تمر اليوم ذكرى رحيل الروائى محمد ناجى، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 19 نوفمبر من عام 2014، فى باريس، عن عمر يناهز الـ 68 عامًا بعد صراع طويل مع سرطان الكبد، وللكاتب الراحل عدد كبير من الروايات والتى نستعرض بعضها عبر التقرير التالى.
"خافية القمر"
خافية القمر
فى روايته "خافية القمر" يسرد محمد ناجى، عن الإنسان وتناقضاته، فربما يبدو القمر واضحا عندما يكون بدرا، وتحيط به هالة نور، ولكن الاقتراب منه يكشف حقيقته المراوغة وتقلباته فى الحياة، فيقول فى روايته "لا شىء أصعب من الإمساك بالحقيقة على افتراض وجودها، لا شىء أكثر تقلّباً من الإنسان رغم وجود القمر".
تأتى فكرة الراوية فى الأساس من تقلب القلوب وتغير وجوه البشر، فتشعر وكأنك فى متاهة فلسفية، حيث تعبر الرواية بحسب ما ذكره الباحث محمد عبد الشكور، فى دراسته للرواية "كتفريغ للذاكرة الإنسانية، الحياة كسؤال وليست كإجابة، الإنسان كمستودع للتناقضات تجعله معلّقاً بيمن السماء والأرض."
"تسابيح النسيان"
تسابيح النسيان
يتناول محمد ناجى فى كتابه الحياة العاطفية ملونة بألوان السياسة والتأملات الوجودية والفلسفية، من خلال محنة المرض، حيث كتب ناجى فقرات الكتاب فى شكل مقتطفات نثرية بروح الشعر، وقسمها لعدة موضوعات، كتب فى إحدها تأملاته فى التاريخ، حيث ربط ما بين النهايات الأخيرة للإمبراطوريات العظمى، مثل الإمبراطورية البيزنطية، مستخلصا نتيجة مفادها أن الزمن والتاريخ يبلع حضارات وإمبراطوريات، وأن الأفراد فى مواجهة الزمن أضعف كثيرا من تلك الإمبراطوريات.
"الأفندى"
الأفندى
تتحدث الرواية عن "حبيب الله الأفندي"، واستمد ناجى من ذلك اللقب الأخير غير الأصيل فى الاسم تيمة أساسية فى السرد مستخلصا إيحاءاته وخصوصا أنه كان يطلق فى بداية القرن على العاطلين من ذوى المؤهلات العليا مهندمى الثياب ممن ينتظرون ما يليق بهم من وظائف مجتمعين على مقهى أطلق عليه "مقهى الأفندية".
"قيس ونيللى"
قيس ونيللى
جاء على غلاف الرواية: إن فى نسيج الرواية قصة حب بين فتى وفتاة لكن الروائى لا يفرد لهما إلا مساحة صغيرة وسط حكايات الشخصيات الأخرى بحيث يبدو لحن الغرام الذى يجمعهما مشتتًا متقطعًا وسط سيمفونية واقعية معقدة التفاصيل، وصفحة بعد صفحة يتعرى الحب من براءته وبهجته ويختنق تحت وطأة واقع يحكمه عجائزه.
" ليلة سفر"
ليلة سفر
من أجواء الرواية : يتخبط الجد "عبدالقوى" بين الشروخ، ويرقب من خلالها الأضواء الشاحبة فى بيت جارته "كوكب" الليلة ليلة سفر حفيده "نصر" ، لم يعد إلا سواد الليل ويرحل الحفيد ، ويبقى هو وحيدا فى مواجهة البيت المهدد بالإنهيار.
فى الشقة المقابلة يقود الراعى الصالح خرافه عبر الممر الصعب أمام سرير كوكب ، ويده المرفرفة فوق القطيع تشير إلى نبع بعيد . جف أزرق النبع وزحفت عليه الصفرة ، بينما العانس العجوز تتنفس وحدتها ومخاوفها ، وهى تترنم بتسبيحة لعذراء الحمل المقدس "التى لم يفلحها فلاح ، ووجد فيها عنقود الحياة" .
يذكر أن الروائى الراحل محمد ناجى، قد ولد فى مدينة سمنود عام 1947 وتخرج فى كلية الآداب قسم الصحافة، والتحق بالخدمة العسكرية من 1969 إلى 1974، وخاض حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، وله العديد من الأعمال الإبداعية منها "خافية قمر" و"لحن الصباح" و"مقامات عربية" و"العايقة بنت الزين" و"رجل أبله.. وامرأة تافهة" و"الأفندى" و"ليلة سفر" و"قيس ونيللى"، وله قيد الطبع روايات "سيدة الماسنجر" و"سيد الوداع" و"البوليتيكى" و"ذاكرة النسيان"، وقد عمل الراحل الكبير لسنوات فى مجال الصحافة والإعلام، فكان مشرفاً على النشرة الثقافية فى وكالة "رويترز" ووكالة أنباء وتلفزيون الإمارات، كما أنه أسس جريدة الأيام البحرينية، وكان مدير تحرير جريدة "العالم اليوم" الاقتصادية.
وحصل ناجى على "جائزة التميز" من اتحاد كتاب مصر عام 2009 كما نال "جائزة التفوق” فى مصر عام 2013 عن مجمل أعماله الروائية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة