قال الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، إن هناك ضيوفا من دول أجنبية من أكثر من 30 دولة يحضرون حفل افتتاح طريق الكباش، مشيرا إلى أن صعيد مصر بدأت منه الحضارة المصرية، خاصة من محافظة الأقصر التى شهدت على جزء مهم من حضارة مصر الفريدة.
وأضاف: "فناء متحف الأقصر 2000 متر مربع منذ القرن الـ 14 قبل الميلاد، وشهدت مصر في تلك الآونة علاقات سياسية قوية للغاية، ففي هذا المكان تم اكتشاف أكثر من 20 تمثالا لملك ومعبود، والفناء فى المعبد كانت وظيفته الاحتفالات، ومن ضمنها عيد الأوبت".
وتابع: "في 18 مارس 1949 تم اكتشاف أول تمثال في طريق الكباش، وهذا المشروع ليس تحت الأرض، وإنما هناك شغل كثير فوق الأرض، والأقصر بمثابة أكبر متحف مفتوح في العالم، وبتكليفات الرئيس السيسي للهيئة الهندسية تم إنجاز أعمال تطوير طريق الكباش". قائلا: "تم الكشف عن 250 تمثالا برأس كبش و807 تماثيل برأس إنسان".
وأكد الدكتور خالد عنانى أن الفعالية اليوم ليست لانتهاء طرق الكباش ولكن لهذه الاحتفالية أهداف أخرى، منها الانتهاء من أعمال الهوية البصرية، فما حدث في الهوية البصرية أشياء كثيرة، ووجدنا الفيلم يتضمن كيف تم تطوير المطار والمراسى.
وأضاف خالد عنانى، خلال كلمته باحتفالية افتتاح طريق الكباش، أن المراكب أخدت شكلا موحدا، ومراكز الزوار وكل شىء تم عمله فى الهوية البصرية، فالهدف الترويج للأقصر"، مؤكدا: "أنا لا أؤمن بالأرقام ولكن أؤكد أن آثارنا فريدة من نوعها، وهذا الفيلم أوجد المظهر الجميل للآثار والسياحة في الأقصر".
وتابع وزير الآثار: "مصر مقصد سياحى نابض للحياة من خلال أنشطة سياحية، ومصر معتزة بحضارتها وننظم فعاليات كثيرة كى يرانا العالم، فالناس كلها ترى مصر والاحتفالية رسالة أمن وأمان وتجعل الناس يزورون مصر مرة ومرتين وثلاثة، كما أن الاحتفالية تهتم بزيادة الانتماء والوعى لدى المصريين، فقد شاهدنا رد الفعل الأطفال في موكب المومياوات الملكية".
ولفت وزير الآثار إلى أن "عيد الأوبت يأتي في الشهر الثانى من الفيضانات، وهذا عيد كان يبدأ بالبر ثم يعود بالنهر، وأصبح بعد ذلك يبدأ بالنهر ويعود بالنهر لأن العيد مرتبط بالفيضان، ووجدنا آثار للعيد من الأسرة الـ 18، وكان بدأ الاحتفال فى البداية 11 يوما وزادت إلى أن وصلت إلى 27 يوما، وأوجه الشكر للرئيس لدعمه الدائم لملفى السياحة والآثار ليس دعم مادى فقط ولكن متابعة شخصية، وتبنى الاحتفالية ليشاهد العالم الأقصر، والتحية لرئيس الوزراء للإشراف على العمل الجماعى، والجميع اشتغل في هذه الاحتفالية، ونوجه الشكر لأجهزة الدولة والشركات المصرية المشاركة في هذه الفعالية".
واتجهت أنظار العالم، مساء اليوم الخميس، على الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، احتفالا بالانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش"، وهو من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التى توليها الدولة اهتماما كبيرا فى الكشف عنها، فقد تم الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى عام 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا.
طريق الكباش الفرعونى
هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م - 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة