لم يثر كتاب الجدل فى الولايات المتحدة منذ فترة طويلة مثلما أثاره كتاب "مشروع 1619: قصة أصل جديد"، لنيكول هانا جونز التى فازت بجائزة بوليتز عن محتوى الكتاب منذ كانت تقدمه فى سلسلة صحفية عبر "نيويورك تايمز".
ويقدم كتاب "مشروع 1619: قصة أصل جديد"، الصادر حديثا في الولايات المتحدة الأمريكية، رؤية عميقة تكشف عن الماضي والحاضر الأمريكي رؤية للتاريخ الأمريكى انطلاقا من اللحظة التى بدأت فيها العبودية حيث ترى المؤلفة نيكول هانا أن هذه اللحظة الفارقة هي لحظة بداية التاريخ الأمريكى الحديث.
ويروى الكتاب قصة العبودية من بدايتها ففي أواخر أغسطس 1619، وصلت سفينة إلى مستعمرة فرجينيا البريطانية تحمل شحنة من عشرين إلى ثلاثين مستعبدًا من إفريقيا، وقد أدى وصولهم إلى ظهور نظام العبودية الأمريكية التي استمرت لمدة 250 عامًا، ويُشار إلى هذا أحيانًا على أنه الخطيئة الأصلية للبلاد، لكنه أكثر من ذلك: إنه مصدر الكثير مما لا يزال يحدد ثقافة الولايات المتحدة.
أعاد إصدار "مشروع 1619" الحائز على جوائز من مجلة نيويورك تايمز تأطير فهم التاريخ الأمريكي من خلال وضع العبودية وإرثها المستمر في قلب الرواية الوطنية.
ويضع الكتاب أمام القارئ ثمانية عشر مقالًا تستكشف إرث العبودية في أمريكا الحالية مع ستة وثلاثين قصيدة وعملًا روائيًا تسلط الضوء على اللحظات الرئيسية للقمع والنضال والمقاومة، وتوضح المقالات كيف يصل ميراث عام 1619 إلى كل جزء من المجتمع الأمريكي المعاصر من السياسة والموسيقى والنظام الغذائي وحركة المرور والمواطنة إلى الرأسمالية والدين والديمقراطية نفسها.
والكتاب يضع في سياقه أنظمة العرق والطائفة التي نعمل من خلالها اليوم كما يكشف الحقائق التي تم التستر عليها منذ فترة طويلة حول تأسيس وبناء أمة، والطريقة التي لم ينته بها إرث العبودية بالتحرر، واستمراره في تشكيل الحياة الأمريكية المعاصرة.
قبل صدور الكتاب كانت هناك أربعة كتب أخرى على الأقل قيد الطباعة بالفعل تهاجمه! ومن المسلم به أن هذه الانتقادات كانت ضد مشروع 1619 لصحيفة نيويورك تايمز، والذي ظهر في هذه الصحيفة قبل عامين، تلاه بودكاست ومنتديات عامة وضمه لمناهج بعض المدارس وجائزة بوليتزر لنيكول هانا جونز.
وندد الرئيس الأمريكى السابق ترامب بالمشروع، وقدم المشرعون مشاريع قوانين في مجلس الشيوخ الأمريكي وخمس هيئات تشريعية على الأقل في الولايات لتجريد الأموال من المدارس التي تستخدم المشروع في مناهجها الدراسية.