكتب من هناك أجمل قصائد الحنين لبلاده.
قضى أواخر أيامه فى دمشق بعد أن أكرمت نزله وسمحت له الحكومة السورية بالإقامة فى دمشق، وماتَ فيها سنة 1997م، ودُفن فى حى السيدة زينب فى دمشق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة