فى الوقت الذى لم تتعافى فيه الولايات المتحدة من وباء كورونا بعد، ولا يزال يحصد مئات الأرواح كل يوم، تأتى بيانات جديدة لتكشف عن وباء لا يقل خطورة وهو وباء المخدرات، الذى أدى إلى وفاة عشرات الآلاف من الجرعات الزائدة خلال عام.
وقالت شبكة "سى إن إن" إن البيانات الأولية التي نشرتها مراكز الوقاية من الأمراض والسيطرة أفادت بأن أكثر من 100 ألف شخص قد توفوا نتاج الجرعات الزائدة من المخدرات فى الولايات المتحدة خلال فترة 12 شهرا انتهت فى إبريل 2021.
وتلفت الشبكة إلى أن هذا رقم قياسى جديد، حيث ارتفعت وفيات الجرعات الزائدة بنسبة 28.5% عن نفس الفترة قبل عام، وتضاعف تقريبا خلال السنوات الخمس الماضية.
ولا تزال المواد الأفيونية السبب الرئيسى لوفيات الجرعات الزائدة من المخدرات، حيث وجد المركز الوطنى للإحصاءات الصحية التابع لمراكز السيطرة على الأمراض أن المواد الأفيونية الاصطناعية وخاصة الفنتانيل تسبب فى 64%، أي ما يقرب من ثلثى جميع وفيات الجرعات الزائدة من المخدرات فى خلال الفترة المنتهية فى إبريل 2021، بزيادة 49% عن العام السابق.
ويقول الخبراء إن وباء كورونا والارتفاع فى استخدام الفنتانيل كان عاملين أساسيين ساهما فى ارتفاع إجمالي الوفيات بالجرعات الزائدة. وتتناول البيانات الوفيات التي حدثت من مايو 2020 وحتى إبريل 2021. وقتل كوفيد 19 نحو 500 ألف شخص فى نفس الإطار الزمنى، وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز.
وقالت د. نورا فولكو، مدير المعد الوطنى للمخدرات، إن ما يشهدوه هو آثار هذه الأنماط من الأزمة وظهور مخدرات أكثر خطوة بأسعار أقل بكثير.
وفى ظل أزمة بهذا الحجم، فإن من يتعاطون المخدرات بالفعل ربما يأخذون كميات أكبر وهؤلاء الذين يتعافون ربما يتراجعون، وهى ظاهرة حالية وربما كان من الممكن التنبؤ به. إلا أن الزيادة فى تعاطى الفنتانيل، المخدر الأقوى والأسرع فى مفعوله من المخدرات الأخرى الطبيعية، قد جعل هذه الآثار أشد فتكا.
وكان زيادة استخدام المخدرات الاصطناعية قد لفت انتباه الخبراء قبل تفشى وباء كورونا، إلا أن الجائحة ربما تكون قد فاقمت من المشكلة.
وتقول فولكو إنه مع تقييد السفر الدولى، فإن المخدرات الاصطناعية الأسهل فى تصنيعها والأكثر تركيزا كانت على الأرجح فعالة لتهريبها عبر الحدود.
وكانت الحكومة الأمريكية قد صادرت هذا العام كمية من الفنتانيل تكفى لمنح كل أمريكى جرعة قاتلة، وفقا لما ذكرته مديرة إدارة مكافحة المخدرات أن ميلجرام، خلال مؤتمر صحفى فى البيت الأبيض، ووصفت وباء الجرعات الزائدة بأنه أزمة وطنية فى الولايات المتحدة والتي لا تعرف حدودا وطنية، ولا تزال تتفاقم.
وتشير البيانات الفيدرالية الجديدة إلى أن الوفيات بالجرعات الزائدة من مخدر الميث وغيره قد زادت بشكل هائل حوالى 48% فى العام المنتهى فى إبريل 2021 مقارنة بالعام السابق. وتمثل هذه المخدرات أكثر من ربع كل وفيات الجرعات الزائدة فى فترة الإثنى عشر شهرا الأخيرة.
وفى حين أن الفنتانيل كان من قبل أكثر شعبية فى الساحل الشرقى ومخدر الميث فى الساحل الغربى، فإن فولكو تقول إن كلاهما الآن منتشر فى كافة أنحاء البلاد. وارتفاعات وفيات الكوكايين ودواء تسكين الآلام مقارنة بما كان عليه قبل عام، لكن ليس بشكل هائل.
ومع إعادة فتح البلاد وعودة المجتمع إلى بعض من الأوضاع ما قبل الوباء، يقول الخبراء إن الناس ستظل تموت من جرعات المخدرات الزائدة بمعدلات مرتفعة للغاية لو لم يتم اتخاذ إجراءات لتحسين الوصول إلى علاج بشكل كبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة