أثار الرئيس الأمريكى جو بايدن ومساعدوه الجدل بشأن موقفه من الترشح فى سباق البيت الأبيض، حيث قالت صحيفة واشنطن بوست أن أعضاءً من دائرته المقربة قد طمأنوا حلفائه فى الأيام الأخيرة بأنه يخطط للترشح للرئاسة فى 2024، مع قيامهم بخطوات للرد على المخاوف بشأن التزام الرئيس البالغ من العمر 79 عاما بحملة رئاسية أخرى وتزايد مخاوف الديمقراطيين من عودة الجمهوريين إلى الحكم.
وجاءت الجهود مع تزايد قلق المجتمع الديمقراطى الأوسع بعد تراجع شعبية بايدن أكثر من 10 نقاط على مدار الأشهر الستة الأخيرة، بسبب مخاوف تتعلق بالتضخم والخلافات الداخلية داخل الحزب فى واشنطن وتداعى جهود الصحة العامة لتجاوز جائحة كورونا.
ورأت الصحيفة أن الرسالة تهدف جزئيا إلى تهدئة الافتراض السائد بين العديد من الديمقراطيين بأن بايدن قد لا يسعى إلى إعادة انتخابه نظرا لسنه وتراجع شعبيته، فى الوقت الذى يجمد فيه المجال أمام نائبته كامالا هاريس وغيره من المرشحين.
وقال السيناتور السابق كريس دود، وهو صديق بايدن، إن الشىء الوحيد الذى سمعه من الرئيس هو أنه يخطط للترشح مرة أخرى، معربا عن سعادته بذلك.
وفى فعالية افتراضية لجمع الأموال هذا الشهر، قال بايدن لمجموعة صغيرة من المانحين أن يخطط للسعى للولاية الثانية، مؤكدا الرسالة التى قدمها للأمريكيين فى مارس الماضى فى أول مؤتمر صحفى له بالبيت الأبيض، قبل أن يحذر من أنه لا يستطيع أبدا أن يخطط بشكل مؤكد لما سيحدث بعد ثلاثة سنوات ونصف أو أربع سنوات.
وقال حاكم بنسلفانيا السابق إد ريندل، الذى حضر الفعالية، إن ما يقوله بايدن علنا هو ما يؤمن به بقوة، لا يوجد فارق، ولن يترشح بايدن لو شعر بأنه لا يستطيع القيام بالمهمة سواء جسديا أو عاطفيا.
إلا أن مقابلات أجرتها الصحيفة عن الكثير من المسئولين والمخططين الإستراتيجيين الديمقراطيين، أظهرت أن التطمنيات لم يوقف النقاش الداخلى حول ما إذا كان بايدن سيترشح بالفعل.
وتقول واشنطن بوست أن بعض الديمقراطيين يتبنون وجهة نظر متشككة فى أى إشارات عامة أو خاصة يرسلها بايدن وفريقه حول إعادة الانتخاب، ويرون سببا أن هناك حافزا لهم لإبداء اهتمام فى ولاية ثانية بعض النظر عن نواياه الحقيقية لتجنب إضعاف موقفه.
بينما يشعر آخرون بقلق من أن المحاولة الرئاسية الثانية ستنطوى على جدول زمنى أكثر صرامة من حملة 2020 التى كانت هادئة نسبيا بسبب ظروف وباء كورونا.
وحتى بين هؤلاء الذين لهم صلة وثيقة بالدائرة المقربة من بايدن، تتباين التفسيرات لنواياه. وقال أحد الديمقراطيين المشارك فى الحملات إنهم لا يستطيعون التفكير فى شخص واحد تحدثوا إليه فى الشهر الماضى، والذى يعتبر إمكانية ترشح بايدن مرة أخرى أمرا حقيقيا.
وأشار أحد الديمقراطيين المخضرمين فى الحملات الرئاسية الأخيرة إنه يتعرض لهذا السؤال بشكل يومى، وهو هل سيترشح بايدن مرة أخرى. ولم يكن أحد قد سأل هذا السؤال مع بارك أوباما، ولا حتى مع دونالد ترامب.
يأتى هذا فى الوقت الذى قدم فيه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب تلميحا قويا بأنه يخطط لخوض حملة جديدة للترشح لسباق البيت الأبيض فى 2024، فى الوقت الذى أظهرت فيه العديد من استطلاعات الرأى أنه سيهزم بايدن لو فعل، بحسب ما ذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية.
وكانت الموافقة على أداء بايدن قد تراجعت فى الأشهر الأخيرة بعد أشهر من توليه المنصب فى يناير الماضى بنسبة تأييد بلغت أكثر من 50%. وكانت العديد من الأزمات قد أغرقت إدارة بايدن على مدار العام الماضى، وأظهرت أحدث الاستطلاعات أن ترامب سيهزم الرئيس الحالى لو أجريت انتخابات الرئاسة اليوم.
وخلال مقابلة مع فوكس نيوز، سئل ترامب عن خططه السياسية المستقبلية، وسألته المذيعة لورا إنجراهام: "سيدى الرئيس هل أنت الذى سينقذ البلاد بعد بايدن". ليرد ترامب قائما: حسنا دعينى أضع الأمر بهذه الطريقة، أنا أحب بلدى وأعتقد أن كثير من الناس سيكونون سعداء للغاية.
وبعد المقابلة، قامت المتحدثة الرسمية باسم ترامب ليز هارينجنون بنشر تصريحاته عبر تويتر أيضا.
وكان ترامب قد أثار خلال خطاب له فى فبراير الماضى إمكانية أن يتحدى بايدن فى سباق عام 2024، وقال: تعلمون أنهم خسروا لتوهم البيت الأبيض، وربما أقرر حتى هزيمتهم لمرة ثالثة، مروجا لمزاعم إجراء تزوير فى الانتخابات لصالح بايدن.