مشرف عام مشروع طريق الكباش يسرد تاريخ أقدم ممر وكواليس العمل بعد الاحتفال الاسطورى

الجمعة، 26 نوفمبر 2021 04:02 م
مشرف عام مشروع طريق الكباش يسرد تاريخ أقدم ممر وكواليس العمل بعد الاحتفال الاسطورى احتفالية طريق الكباش
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نظمت الدولة المصرية احتفالية ترويجية حضارية عالمية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، لانتهاء مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش"، وهو من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة التى تواليها الدولة اهتمامًا كبيرًا جدًا فى الكشف عنها.

وقال الدكتور مصطفى الصغير، مدير معابد الكرنك والمشرف العام على مشروع طريق الكباش، إن طريق الكباش هو طريق يربط معابد الكرنك شمالا بمعبد الأقصر جنوبًا، يصل إجمالى أطوال الطريق إلى 2700 متر، وينقسم الطريق إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، الأول يبدأ من الصرح العاشر لمعبد الكرنك ويتجه جنوبًا لمسافة 300 متر حتى بوابة معبد موت، وهذا الطريق تم إنشائه فى عصر الملك توت عنخ آمون، وهو  يعتبر أقدم أجزاء الطريق الظاهرة حتى الآن، وهذا الجزء من الطريق تتراص على جانبيه تماثيل بشكل أبو الهول بجسم أسد ورأس كبش، وهى تماثيل ضخمة، جالسة على قواعد ذات نقوش.

أما الجزء الثانى من الطريق فهى تماثيل الكباش الموجودة أمام معبد خنسو أحد معابد الكرنك أيضًا، وهى تأخذ شكل الكبش الكامل، وهى تعود لعصر أمنحتب الثالث الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، وموقعها الحالى لم يكن مكانها الأصلى بينما كانت موضعها فى أحد المعابد الجنائزية فى البر الغربى فى طيبة، وتم إحضارها فى هذا المكان فى عهد الملك حريحور أحد ملوك الأسرة 21.

وعن الجزء الثالث فهو طريق الكباش الممتد من معبد نوت أولا باتجاه الغرب أو باتجاه النيل لمسافة حوالى 200 متر ثم ينحرف جنوبًا فى اتجاه واحد بطول 2000 متر حتى يصل إلى معبد الأقصر، وهذا ما بناه الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية آخر أسرات عصر الفراعنة، والتماثيل الموجودة فيه أصغر حجمًا من الجزاءين السابقين، ويأخذ شكل جسم أسد ورأس أدمى يحمل ملامح الملك نختنبو الأول.

بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، تبعه الدكتور محمد عبد القادر الذى اكتشف بداية الطريق عند معبد الأقصر فى الخمسينيات، ثم قام الدكتور محمود عبدالرازق بالكشف عن أجزاء من الطريق عند معبد الأقصر خلال حقبة الستينيات.

وبعد فترة توقف قام الدكتور محمد الصغير بالكشف عن أجزاء مختلفة من الطريق فى منتصفه وعند بدايته بجوار معبد الكرنك خلال الثمانينيات والتسعينيات حتى بداية الألفية الثالثة، تلاه الدكتور منصور بريك، الذى قام بالكشف عن باقي أجزاء الطريق خلال الفترة من 2006م حتى 2011م إلى أن توقف العمل بعد أحداث يناير لنقص الاعتمادات المالية، ليبدأ استئناف العمل مرة أخرى عقب ثورة 30 يونيو للكشف عن باقى أجزاء الطريق وخلال الفترة المقبلة سيتم افتتاحه وسيكون حديث العالم. تحيا مصر.

وقال الدكتور مصطفى الصغير، مدير معابد الكرنك والمشرف العام على مشروع طريق الكباش، إن كل التماثيل الموجود بطبيعة الحال قد مرت بظروف وعوامل كثيرة جدًا تأثرت بها منها عوامل بشرية وعوامل طبيعية، والعوامل البشرية وهى ما تتعلق بنشاط الإنسان فى مدينة طيبة القديمة، كما انخفضت أهمية الطريق فى العصر اليونانى الرومانى، حيث استخدم الإنسان آنذاك بعض هذه التماثيل وفككها إلى أحجار صغيرة لاستخدمها فى عناصر معمارية أخرى بمدينة طيبة القديمة، وهذه الكتل الخاصة بالتماثيل بعضها تم استخدمها من خلال مبانى تم إقامتها على الطريق.

وأوضح الدكتور مصطفى الصغير، أن هناك تماثيل أخرى تم العثور عليها خلال أعمال الحفائر حيث كانت واقعة بين قواعد الكباش، وذلك حتى يأخذوا القواعد لبناء عناصر معمارية أخرى، ونجد فى بعض الأحيان أن تلك التماثيل تأثرت بواسطة عوامل طبيعة انخفاض منسوب الأرض خلال الفيضانات وبالتالى أدت إلى سقوط التماثيل وأحجار القواعد.

وفيما يتعلق بالتماثيل التى تم اكتشافها خلال أعمال الحفائر، أضاف مدير معابد الكرنك والمشرف العام على مشروع طريق الكباش، إنه يتم إعادة ترميمها وتركيبها على قواعدها الأصلية، ولكن خلال الفترة الأخيرة أو بالتحديد خلال الشهرين الماضيين عثرنا على أكثر من 10 تماثيل مقسمة إلى أجزاء، لنعيد ترممهم وتركيبهم ووضعهم فى أماكنهم الأصلية، وما يتم اكتشافه خلال أعمال الحفائر هو ما يجعل الطريق عنصر جذب دائما، ويجعله دائما وأبدأ هناك اكتشافات فى الطريق.

وأشار مدير معابد الكرنك والمشرف العام على مشروع طريق الكباش، وهناك عوامل بشرية أخرى حديثة وهى فترة بناء مدينة الأقصر الحديثة كان هناك تعامل مع الآثار بشكل غير جادى وكان ذلك فى فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات عندما كان يتم بناء مبانى ضخمة وبالتالى يوجد حفر أساسات كبيرة لتلك المبانى فأحيانا تصل إلى منسوب التماثيل مما يجعل التعامل معها بشكل خاطئ وغير علمى بأن تعرضها للكسر لعمل أساسات المبنى الضخم المراد تشييده، وبالفعل وجدنا بعض الأجزاء فى الطريق كانت مدمرة تمامًا ولكننا وجدنا الأساسات الخاصة بقواعد تلك التماثيل، كما كان فى تلك الفترة يتم توصيل المرافق بشكل بدائى جدًا فكان يتم أيضًا تعرض التماثيل للكسر لتوصيل على سبيل المقال مواسير المياه أو الكهرباء وما إلى ذلك، إلى جانب الحفر الخلسة الذى كان يتم فى المنطقة قديما مما أثر على الآثار بشكل كبير، وبالفعل اكتشافنا هذه الحالات وخصوصًا بعد تأهيل الطريق وإخلاء المساحات حوله.

وتابع: كما أن الطريق ثرى لم يحتوى على مجموعة من التماثيل فقط بل أن المصرى القديم قام بعمل أشياء كثيرة بالطريف منها أنه يوجد بين كل قاعدة تمثال وأخرى هناك أحواض من الزهور بشكل دائرى ويتم توصيل مياه الرى الخاصة بمثل هذه الأحواض من خلال قنوات صغيرة من الطوب الأحمر والتى تنقل المياه إلى هذه الأحواض، ونستطيع أن نقول أن لدينا شبكة رأى متكاملة على طول الطريق لرى الأشجار والهور الموجود على طول الطريق، كما أنه عثرنا على اثنين من معاصر للنبيذ تعود لعصور لاحقة، وهى المعاصر الكمال على الإطلاق فى صعيد مصر، وهى التى يتم وضع العنب بها وعصرها ثم حفظها وتخزينها، كما عثرنا أيضًا على مناطق صناعية كثيرة بها أماكن لتصنيع الأنابيب والأوانى المخصصة لحفظ النبيذ، كما لدينا المخازن التى يتم تخزين تلك الأواني بها، كما عناك أحواض لغسل العنب مزودة بقنوات صرف حديثة جدًا، إلى جانب مناطق صناعية لصناعة التمائم والتماثيل الصغيرة من الفخار، والكثير أيضًا من المبانى الأخرى مثل مقياس النيل دائرى مزود بقياس داخلى لقياس منسوب مياه نهر النيل، وعناصر معمارية مهمة للغاية خلال أعمال الحفائر والتى تثرى العمل فى الطريق، التى تحكى عن الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية الخاصة بأهالى طيبة عبر العصور، وهو سجل كبير مفتوح، وما تم العثور عليه خلال أعمال ترميم الطريق لا يتجاوز الـ 20% من المتوقع اكتشافه كعناصر إضافية للعناصر الأساسية للطريق، ونتوقع أن يكون طريق الكباش من أبرز المواقع الأثرية الذى يقدم معلومات مهمة جدًا للحضارة المصرية وما جرى فيها من أحداث عبر العصور.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة