اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون لحظة فارقة فى تاريخ مصر، أحدثت ضجة فى جميع أنحاء العالم، كونها المقبرة الملكية الوحيدة بوادى الملوك التى تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا، لتظل تلك المقبرة الأشهر عالميًا تشع ببريقها التى لم تفقده لحظة واحدة، على يد العالم البريطانى هوارد كارتر، ليصاحب ذلك ظهور التحف الذهبية وغيرها من القطع الفاخرة التى اكتشفت بالمقبرة، لتصبح مقبرة الملك الفرعونى وكنوزها أيقونة لمصر ولا يزال اكتشافها أحد أهم الاكتشافات الأثرية حتى الآن.
فعندما وصل كارتر إلى مصر لأول مرة، فى عام 1891، تم اكتشاف معظم المقابر المصرية القديمة، وقد تم نهب غالبية هذه المقابر بشكل ميؤوس منه من قبل غزاة المقابر على مدى آلاف السنين، ومع ذلك كان كارتر حفارًا لامعًا، وفى السنوات الأولى من القرن العشرين اكتشف مقابر الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الرابع، حوالى عام 1907، أصبح مرتبطًا بإيرل كارنارفون، جامع الآثار الذى كلف كارتر بالإشراف على الحفريات فى وادى الملوك.
بحلول عام 1913، شعر معظم الخبراء أنه لم يتبق شيء فى الوادى ليتم الكشف عنه، ومع ذلك، استمر كارتر فى جهوده، مقتنعًا بأنه قد لا يزال من الممكن العثور على قبر الملك غير المعروف توت عنخ آمون، حسب ما ذكر موقع history.
تم تنصيب الملك توت عنخ آمون عام 1333 قبل الميلاد، عندما كان لا يزال طفلا، وتوفى بعد عقد من الزمان عن عمر ناهز 18 عامًا، وبعد قرن من الزمان، فى القرن الثانى عشر قبل الميلاد، قام العمال ببناء مقبرة لرمسيس السادس عن غير قصد بتغطية مقبرة توت عنخ آمون بطبقة عميقة من الرقائق ، مما زاد من حمايتها من الاكتشافات المستقبلية.
بعد الحرب العالمية الأولى ، بدأ كارتر بحثًا مكثفًا عن مقبرة توت عنخ آمون، وفى 4 نوفمبر 1922، اكتشف خطوة تؤدى إلى دخوله، هرع اللورد كارنارفون إلى مصر، وفى 23 نوفمبر، اخترقوا بابًا من الطوب اللبن ، وكشفوا عن الممر الذى أدى إلى قبر توت عنخ آمون. كان هناك دليل على أن اللصوص قد دخلوا الهيكل فى وقت ما، وكان علماء الآثار يخشون أنهم اكتشفوا قبرًا نهبًا آخر. ومع ذلك فى 26 نوفمبر اخترقوا بابًا آخر، وانحنى كارتر بشمعة لإلقاء نظرة، سأل اللورد كارنارفون من خلفه، "هل يمكنك رؤية أى شيء؟" أجاب كارتر ، "نعم ، أشياء رائعة".
كانت حجرة انتظار مقبرة توت عنخ آمون موجودة ولم يمسها شيء بشكل رائع. لا تزال الأرضية المغبرة تظهر آثار أقدام بناة المقابر الذين غادروا الغرفة منذ أكثر من 3000 عام. على ما يبدو، فإن اللصوص الذين اقتحموا قبر توت عنخ آمون فعلوا ذلك بعد وقت قصير من اكتماله وتم القبض عليهم قبل الانتقال إلى الغرف الداخلية والتسبب فى أضرار جسيمة.
وهكذا بدأت عملية التنقيب الضخمة التى استكشف فيها كارتر بعناية القبر المكون من أربع غرف على مدى عدة سنوات، وكشف النقاب عن مجموعة رائعة من عدة آلاف من الأشياء، بالإضافة إلى العديد من قطع المجوهرات والذهب، كان هناك تماثيل وأثاث وملابس وعربة وأسلحة والعديد من الأشياء الأخرى التى سلطت ضوءًا رائعًا على ثقافة وتاريخ مصر القديمة، كان أعظم اكتشاف هو تابوت حجرى يحتوى على ثلاثة توابيت متداخلة داخل بعضها البعض، داخل التابوت الأخير، المصنوع من الذهب الخالص، كان هناك جثة محنطة للملك الصبى توت عنخ آمون، محفوظة لمدة 3200 عام.