مع انطلاق احتفالية الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بطريق الكباش، أجرى تليفزيون اليوم السابع لقاء حصريا مع الموسيقار الكبير نادر عباسي قائد أوركسترا الحفل والموزع الوسيقي الشاب أحمد الموجى.
تحدث خلال اللقاء الموسيقار نادر عباسي عن كواليس اختيار الأنشودات والإيقاعات الموسيقية التى سيتم عزفها خلال الاحتفال والأشعار التي تم فيها الاستعانة بما هو مدون على جدران المعابد، لتقديم احتفالية خاصة، تحاكى ما كان يتم خلال احتفالات العصور القديمة داخل الطريق، وتقديم إيقاعات موسيقية مختلفة ومميزة.
وتتجه أنظار العالم، مساء اليوم الخميس، على الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، احتفالا بالانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش"، وهو من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التى توليها الدولة اهتماما كبيرا فى الكشف عنها، فقد تم الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى عام 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا.
وأكد "عباسي" أن كل عمل له طابع خاص ويختلف عليه ردود الفعل، لكن ما يهم في النهاية هو الإحساس الصادق الذي تم التعامل به مع الحدثبه حتى يخرج هذا العمل بهذا الشكل. أنه لا يُمكن المقارنة موسيقيًا أو من حيث القصة نفسها بين احتفالية موكب الممياوات واحتفالية طريق الكباش، مشيرًا إلى أن هذا احتفال مختلف لأنه يتحدث عن الحياة حيث الجانب الشرقي من النيل، لكن في احتفالية موكب الممياوات كانت حول الجانب الغربي، وتدور حول المومياوات الملكية.
وأضاف أن العمل تم بمساندة الدكتور ميسرة عبدالله، فمعه استطاع اختيار الأنشودة المناسبة للحدث، وبدأ فى وضع الموسيقى من خلال الإيقاع كما هو مُدون على جدران المعابد بالإضافة إلى الاستفادة من "تيمات" قديمة مُشابهة.
من جانبه أكد المؤلف الشاب الموهوب أحمد الموجي، بحسب وصف "عباسي"، على أن طابع احتفال الكباش أعطاهم مساحة للخيال وابتكار تركيبات إيقاعية مختلفة، وهذا عكس ما تم تقديمه في موكب الممياوات الذي كان مرتبطًا بـ 22 ملكا وملكة، ما كان يعكس هيبة بشكل محدد لا يُمكن الخروج عن إطارها. وتابع بأنه اعتاد وراثة عن أبيه الموسيقار الراحل محمد الموجي؛ أن يكون رقيبًا على نفسه وأن يستمع للآخرين ويستفيد من ملاحظاتهم ونصائحهم.
طريق الكباش الفرعونى
هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م - 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.