تحل اليوم 17 نوفمبر الذكرى الثامنة لاستشهاد المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطنى، برصاص غادر من جماعة الإخوان الإرهابية، حيث كان البطل الشهيد على رأس قائمة الاغتيالات لدى الجماعات الإرهابية منذ سقوط حكم المرشد عام 2013.
مع حلول التاسعة والنصف مساء يوم 17 نوفمبر 2013، وبينما كان البطل مبروك يستقل سيارته بشارع نجاتي في مدينة نصر متوجها من مسكنه إلى عمله، لاحقته مجموعة من المسلحين الملثمين المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، وأطلقوا وابلا من النيران عليه، لتفيض روحه الطاهرة إلى بارئها.
وفى 18 نوفمبر، ودعت مصر الشهيد المقدم محمد مبروك، وسط جنازة عسكرية وشعبية كبيرة وأكاليل الورود والموسيقى العسكرية والنعش الملفوف بالعلم والنسر.
زوجة الشهيد تتحدث عن واقعة اغتياله
وعن يوم استشهاده قالت زوجته ـ في تصريحات سابقة لـ"اليوم السابع": خرج محمد يوم الحادث من المنزل في تمام الساعة 9:20 مساء، وقال لي "أنا هبات في الشغل النهاردة عشان عندى مأمورية وطبع قبلة علي جبين أولادنا، وراح يشتري مستلزماتهم والأطعمة والحلوى التى يأخذونها قبل ذهابهم للمدرسة وبعتها مع حارس العقار وتوجه لمقر عمله في جهاز الأمن الوطنى بمدينة نصر".
وتابعت الزوجة: "حاولت اتصل بيه بعد كده الساعة 9:35 مردش وكلمته تانى مردش افتكرت أنه مشغول وسيبته شوية وقولت هيكلمنى لما يخلص، ولكنى فوجئت بعدد من زوجات الضباط زملائه في العمل يتصلون بي واحده تلو الأخرى وفي صوتهم نبره غريبة للاطمئنان علي، فتسلل القلق لقلبي وحاولت الاتصال به بعد ذلك لمعرفة سبب اتصال زوجات زملائه بهذه الصورة ولكنه لم يرد أيضا، وكررت الاتصال حتى فوجئت بأحد الاشخاص يرد علي هاتفه وقال لي محمد في مكان أحسن من اللي احنا فيه وهو دلوقتى في مكان أفضل من اللي أنا وإنتى موجودين فيه دلوقتى.. البقاء لله، وعرفت أنه اغتيل بالقرب من السراج مول ونزلت أجرى فى الشارع وانا اصرخ وأبكى أحاول الوصول الي مكان الحادث ثم توجهت للمستشفى، حتى دخلت أمامى سيارة الإسعاف التي تحمل جثمانه ولم أستطيع أن اتمالك نفسي من هول صدمة الحادث، ولم أتخيل ما حدث، فقد قلت له قبل استشهاده: أنا خايفه عليك من الإخوان، فرد:" شهادتى في قضية مرسى تاريخية" وقال بأن شهادته ستكتب فى تاريخ مصر ويذكر التاريخ تلك الشهادة".
سبب الاغتيال
وارتبط اسم الشهيد محمد مبروك، بالعديد من الملفات الهامة والأحداث التى وقعت فى البلاد فى أعقاب 25 يناير 2011، وجاء الهدف من اغتياله التخلص من العقبة التي تقف امام جماعة الإخوان الإرهابية في تنفيذ مخططاتها الإرهابية حيث يعد "مبروك" الضابط المسئول عن ملف الجماعات الإرهابية وساعد في القبض على العديد من هم ورصد تحركاتهم ضد الوطن.
وكشف محضر تحريات الشهيد "مبروك" الذى سطره في 9 يناير 2011، العديد من الأحداث المهمة حول اجتماع قيادات الإخوان الإرهابية للتنسيق، لأحداث العنف التي وقعت بعد أحداث ثورة 25 يناير، والتى خدع بها الكثيرون من أبناء الوطن المحبين لوطنهم.
في قضية التخابر مع حماس والتي كان يعاد فيها محاكمة 23 متهما من قيادات الإخوان الإرهابية، أمام دائرة الإرهاب المنعقدة بطرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، بتاريخ 19 نوفمبر 2017، فضت المحكمة حرزا عبارة عن مظروف بنى بداخله محضر تحريات الشهيد مبروك مؤرخ 9 يناير 2011، الساعة الواحدة مساء ومثبت به أنه ورد إليه معلومات من مصادره السرية بقيام القيادات الإخوانية الإرهابية وعلى رأسهم محمد بديع بعقد عدة لقاءات بمقر التنظيم بالمنيل.
وجاء في محضر الشهيد: "خلال الاجتماع تمت دعوة العناصر الشبابية والناشطين السياسيين بتنظيم تظاهرات بتاريخ 25 يناير 2011، وملاءمة ذلك بتدخل عناصر الجماعة الإرهابية وكوادرها ومشاركتها في التظاهرات، وتوجهات التنظيم الدولي الإخواني الإرهابي الذي يستهدف إشاعة الفوضى فى البلاد ".
وجاء في المحضر: "أنه تمكن من رصد تكليف من الإخواني الإرهابى محمد مرسى العياط عضو مكتب الإرشاد المشرف على القسم السياسي لهيكل التنظيم الإخوانى الإرهابى لكل من محمد الكتاتني ومتولى صلاح عبد المقصود، للسفر إلى إحدى الدول والالتقاء مع الإرهابي "أحمد عبد العاطي" لتدارس إمكانية استثمار الجماعة للأحداث المتوقعة في البلاد واستغلالها بما يخدم أهدافهم".
سر وثيقة بخط المعزول مرسى
خلال محاكمة قيادات الإخوان الإرهابية بقضية "اقتحام الحدود الشرقية"، كشف اللواء عادل عزب مسئول ملف الإخوان الأسبق بأمن الدولة العديد من الأسرار في شهادته، مشيرا إلى أن الشهيد محمد مبروك ضبط وثيقة بخط مرسى أثناء اعتقاله بها بند يشير لدخول إسرائيل لسيناء.
وتابع عزب: كلفت الشهيد محمد مبروك بتسجيل مكالمات الهاتفية للمتهمين محمد بديع ومحمد مرسى من 21 يناير وحتى 26 يناير 2011، وتأكد مبروك من مضى الجماعة الإرهابية فى تنفيذ مخطط المؤامرة لتنفيذ المخطط للنهاية مع أحد عملاء الاستخبارات الأمريكية.
واستكمل: استصدر "مبروك" إذنا من النيابة لضبط بعض قيادات الإخوان فى 24 يناير 2011 وتفتيش محل إقامتهم، وتم ضبط وثيقة بخط محمد مرسى فيها 8 بنود وأخرها بند دخول إسرائيل سيناء، وهذه الوثائق سرقت من مكتب الشهيد محمد مبروك، فى أعقاب اقتحام أمن الدولة فى فبراير من عام 2011، حيث دخلت مجموعات من الإخوان الإرهابية والمتظاهرين واستولوا على الشنطة التى تحتوى الوثيقة ومحضر التحريات الذى أعده الشهيد مبروك، ومحاضر ضبط المتهمين وتسجيلات المتهمين.
وخلال محاكمة المتهمين بقضية "اقتحام الحدود"، أكدت النيابة فى مرافعتها أن المقدم محمد مبروك استصدر إذن من النيابة العامة لتسجيل مكالمات مرسى وأحمد عبد العاطى، والتى أظهرت معرفتهما بما كان سيحدث من أحداث شغب بالتزامن مع أحداث يناير.