تحتضن محافظ الوداى الجديد، أول متحف بيئى مفتوح لفن النحت على جذوع النخيل، والذى يعد مقصدا سياحيا، وأنشأه الشاعر مصطفى معاذ رئيس نادى الأدب سابقا والباحث المتخصص فى الشأن الثقافى والتراث الواحاتى ومؤسس مدرسة نوابغ الأدب، ليكون موقعاً لإحياء التراث والتدريب على حرف الرسم والنحت على جذوع النخيل والحجر الرملى.
ورصدت عدسة "اليوم السابع" جوانب من تشكيل المتحف الطبيعى، والذى يقع على ربوة ومنحدرات تنمو بينها أشجار السنط العتيقة والتى يبلغ عمرها مئات السنوات ولم يتدخل فى زراعتها أو نموها بشر، وتتشابك أغصانها مع أشجار النخيل التى جرت زراعتها فى محيط غابات السنط، حيث قام الباحث فى تراث الواحات والشاعر مصطفى معاذ بإنشاء المتحف الذى أصبح مفرخة المبدعين من أهالى المحافظة وخاصة الشباب.
وشارك عدد من الفنانين المهرة فى النحت على جذوع النخيل، فى إنتاج أعمال غاية فى الروعة والجمال، بينهم الفنان والمطرب الشعبى الشهير حسن ناجى والفنان حسن سندادى والفنان أسامة العبادى والفنان آدم محمد، وأنتجوا عددا من الأعمال الفنية من جذوع النخيل المستوحاة من الطبيعة والتراث الواحاتى العتيق، ومنها المعالم الواحاتية كالمنازل والمساجد والأدوات التى يستخدمها المزارع القديمة وغيرها من ملامح البيئة الواحاتية.
وقال الشاعر مصطفى معاذ صاحب المتحف فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع" : هدف المتحف هو التعريف بثقافة الواحات وجمالها الطبيعى الذى لم يتدخل فيه بشر ويشمل تشكيلات نباتية من غابات السنط التى تمتد ما بين الغرود والتلال والسهول فى لوحة جمالية ربانية تمنح الزائر راحة نفسية كبيرة، وخاصة عندما يتم رصد غروب الشمس من بين أشجار السنط والنخيل فى تلك المنطقة المتفردة بيئيا.
وأكد معاذ أن هدف المتحف الحفاظ على الموروث الثقافى والتراث الواحاتى وتدريب الموهوبين على حرفة النحت على جذوع النخيل وتحويلها إلى قطع فنية ، تعكس تراث واحات الوادى الجديد القديمة، حيث قام بتدريب مجموعة كبيرة من الموهوبين، وتمت المشاركة بالعديد من الأعمال الفنية التى تم إنجازها داخل المتحف المفتوح من حفر على جذوع النخيل والحجر الرملى وأعمال الخوص والرسم بالرمال.
وأوضح معاذ أن أعمال المتحف شاركت فى عدد من المعارض منها معرض بدار الأوبرا المصرية ومركز الهناجر ومتحف محمود خليل وحرمه بالجيزه ومركز رامتان الثقافى (بيت طه حسين )، ومعرض ارترو بولوجى (ثقافات الشعوب) بالزمالك ومعرض فى حديقة الأندلس بالتعاون مع كل مبدعى مصر فى مجال الفنون التقليدية والحرف الشعبية، ومعرض إيليت للآثاث والديكور، والذى جرى عرض فيه المنتجات من الآثاث عالى الجودة بجانب المشاركة فى معارض بعدة كليات منها، كلية السياحة والفنادق بجامعة المنيا وغيرها من الكليات.
وأفاد معاذ أنه يتم التركيز على تلك الملامح فى ورش التدريب وشرح التاريخ الواحاتى والعادات القديمة وقصص حفر الابار يدويا والآليات التى كانت تنظمها باعتبارها أحد أهم الأحداث المرتبطة بالعمران والتنمية فى المجتمعات القديمة وغيرها من العادات والتقاليد المرتبطة بالمناسبات، كالزواج والاحتفال بالأعياد والمشاركة المجتمعية فى البناء والعمران والزراعة وأغلب المناسبات والعادات المجتمعية آنذاك.
وأكد معاذ أن ورش التدريب فى المتحف تعتمد على الملاحظة والتعلم من خلال تدريب الشباب والمتدربين على تشكيل جذوع النخيل بعد تجهيزها للنحت، وذلك من خلال كتابة الآيات القرآنية وعبارات الحمد والشكر لله، كمراحل أولية يتبعها تنفيذ مجسمات تعكس التراث الواحاتى، ومنها البيوت الواحاتية وملامح الحياة القديمة فى مدينة الخارجة والتى تحكى قصص الواحاتية الأوائل وكيف كانوا يتعايشون وينظمون أمور حياتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة