أقنعة الوجه، فواصل زجاج شبكية، وإثباتات تعاطى اللقاح وقواعد جلوس صارمة، قد لا يبدو هذا وكأن ليلة مثالية فى المسرح، لكن مع استئناف المسارح رفع الستار مرة أخرى لعرض المسرحيات، فمن المرجح أن تصبح هذه اللوائح جزءًا من "الوضع الطبيعى الجديد".
وفى حين أن العديد من هذه القواعد قد تبدو غير مسبوقة، يمكن ربط بروتوكولات مكافحة فيروس كورونا بتاريخ طويل من تنظيم سلوكيات الجمهور فى المسارح، فمنذ ما يقرب من 2500 عام من تاريخ المسرح الغربى أثار سلوك الجمهور بشكل متكرر أسئلة حول الكيفية التى يجب أن يتصرف بها المتفرجون ومن يجب أن يشرف على هذا السلوك.
على سبيل المثال فى المسرح اليوناني القديم، كان الجمهور مشاركًا نشطًا وصاخبًا فى العديد من المهرجانات الدرامية ومن الأدلة الواضحة على ذلك ما ذكره أرسطو حين وصف جمهورًا غاضبًا يغلق عرضًا بعد أن لاحظ عدم الاتساق فى العرض.
ووفقا لموقع the conservation يصف الباحث الكلاسيكى ديفيد كاوالكو روسيلى قصة من قصص المؤرخ القديم هيرودوت قائلا: "انفجر المتفرجون فى مسرحية "كيس ميليتس" للمخرج فرينيتشوس بالبكاء وفرض على الكاتب المسرحى غرامة كبرى بسبب المحتوى المزعج للمسرحية".
إلى جانب هذا السلوك الحيوى، كان هناك أيضًا دافع لتنظيم سلوك الجمهور إذ يصف "روسيلي" نوعًا من "شرطة المسرح" المكلفة بالحفاظ على النظام أثناء العروض.