أضخم مشروع عالمى يربط معابد الكرنك شمالا بمعبد الأقصر جنوبًا، بواسطة طريق احتفالات ملوك الفراعنة منذ آلاف السنين، هو طريق الكباش الفرعونى، الذى تم افتتاحه اليوم، وسط اهتمام عالمى، ولهذا نستعرض عبر التقرير التالى تاريخ معبد الأقصر.
أطلق المصريون القدماء على معبد الأقصر اسم "ايبت رسيت" أى "الحرم الجنوبى" بسبب موقعه داخل طيبة القديمة "الأقصر حالياً"، يقع المعبد على بعد ثلاثة كيلو مترات إلى الجنوب من معبد الكرنك، يرجع أقدم دليل على هذا المعبد إلى الأسرة الثامنة عشرة "نحو 1550 - 1295 قبل الميلاد".
لم يكن معبد الأقصر مثل معظم المعابد المصرية القديمة الأخرى على محور شرق-غرب، لكنه موجه نحو الكرنك، هذا لأن معبد الأقصر كان المكان الرئيسى لأحد أهم الاحتفالات الدينية المصرية القديمة حين كان يتم نقل تماثيل كل من المعبودات آمون وزوجته موت وابنهم رب القمر خونسو من معابدهم في الكرنك فى موكب كبير إلى معبد الأقصر حتى يتمكنوا من زيارة الرب المقيم هناك آمون إم أوبت وهو الاحتفال المعروف باسم عيد الأوبت.
ولم يبن معبد الاقصر على يد ملك واحد، فقد كان أقدم بناء به عبارة عن مقصورة ترجع لعهد الملكة حتشبسوت "1473-1458 ق.م"، في حين بني قلب المعبد فى عهد أمنحتب الثالث "1390-2353 ق.م"، وتضم إحدى الحجرات الداخلية على مجموعة من المناظر والمعروفة باسم مناظر الولادة الإلهية، حيث تقص علينا قصة نسب الملكة للرب آمون نفسه، ويتقدم قلب المعبد صالة أعمدة أمامها ساحة محاطة بأعمدة، كما قام أمنتحب الثالث أيضاً بممر الأساطين والذي يتكون من صفين كل يضم كل منهما سبعة أساطين، وقد تزينت بمناظر لعيد الأوبت والتى اكتملت فى عهد كل من الملكين توت عنخ آمون "1336-1237 ق.م" وحور محب "1323-1295 ق.م".
أما رمسيس الثانى "1279- 1213 ق.م" فقد أقام العديد من الإضافات إلى المعبد، فأمام ممر الأساطين قام ببناء صالة أعمدة وصرح كبير يتكون من جناحين يمثلان مدخل المعبد، بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل الضخمة.
فى أواخر القرن الثالث الميلادى بنى الرومان قلعة حول المعبد وتحولت أولى الحجرات الداخلية له خلف صالة الملك أمنحتب الثالث بمثابة محرابها، كانت النقوش الجدارية الأصلية مغطاة بالجص، ورسمت على الطراز الفنى اليونانى الرومانى، والتى تصور الإمبراطور دقلديانوس "284-305 م" وثلاثة من ولاة عهده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة