تعد المكواة الرجل من أقدم أنواع المكواة والتى أوشكت على الانقراض لقلة عدد الصنايعية العاملين فيها، وتحول الكثير منهم لاستخدام المكواة البخار والتكنولوجيا المتطورة لتوفير الوقت والجهد، إلا أن الأسطى محمد كامل ابن مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية كان له رأى آخر فهو من أقدم المكواجية بالمدينة، وقضى عمره بالكامل فيها وما زال يؤدى فيها رغم كبر سنه.
وقال الأسطى محمد كامل أشهر مكوجى رجل، إنه ورث هذه المهنة من والده وتعلق بها وأصبحت مهنته الرئيسية ومصدر رزقه الوحيد، وتعد المكوة الرجل من أفضل أنواع المكاوى نظرا لقدرتها على كى الملابس بصورة جيدة، وتستطيع فرد القماش أفضل عدة مرات من المكواة العادية.
وتابع الأسطى محمد، أنه يعمل بالمهنة منذ أكثر من 50 عاما وما زال يكافح فيها من أجل لقمة العيش.
وأشار الأسطى محمد، إلى أن والده علمه هذه المهنة منذ طفولته وكان عمره 16 عامًا وتعلمها وعلمه أصول وأساسيات الكى وكيفية استخدام المكواة وتحريكها بسهولة رغم ثقل وزنها.
وأضاف الأسطى محمد، أنه قضى عاما ونصف يتعلم فيها أصول المهنة وتعرض لأخطاء عديدة المهنة منها حرق ملابس الزبائن ولكنه استطاع التغلب عليها وأصبح أشهر صنايعى فى المجال.
وأوضح الأسطى محمد، أنه تعرض لمواقف محرجة فى بداية تعلمه المهنة، منها حرق فستان جديد لزبونة ورفض زوجها الحصول على تعويض وكان ذلك بمثابة نقطة تحول له فى تجنب الأخطاء أثناء الكوي.
وتابع الأسطى محمد، أنه يعمل بمكواة تزن 15كجم مصنوعة من الزهر والسر فى ذلك هو أن الزهر سريع السخونية ولها يد حديديه، يقوم بتسخينها لدرجة حرارة معينة ثم يحملها ويضعها على الملابس ليبدأ فى الكوي.
وأشار الأسطى محمد، إلى أنه كان يستخدم وابور الجاز فى البداية لتسخين المكواة وكان يستخدم الجاز الابيض وبعد اختفاء الجاز الابيض لجأ للسولار ولكن كان يواجه مشكله فى استخدامه وهو الهباب الناتج عن اشتعاله وكان يترك أثرًا فى الملابس واشتكى منه الزبائن، مما دفعه لاستخدام الغاز فى التسخين.
وأوضح الأسطى محمد، أن لكل نوع قماش درجة الحرارة الخاصة به، ويختبر درجة الحرارة بطريقة خاصة ليتأكد من سخونيتها، ثم يحمل المكواة ويحركها بحرس على القماش فإذا شعر بثقل فى حركة المكواة على القماش يتأكد أن المكواة درجة حرارتها مرتفعة لا تتناسب مع القماش فيضطر لتركها لدقائق لتهدئة الحرارة ثم يعود مرة أخرى للكوى، أما إذا وجد سلاسة فى حركة المكواة على القماش فيبدأ فورًا فى الكوى ووقتها يكون تأكد بأن الحرارة مناسبة لقطعة القماش.
وأضاف الأسطى محمد، أن المكواة الرجل لها طريقتها الخاصة فى التعامل، حيث يتم تسخينها على ظهرها وليس على وجهها، وعند الاستخدام يتم وضع قطعة خشبية على المكواة حتى يستطيع التعامل معها والضغط عليها بقدمه عند الكوى، مبينا أن السر فى فرد القماش هو ثقل المكواة بالإضافة للتحميل عليها بجسمه عن طريق الضغط عليها بباطن القدم مما يساعد فى فرد القماش أى كان نوعه ويصبح جاهزًا للبس.
وأكد الأسطى محمد كامل، أنه لا يستطيع أن يعمل بأى مكواة أخرى غير المكواة الرجل حيث شعر بتعب شديد فى ظهره عندما حاول العمل بالمكواة البخار، فتركها وعاد لمهنته الأساسية، مؤكدا أنه أفنى عمره فى هذه الصنعة وسيستمر فيها طوال عمره.
وتابع أن هناك زبون للمكواة الرجل ويأتيه زبائنه من المحلة واجوارها، كما أن لكل مكواة زبونها الخاص منها المكواة البخار والمكواة الايد وتختلف عن المكواة الرجل فى أن وزنها خفيف وتنجز الشغل فى وقت قصير ولكن الميزة فى المكواة الرجل أنها تقوم بفرد القماش أفضل من أى مكواة.
وأكد أنه تعرض لمشكلات أثناء عمله منها سقوط المكواة على قدمه، وتعرضه للسعات المكواة ولكنه يتغلب على كل ذلك لحبه فى ذلك المجال مصدر رزقه الوحيد، مشيرا إلى أنه حاول تعليم نجله الوحيد أصول المهنة ليستكمل المسيرة من بعده لكنه رفض وسلك طريقه فى مجال آخر.
وتابع الأسطى محمد، أن المهنة أوشكت على الانقراض ولم يتبق فى مدينة المحلة سوى هو وصنايعى آخر فى منطقة أبو الحسن، وتمنى أن ينعم الله عليه بالصحة حتى يواصل العمل فى مهنته.
المكواة الرجل
كى الملابس بالمكواة الرجل