تضم مصر الكثير من المناطق السياحية والتى تنفرد بها عن غيرها من الدول، ولم تقتصر السياحة فى مصر على زيارة الآثار المصرية القديمة فقط ولكن تعددت المزارات السياحية وكل منها له طبيعة خاصة تجعل السياح يقصدونها من جميع دول العالم، ومن بين هذه المناطق "الواحات البحرية" التى تقع فى الصحراء الغربية، والتى تتبع محافظة الجيزة إداريا، وتبعد عن القاهرة 350 كم تقريبا.
تتميز منطقة الواحات البحرية بطبيعتها وجوها الجميل ما جعلها تضم المئات من عناصر جذب السياحة، فيها الأثار، والمياه الكبريتية التى تعالج الروماتيزم والأمراض الجلدية، وكذلك الصحراء السوداء والصحراء البيضاء والمحميات الطبيعية، بالإضافة إلى أرضها الخصبة التى تصلح للزراعات المختلفة وليس فقط النخيل.
"اليوم السابع" أجرى معايشة مع أهالى الواحات البحرية، حيث يتميز أهالى الواحات بحسن المعاملة وكرم الضيافة، وهو ما يجعل السياح يفضلون الرحلات بالواحات، كما تتميز بالأمان ما يجعل رحلات السفارى لها طابع خاص، بالإضافة للعيون الكبريتية التى تتميز عن غيرها فى منطقة أخرى.
ومن أهم المزارات الجاذبة للسياحة العلاجية فى الواحات البحرية، العيون الكبريتية، والتى يصل عددها لأكثر من 400 عين جوفية ما بين دافئة وباردة، وكل عين من العيون الجوفية لها درجة حرارة مختلفة عن غيرها، كما أن منها ما يخُرج مياه باردة ودافئة من نفس العين، ومياه العيون لها قوة فى معالجة الرطوبة والروماتيزم والأمراض الجلدية.
وتقع الواحات البحرية على منخفض مساحته أكبر من 2000 متر مربع، مركزها مدينة الباويطى، وتضم عدداً كبيراً من الأماكن والشواهد الأثرية، ورغم أنها فى قلب الصحراء، إلا أنها غنية بثروة مائية هائلة، وبها 400 عين للمياه المعدنية والكبريتية الدافئة والباردة.
وتعد الواحات البحرية واحدة من تسع واحات غنّاء فى صحراء مصر الغربية، واحات خصبة تمتلئ بالنخل والتمور، والزيتون والأعناب، وعيون الماء، وآبار جوفية، ومياه كبريتية، وسلاسل جبال، وكثبان رملية، وتبعد عن القاهرة نحو 365 كيلومترا إلى الجنوب الغربى من الجيزة وكانت تعرف فى اللغة المصرية ونصوصها باسم "جسجس" وجاء ذكرها فى المصادر العربية باسم "واح البهنسا" على اعتبار أن قرية البهنسا إحدى قرى محافظة المنيا فى وسط الصعيد المصرى كانت تقع على رأس الطريق الذى يربط الواحات البحرية بوادى النيل.
وترجع الإشارات الدالة على وجود ذكر للواحات فى عصر الدولة القديمة إلى الأسرة السادسة، وكان عصر الانتقال الأول مرحلة مضطربة فى تاريخ مصر القديمة، وشهد عصر الدولة الوسطى تزايدا ملحوظا فى الأنشطة والعلاقات بين أهل وادى النيل وأهل صحراء مصر الغربية.
واستمرت أهمية الواحات البحرية فى عصر الدولة الحديثة كأحد النقاط الاستراتيجية والعسكرية على حدود مصر الغربية، وعٌين أحد أبناء الواحات البحرية "أمنحتب حوى" كحاكم إقليمى وتنسب إليه أقدم المقابر المكتشفة فى الواحات البحرية، وتعتبر مقبرة أمنحتب حوى حاكم الواحات البحرية من أهم الآثار التى تعود إلى تلك الأسرة، وذكر أكثر من مرة على جدران مقبرته أنه من أهل الواحات، وخلال العصر المتأخر أدرك الملك شاشانق الأول من ملوك الأسرة الثانية والعشرين أهمية الواحات كمحطات للقوافل ثم سكن العديد من العائلات الليبية منطقة الواحات البحرية.
وعانت الواحات البحرية فى الفترة التى تفصل بين نهاية حكم الفرس لمصر ومجىء الإسكندر الأكبر لمصر مثلها مثل باقى الأراضى المصرية، ثم عادت أهميتها تبرز من جديد بقدوم الإسكندر المقدونى والذى صور يقدم القرابين للإله آمون فى معبده فى الواحات البحرية، وتحت حكم البطالمة نمت "الواحات البحرية" بقوة ونشط اقتصادها وطورت طرق التجارة خصوصا المؤدية إلى ليبيا، وأنشىء العديد من النقاط العسكرية، وبعد أن تمكنوا من احتلال ليبيا أنشأ البطالمة حامية عسكرية قوية فى الواحات البحرية لحماية طرق التجارة بين مصر ودارفور عن طريق درب الأربعين الذى يصل الواحات الخارجة بغرب السودان، وقاد الإمبراطور الرومانى هادريان قوات حربية إلى الواحات البحرية، وعثر على خريطة تبين ووجود معسكرات القوات الرومانية فى عدة مناطق بالواحات البحرية مثل الحيز.
وفى العصور المسيحية ذكرت الواحات البحرية مرارا فى التراث المسيحى وفى تاريخ الكنيسة القبطية المصرية ووجدت آثار مسيحية فى القصر والباويطى ومنديشة والحيز، وكذلك استمر ذكرها فى العصور الوسطى قبل دخول الإسلام مصر، وبعد دخول الإسلام إلى البحرية استمرت أهميتها عبر عصور مصر الإسلامية قاطبة كممر مهم من خلال دروب الصحراء تنقلت تجارة القوافل عبره، وزارها عدد من الرحالة فى القرن التاسع عشر.
الواحات البحرية
عين كبريتية
منطقة الواحات البحرية بطبيعتها
منطقة الواحات البحرية
منظقة علاجية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة