يتجه لبنان للتحرك على الصعيد الدولى فى محاولة لحل أزماته ، وفى مقدمتها أزمته مع الخليج على خلفية تصريحات وزير إعلامه جورج قرداحى ، وأزمة تحقيقات انفجار مرفأ بيروت ، وفى إطار تلك التحركات توجه وزير الخارجية اللبنانى عبد الله بوحبيب إلى موسكو وعقد مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذى أكد ثقة روسيا فى الحكومة اللبنانية وأنها ستكون قادرة على إخراج لبنان من الأزمة.
وعلى صعيد متصل، هناك اتصالات أمريكية وفرنسية دخلت على الخط لتسوية الوضع بين لبنان ودو ل الخليج.
تحقيقات مرفأ بيروت
وأكد سيرجى أن روسيا سلمت لبنان صورا التقطتها أقمارها الصناعية تتعلق بـ تفجير مرفأ بيروت الذى وقع فى 4 أغسطس 2020، وأكد التزام روسيا الكامل بسيادة ووحدة أراضى لبنان.
بوحبيب ولافروف
وقال لافروف: "بناء على طلب الحكومة اللبنانية، قمنا اليوم بتسليم صور فضائية وصور للأقمار الصناعية أعدتها وكالة روس كوسموس. نأمل بأن تساعد هذه المواد في التحقيق في أسباب ذلك الانفجار".
إصلاح البية التحتية فى بيروت
وقال سيرجى"بحثنا الآفاق المحتملة لمشاركة جهات اقتصادية روسية في إصلاح البنية التحتية التي دمرت نتيجة الانفجار فى مرفأ بيروت".
من جانبه، قال بوحبيب: "قدرنا عاليا تسليمنا صورا للأقمار الاصطناعية، وسنضعها عند القضاء اللبنانى، لكى تساعد فى كشف الحقيقة"، موضحا أن "القضاء هو من يحدد إن كانت تلك الصور ستفيد أو لا، وليس السياسيين".
وأشار لافروف إلى أن لدى موسكو ما يدعو للأمل والاعتقاد في أن الحكومة برئاسة نجيب ميقاتى، ستكون قادرة على إخراج لبنان من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي طال أمدها، وضمان عمل كافة مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار فى البلاد.
وقال لافروف إن أطرافا خارجية تحاول وبأشكال مختلفة التدخل في شؤون لبنان بما يحمل ذلك من تداعيات وخيمة للدولة اللبنانبة والأوضاع الإقليمية"، وأضاف أن موسكو تعارض جعل لبنان "رهينة للوضع في سوريا"، كما أنه لا ينبغي أن يكون مكانا لتصفية حسابات دول أخرى.
ومن جهته، أشار بو حبيب إلى الأهمية المحورية لروسيا، وقدرتها على الإسهام في حل قضية اللاجيئن السوريين، وتخفيف الأعباء عن لبنان، مضيفا أن لبنان وروسيا متفقان على ضرورة تأمين العودة السريعة للاجئين السوريين، وهما يختلفان في ذلك مع الدول الغربية، التي تعتبر أن عودتهم "تساعد الرئيس السوري بشار الأسد على البقاء في الحكم".
أزمة لبنان مع الخليج
وقال وزير خارجية لبنان، إننا نريد حل مشكلاتنا مع دول الخليج عبر الحوار ومسألة قرداحي ليست مستعصية، وعبر بو حبيب عن ترحيب لبنان "بالدور الروسي المساعد بتواصلنا مع الدول الاقليمية، بما يساعد في الاستقرار الداخلي".
وأكد بو حبيب أنه "ما زال لدينا علاقات طيبة مع دول الخليج، وهناك نوع من التشاور الدائم، لكي نتوصل إلى حوار، والمشاكل لا تحل إلا بالحوار، والإملاء يمنعنا من إجراء الحوار، وهناك مسائل كثيرة عالقة بيننا وبين دول الخليج، ليس فقط مسألة وزير الإعلام جورج قرداحي"، التي وصفها بأنها ليست مشكلة مستعصية.
وذكر بو حبيب أنه وجه دعوة لنظيره الروسي لزيارة لبنان فيما أكد لافروف أنه تلقى الدعوة وقبلها "بسرور".
تحرك فرنسى
وعلى صعيد متصل، أورد موقع لبنان24 أن هناك اتصالات أمريكية وفرنسية دخلت على الخط لتسوية الوضع بين لبنان ودو ل الخليج، تعتبر اوساط سياسية معنية بالحراك الدبلوماسي "أن الخطوة الأولى المطلوبة من لبنان في مسار الألف ميل هي استقالة الوزير جورج قرداحي". وعلى القوى السياسية الأساسية أن تجتمع على هذا الخيار قبل زيارة رئيس لبنان ميشال عون في الثلاثين من الشهر الجاري إلى قطر، وقبل جولة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى دول الخليج في الرابع من الشهر المقبل، والتي يستهلها من السعودية التي ترفض الكلام عن الوضع في لبنان قبل استقالة قرداحي، في حين أن ماكرون سيسعى إلى تهدئة الأوضاع".
وتضيف أوساط سياسية وفق الموقع اللبنانى: "مصلحة لبنان، وفق عدد من الدبلوماسيين، تفترض تقديم التنازلات من المعنيين، خاصة وان إقفال الخليج أبوابه أمام لبنان معناه ان لبنان سيعزل عربيا وهذا الأمر ليس لاحد في الداخل مصلحة به على الإطلاق، بل على العكس فان الجميع يدركون مدى الحاجة إلى مشاركة دول الخليج في تقديم الدعم للبنان"، علما أن مصادر أخرى "ترى أن مشكلة السعودية مع لبنان ابعد من تصريح لوزير، وهي تتصل بما تعتبره نفوذ إيران عبر حزب الله في الحكم وهذا يعني أن وساطة ماكرون لن تصل الى نتيجة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة