تحتفل، اليوم، الأديبة الكندية الكبيرة مارجريت آتوود بعيد ميلادها الثانى والثمانين، إذ ولدت فى 18 نوفمبر عام 1939، وتعد أبرز الأصوات الأدبية فى مجالى الشعر والرواية، وقد عرفت بتعدد المواهب الإبداعية فهى كذلك ناقدة أدبية وناشطة فى المجال النسوى والاجتماعى ومناصرة بكتاباتها لقضية المرأة، بالإضافة إلى كونها أحد أهم كتاب الرواية والقصص القصيرة فى العصر الحديث.
حكاية الجارية
رؤية مخيفة للمجتمع وقد تحول جذريا بسبب ثورة سياسية دينية متشددة، لقد باتت "حكاية الجارية" واحدة من أوسع الروايات قراءة فى العالم وأكثرها تعلقا بالحاضر وقضاياه المؤثرة.
"أوفرد" هى جارية فى "جمهورية جلعاد"، تخدم فى منزل "الرئيس" الغامض وزوجته حادة الطباع، تخرج مرة واحدة يوميا إلى الأسواق، حيث استبدلت الصور بكل اللافتات المكتوبة، فالنساء فى جلعاد تحرم عليهن القراءة، يجب عليها أن تصلى من أجل أن يجعلها الرئيس حاملا، ففى زمنها انخفضت معدلات الولادة حتى صار وجود الأطفال فى البيوت أمرا نادرا، وهكذا باتت قيمة المرأة تكمن فى قُدرتها على الحمل، أمّا فشلها فيعنى إرسالها إلى المستعمرات لتنظيف النفايات الإشعاعية. تتذكر أوفرد الأوقات التى عاشتها مع زوجها وابنتها، وفى وظيفتها، قبل أن تسلبها الثورة حتى اسمها الحقيقى.
القاتل الأعمى
هى رائعة أدبية وملحمة إنسانية بديعة، فى مستهل الرواية تطالعنا أيريس تشاس تسترجع ذكرياتها عن حادثة سقوط أختها لورا من فوق الجسر عام 1945، يتبعها تقرير صحفى عن الحادثة، لكن بمجرد أن يستعد القارئ للاستغراق فى قصة لورا، تنقله أتوود إلى رواية أخرى بعنوان "القاتل الأعمى"، متضمنة فى الرواية الأساسية، وهى من نوع الخيال العلمى يرويها عاشقان فى حجرات معتمة بالشوارع الخلفية.
"القاتل الأعمى" رواية متعددة الطبقات بسخاء وتميز؛ فتتشابك فيها الخطوط والأحداث متتابعة فى سرعة. وبمجرد أن تتلاقى الأحداث والخطوط يكتشف القارئ أن ما ترويه أتوود ليس ما يبدو عليه، بل يفوق ذلك بكثير.
الوصايا
تدور أحداث الرواية بعد 15 عامًا من مشهد أوفريد النهائى فى الرواية الأصلية، وترويها ثلاث شخصيات من الإناث: العمة ليديا، شخصية رئيسية فى رواية The Handmaid's Tale؛ أجنيس، امرأة شابة تعيش فى جلعاد؛ وديزى، امرأة شابة تعيش في كندا تشعر بالرعب من انتهاكات جلعاد لحقوق الإنسان.
اثنتان من الرواة (أجنيس وديزي) هما ابنتا أوفريد، أغنيس، تم تبنيها من قبل عائلة جلعادية بعد أن تم أخذها من أوفريد، وهي تتحضر لإداء الدور المنوط بها كزوجة مستقبلية للقائد في بداية الرواية، بينما ديزي، التي تم تهريبها من جلعاد، تم تبنيها من قبل عائلة كندية وعاشت في حي كوين ستريت ويست بتورونتو، كلا الامرأتين نشأت دون معرفة حقيقة أصولها أو وجود أختها.