تمر، اليوم، الذكرى الـ99 على رحيل الأديب الفرنسى الشهير مارسيل بروست، الروائى الفرنسى الذى عاش فى أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20 فى باريس، من أبرز أعماله سلسلة روايات البحث عن الزمن المفقود، والتى تتألف من سبعة أجزاء نشرت بين عامى 1913 و1927، وهى اليوم تعتبر من أشهر الأعمال الأدبية الفرنسية، تستعرض كتاباته تأثير الماضى على الحاضر، كان بروست ناقداً ومترجماً واجتماعياً أيضاً.
وعاش "بروست" فى نفس الفترة الزمينة التى عاش فيها عالم النفس الشهير سيجموند فرويد، والذى أسس نظرية النقد الأدبى التحليلى النفسى، أو النظرية الأدبية المتأثرة بالتحليل النفسيى، وقد يكون هذا التأثير منهجيًا أو مفاهيميًا أو شكليًا.
تعتبر القراءة التحليلية النفسية قديمة قدم التحليل النفسى فى حد ذاته، إذ تطورت لاحقًا لتصبح طريقةً متغايرةً تفسيريةً، كتبت سيلين سوربرينانت: "لا يُعتبر النقد الأدبى التحليلى النفسى حقلًا موحدًا، وفى المقابل، تبين جميع المتغيرات أن الأدب متشابك أساسًا مع النفس، إلى حد ما على الأقل".
وعلى الرغم من أن الأخير تطرق إلى العديد من الأعمال الروائية، إلا أنه لم يتطرق إلى أعمال الفرنسى رغم إثارتها للجدل، وحول تجاهل عالم النفس الشهير فرويد لأعمال الروائى الفرنسى مارسيل بروست فى الفترة من عام 1910 حتى 1925، يدور موضوع الكتاب الذى صدر مؤخرا لدى دور النشر الفرنسية جاليمار بعنوان "البحيرة المجهولة بين بروست وفرويد"، من إعداد الأستاذ الجامعى الشهير جان - إيف - تادييه.
ويكشف المؤلف فى هذا الكتاب كيف تطرق كل من فرويد وبروست إلى نفس الموضوعات بشكل متوازن عن الحلم واللا وعى، والذاكرة، والجنس، بالرغم من تجاهل عالم النفس الشهير فرويد لأعمال الروائى بروست، والذى لم يشر إليها رغم شهرة الاثنين كل فى مجالهما، ويتعرض المؤلف لموضوع الحب والطفولة فى حياة الاثنين، ويصف فرويد بأنه كان مخلصا لامرأة واحدة فى حياته، بينما كان بروست غير مخلص، حيث كان لديه العديد من الأحباء، وركز على علاقة حب الأم لدى الاثنين، حيث إن بروست كان مرتبطاً ارتباطاً شديداً بوالدته، كذلك عالم النفس.