تسطر الشرطة المصرية يوما تلو الآخر تضحيات في سجل الشرف والبطولة، من خلال شهدائها الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن.
داخل منزل الشهيد البطل الرائد "ضياء فتوح" تشعر بالفخر والاعتزاز وأن تشاهد صوره ومقتنياته، حيث كان يعمل ضابط في الإدارة العامة للمفرقعات بمديرية أمن الجيزة، واستشهد أثناء قيامه بتفكيك قنبلة "عبوة ناسفة" بتاريخ 6 يناير 2015، تم زرعها من قبل الارهابيين، فلم تكن هذه العبوة الناسفة هي الوحيدة التي تم بها استهداف رجال الأمن، حيث تم زرع 3 عبوتات ناسفة أخرى أمام جامعة القاهرة راح ضحيتها العميد طارق المرجاوى، وغيرهم من رجال الشرطة المخلصين تم استهدافهم من قبل تلك الجماعة الإرهابية.
الرائد البطل "ضياء فتوح" 29 سنة، هو من مواليد قرية التلين مركز منيا القمح محافظة الشرقية، متزوج وله طفلة تركها في عمر 7 أيام وقت استشهاده، منذ طفولته وهو يحلم أن يكون ضابطا مثل والده الضابط أيضا، حتى تحقق له ما حلم به طيلة حياته، حيث بدأ خدمته ضابطا في الأمن العام، ثم أصيب بعدة طلقات نارية في ظهره أثناء قيامه بتأدية إحدى المأموريات على جبل الحلال في عام 2005، دخل في غيبوبة لمدة 6 أشهر، ثم أفاق من الغيبوبة، ليقرر بعد ذلك أن ينتقل للعمل بالإدارة العامة للمفرقعات بمديرية أمن الجيزة.
البداية كانت بتلقيه اخطارا من قيادته يوم الواقعة، يفيد الاهالى بوجود قنبلة بجوار محطة الوقود الكائنة بالقرب من قسم الطالبية، على الفور لم يتردد الشهيد البطل وكان على رأس المجموعة التي توجهت إلى مكان العبوة الناسفة لتفكيكها، قبل أن يرتدى ملابسه الخاصة بتفكيك المفرقعات أجرى اتصالا هاتفيا بوالدته ليطمئن عليها، بعدها توجه كالأسد الذي لا يهاب الموت إلى العبوة الناسفة ليبطل مفعولها ويقى المواطنين الأبرياء شرها، زملائه طلبوا منه أن يقوم بتفكيكها بخرطوم الماء، إلا أنه رفض ذلك خوفا على محطة الوقود المجاورة للعبوة الناسفة، حتى لا تحدث فاجعة كبرى، وقرر أن يقوم هو بنفسه بتفكيك تلك العبوة التي أسفرت عن استشهاده على شاشات التلفاز وعلى مرأى ومسمع من ملايين البشر.
"يوم استشهاده أنا حلمت أنه هينال الشهادة وكنت خايفة عليه قوى، ولما سألته أنت بتعمل أيه يا ضياء قالى بودع الحمام بتاعى يا أمى أخر حاجة قالها ليا قبل ما يستشهد "، بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد ضياء فتوح حديثها مؤكده أن نجلها لقى الشهادة أثناء تأديه الواجب الوطنى الذى زرعته فيه منذ صغره وحبه للشرطة، موضحة أن نجلها استشهد بطلا وأنه لم يكن في يوم من الأيام جبانا، وأنه كل ما مرت السنين ازداد اشتياقها له، موضحة أن أملها كله أن تتلقى به في الجنة.
وأضافت والدة الشهيد أن نجلها الشهيد، ظل منذ صغره يحلم بأن يكون ضابط، إلى أن حقق حلمه بدخوله أكاديمية الشرطة ليتخرج بعدها ضابط كما ظل يحلم منذ صغره، مضيفة ان نجلها أخبرها قبلها بأنه سينال الشهادة، موضحة أنها عندما رأت الحادث على شاشة التلفاز أيقت وقتها أن أبنها أستشهد في الحال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة