<< خيوط الإرهاب بدأت مع حسن البنا وترعرع على يد سيد قطب
<< استندت الجماعات الإرهابية لأفكار هدامة ومغلوطة وافتقدت أدوات فهم الشريعة وجدت في مؤسسها الأول حسن البنا وهي الحماس الأهوج
<<يجب التركيز على الخطاب المجتمعي التوعوي ونشر الثقافة الدينية بين الشباب
في البداية.. ما هو هدف برنامج الحق المبين؟
البرنامج هدفه أن يوضح للناس الجذور الأولى التي بنت عليها تيارات التطرف المختلفة، وما لا يعرفه كثيرون أن حسن البنا لم يكن الأول في سلك تيارات التطرف، فقد كان من قبله أمواج متتالية فكرت بنفس منهجية التفكير، وروجت لهذه المنهجية المغلوطة، على مدار التاريخ، وكل فترة من فترات التاريخ ظهر فيها نفس المنهج، ونفس طريقة التفكير، وكذلك نفس الخلط بين أصول الدين وفروعه، فحسن البنا لم يكن الأول الذي يبرز هذا المنهج ويروجه ويدعو له.أحكى لنا عن تاريخ التطرف في الإسلام ؟
الكثير من الفترات على مدار التاريخ، ظهر بها أيضا نفس التطرف المؤدي والداعي لحمل السلاح، و الموجة الأولى من تبني هذا الفكر المتطرف، كانت في عصر الخوارج، الذين كفروا سيدنا علي ابن أبي طالب "رضي الله عنه"، وكذلك كفروا عددا ليس بالقليل من الصحابة، ولم يكتفوا بذلك بل حملوا عليهم السلاح، وبالنظر إلى الذي استند عليه هؤلاء الخوارج في تكفير الصحابة، سنجد أنهم اعتمدوا على نفس الآيات الكريمة بنفس الفهم المغلوط، الذي اعتمد عليه الكثير من الجماعات الإرهابية على مدار التاريخ.كيف كان يواجه الصحابة الخوارج في ذلك الوقت؟
وفي عصر الخوارج، نهض سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنه بمناظرة علمية شهيرة مع الخوارج، أدت إلى تفكيك هذه الفكرة والقضاء على هذا المنهج التفكيري، فسيدنا عبدالله بن عباس هو النموذج الأول الذي نعيد اليوم إنتاجه من خلال هذا البرنامج، ونحن نعيد مواجهة تيارات التطرف، وتفنيد أفكاره، مثلما قام ابن عباس، حين واجه الموجة الأولى من موجات هذا الفكر المتطرف، التي كانت مجسدة حينئذ فى الخوارج.
هل البرنامج هو سرد لكتاب الحق المبين الذى صدر لك في عام 2015 أم هناك اختلاف؟
نعم برنامج "الحق المبين" هو عبارة عن تحويل (كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين) الذي صدر عام 2015 إلى برنامج تلفزيوني للرد على كل مناهج المتطرفين من الإخوان إلى تنظيم داعش، والهدف من البرنامج إلقاء الضوء على المنهج الذي اتبعه، حتى نوضح للناس عوامل الخطأ والانحراف، التي مورست في تكوين هذه الجماعة الإرهابية والمستهدف الأكبر عندي هو تحصين الأجيال الجديدة.ما هو الأسلوب الذى تعتمده عليه في البرنامج لمواجهة أفكار التنظيمات الإرهابية؟
البرنامج ميدان جدلي كبير، وهو بمثابة اشتباك فقهى وعلمى مع الشُبهات الفقهية والعلمية التى تزعّمتها وروّجتها تيارات الإسلام السياسي، وشرّعت من خلالها للعنف والقتل والدم والإرهاب ودورنا أن نهيئ شبابنا فكريا وعلميا حتى لا ينخدعوا بأي شكل لهذه الجماعة مستقبلا، لاسيما أننا في عصر نواجه فيه كتائب إلكترونية كل عملها نشر الشائعات وترويج الأكاذيب.برأيك كيف سعت التنظيمات الإرهابية للتسلسل نحو الشباب واستقطابهم لتلك التنظيمات؟
خيوط الإرهاب بدأت مع حسن البنا وتأسيسه للجماعة، فهذه هي البذرة الأساسية للتكفير الذي نما وترعرع على يد سيد قطب فيما بعد، وتعتمد التنظمات الإرهابية على مجموعة من المفاهيم المغلوطة وعلى سبيل المثال منها مصطلح: الحاكمية أو التكفير، والجاهلية، والولاء والبراء، والفرقة الناجية، وحتمية الصدام، والتمكين، والخلافة، وغير ذلك، مما تستغله الجماعات الإرهابية والمتطرفة لغرسه في نفوس الشباب من خلال عمليات غسيل عقولهم لنسف فكرة الوطن وسرقة العقول وتدمير المنهجية الصحيحة والمنضبطة في فهم الشرع الشريف، للإقدام على الأعمال الإرهابية ضد المجتمع، وهذا كله نابع من الفكرة المركزية عندهم، والتي هي تكفيرهم للمجتمع، لذا فوجود هذا المنهج خطر لابد من مقاومته وتفنيده.
كيف نحمى الشباب من محاولات الجماعات الإرهابية لاستقطابهم؟
الوعي، والعلم، والجسارة في خوض هذه المعركة، والتحصين والوقاية، والإلحاح على البيان لأخطاء هذا المنهج، والإغراق التام لكل منصات التواصل الاجتماعي بالوعي والعلم الصحيح، وما يجب العمل عليه الاهتمام بعدم انحراف الشباب وراء أصحاب الأفكار الهدامة والمتطرفة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، لأن هذه الوسائط هي المكان الذي تسلط عليه تلك التيارات وتجتذب عقول الشباب.مواقع التواصل الاجتماعي من بين أهم الوسائل التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية لاستقطاب الشباب وتحريضهم على الإرهاب. فكيف تعتمد الجماعة الإرهابية لترويج أفكارها الظلامية؟
أطروحات حسن البنا وسيد قطب وأبى الاعلى المودودى وصولا إلى داعش، مرورا بعشرات من المنظرين لهذا الفكر المغلوط، يبين أننا أمام عمل شاق ومعركة فكرية كبيرة، تفكك نتاج ثمانين عاما من توليد أفكار وأطروحات وأدبيات وقصائد ومواقف جعلت الثقافة الشائعة في الفكر الدينى شديدة القبح، وبدأ هذا القبح يتحول من وجود فكر كامن إلى شيء صارخ وصادم يطل على المصريين كل صباح ومساء.البعض يرى أن أفضل الطرق لمواجهة الجماعات الإرهابية وافكارها هو تعريتهم كيف ترى هذا الأمر؟
استندت الجماعات الإرهابية لأفكار هدامة ومغلوطة وافتقدت أدوات فهم الشريعة وجدت في مؤسسها الأول حسن البنا وهي الحماس الأهوج، ثم الاندفاع الطائش، وغياب أدوات فهم الوحي، والتباس الواقع بصورة شديدة، وغياب مقاصد الشرع عن الأفق ومنظومة التعليم، ثم اللامعقولية وبدأ هذا النمط من الخطاب يولد مجموعة أطروحات صادمة للعقل ومفعمة بالعنف والقبح والدماء والاحتقار والوحشية والفظاظة، ثم انتهى هذا التعقيد المبنى على كل الأسس الماضية إلى توليد خطاب موصوف بالقبح، الذى جعل الخطاب فى مجمله صارخا وصادما ودمويا وعنيفا، ويجب التركيز على الخطاب المجتمعي التوعوي ونشر الثقافة الدينية بين الشباب، من خلال تكثيف الندوات والمحاضرات الثقافية، والتواجد عبر مواقع التواصل الاجتماعي .