قدم تليفزيون اليوم السابع بثا مباشرا من معبد الأقصر، مع المرممة منال شوقى أبو الدهب ابنة مدينة الطود بمحافظة الأقصر، التي عاشت حالة من الفرحة خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، خلال الحفل الأسطورى لافتتاح طريق الكباش، مساء أمس الخميس.
وفى نفس السياق، كشفت وزارة السياحة والآثار، عن مرممة الآثار التي تحدثت إلى الرئيس أثناء احتفالية طريق الشباب، وقالت الوزارة إنه خلال فعالية «الأقصر.. طريق الكباش» التي تشهدها الآن مدينة الأقصر بتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية والسيدة حرمه، حرصت المرممة الشابة منال شوقي أبوالدهب من أبناء مدينة الأقصر على التحدث مع فخامته لتقديم الشكر والتقدير له على الدعم الكبير الذي يوليه لملف السياحة والآثار وللشباب المرممين.
وأوضحت المرممة الشابة منال شوقي أبو الدهب، فى تصريحات لـ اليوم السابع، أن حديثها مع الرئيس السيسي كان مفاجئًا لها، مؤكدة أنها كانت تعمل مع مجموعة من فتيات الصعيد لمدة 80 يومًا واجهن خلالها العديد من الأعمال الشاقة الخاصة بترميم بعض الأماكن الأثرية وطريق الكباش، بالصعود على مرتفعات هائلة وسقالات بين الأعمدة في معبدي الأقصر والكرنك.
وأضافت المرممة منال شوقى، أن الرئيس السيسي كان يوجه رسائل الدعم لهن أثناء عملهن منذ بداية أغسطس حتى منتصف أكتوبر، إذ جرى اختيار عدد من العاملات في وزارتي السياحة والآثار وبعض المتدربين والمتدربات من خريجي وخريجات كلية الآثار 70% منهم سيدات اعتلتن السقالات رغم خطورة الأمر، حيث كانت المرممة الشابة منال شوقي أبو الدهب التقت بالرئيس السيسي خلال افتتاح طريق الكباش في الأقصر، ووجهت له الشكر على الدعم الكبير الذي يوليه لملف السياحة والآثار وشباب المرممين.
فيما أكد أحمد بدر مدير بمعابد الكرنك، أنها من أصحاب الخبرات المميزة فى العمل والترميم فى المشروعات التى تمت فى قلب معبد الأقصر ومعابد الكرنك وطريق الكباش.
وأضاف أحمد بدر مدير بمعابد الكرنك، لـ"اليوم السابع"، أن المرممة منال شوقى خير مثال للتفانى فى العمل والمجهود الجبار من المرأة المصرية خلال العمل فى ترميمات المشروعات القومية التى تمت على أرض الأقصر، موجهاً الشكر لها ولكافة الفتيات اللاتى عملن فى ترميمات صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك وكافة مشروعات معبد الأقصر.
وعن ترميمات صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك التى شاركت فيها المرممة منال شوقى أبو الدهب، قال سعدى ذكى مدير عام ترميم آثار مصر العليا، إنه المشروع نفذ بأيادٍ مصرية خالصة لأكثر من 65 شخصا من فريق الترميم والأثريين والعمال فى الأقصر، وتم انتهاء المرحلة الأولى أعمال الترميمات وإظهار الألوان فى صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك، وهو المشروع القومى الذى تم العمل فيه بتكليف من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء.
وأكد سعدى زكى عبد الله، لـ"اليوم السابع"، أنه نجح الفريق المصرى بناءً على توجيهات رئيس الوزراء فى العمل فى المشروع الأثرى الجديد لترميم 12 عامودا فى صالة الأعمدة الكبرى، وذلك ضمن المشروع لتجميل 134 عامودا بارتفاع 20 مترا للواحد داخل "صالة الأعمدة الكبرى" فى معابد الكرنك، لإظهار الجمال والألوان البديعة والنقوش والكتابات الهيروغليفية التى نقشت منذ آلاف السنين على جدران الأعمدة، وذلك ضمن المشروعات والتطوير الشامل فى معابد الكرنك ومعبد الأقصر قبيل الاحتفال العالمى لافتتاح طريق الكباش الفرعونى، مضيفاً أنه تمت عمليات الترميم والتوثيق المختلفة، وشد السقالات وأعمال إزالة المونة الأسمنتية القديمة ثم العمل فى التنظيف الميكانيكى لإظهار الألوان، وعقب ذلك تم العمل فى التنظيف الكيميائى بمواد متعارف عليها، موضحاً أنه توجد بعض الأماكن كانت بها بعض الإنفاصلات وتم حقنها بمواد متعارف عليها دولياً فى الترميمات.
ووجه سعدى زكى، خالص الشكر والتقدير إلى كل المرممين الذين ساهموا فى ترميم هذه الأعمدة من محافظة سوهاج والأقصر وإسنا، ومرمين ومرممات الأقصر شرقاً وغرباً، والذين بذلوا قصارى جهدهم لإظهار هذا المشروع على الصورة التى أبهرت جميع السائحين من شتى بقاع العالم، وذلك لأن هذا العمل يعتبر وساما على صدور كل المرممين.
واتجهت أنظار العالم، مساء أمس الخميس، على الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، احتفالا بالانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش"، وهو من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التى توليها الدولة اهتماما كبيرا فى الكشف عنها، فقد جرى الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى عام 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا.
طريق الكباش الفرعونى
هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م - 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.
المرممة منال شوقى أبو الدهب ابنة مدينة الطود بمحافظة الأقصر
خلال لقاءها بالرئيس