حالة من التأهب والقلق سادت بين سكان العالم إزاء ظهور متحور كورونا الجديد أوميكرون، بعدما أكدت كل من بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وجود حالات بها، فى الوقت الذى تشتبه دول أخرى فى وجود حالات.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن متحور أوميكرون، الذى تم رصده لأول مرة فى بوتسوانا، وضع أوروبا فى حالة تأهب كبير بعدما تم رصد لحالات فى عدة دول منها إلى جانب بلجيكا، فيما قالت كلا من النمسا وإسرائيل وهولندا أنها تحقق فى وجود حالات مشبه به من المتغير.
ولا يُعرف الكثير عن أوميكرون بعد، فيوجد به تحورات يخشى العلماء أن تجعل الفيروس أكثر عدوى وأقل تأثرا باللقاحات، على الرغم من أن أيا من هذه التأثيرات لم يتم تأسيسه بعد.
وقال أندرو بيكوزس، خبير الأوبئة فى كلية بلومبرج للصحة العامة التابعة لجامعة جونز هوبكنز، إن هناك نافذه من الاحتمالية لأسبوعين متوالين بأن الفيروس كان ينتشر، مضيفا انه من المرجح أن يكون المتحور الجديد موجود فى نيويورك. وتابع قائلا إنه هناك بالتأكيد فرصة فى أن يكون الفيروس ينتشر عالميا، لكننا لم نعرف بعد.
وحاول القادة الأوروبيون، الذين يكافحون بالفعل فى ظل ارتفاع إصابات كورونا مما جعل القارة بؤرة تفشى للوباء، إحداث توازن بين زيادة الحذر وتجنب الذعر.
وقام الاتحاد الأوروبى بتقييد السفر من وإلى سبع دول فى جنوب أفريقيا، وهى بتسوانا وإسواتينى وليسوتو وموزمبيق وناميبيا وجنوب أفريقيا وزيمبابوى، واستهدف كلا من الولايات المتحدة وكويا الجنوبية هذه الدول ومعها مالاوى. من جانبها قيدت بريطانيا السفر على هذه الدول الثمانية ومعها أنجلولا وزامبيا.
وقال بعض مسئولي الصحة إن حظر السفر قد يوفر بعض الوقت لاكتشاف كيفية التعامل مع المتغير الجديد، لكن فى ظل قلة تأثير غلق الحدود قبل عام فى منع امشار متغير كورونا السابق من بريطانيا، فإن قرارات تعليق السفر الجوى الأخيرة ربما جاءت متأخرة للغاية.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إن متحور كورونا الجديد أوميكرون، يبعث فى عالم الدول التي لديها لقاحات كافية وتلك التي ليس لديها، برسالة تحذير بشأن مدى إمكانية أن يتطور الفيروس وينتشر بدون اتخاذ إجراءات أكثر قوة لتوسيع توزيع اللقاحات، بحسب ما قالت طبيبة بارزة فى جنوب أفريقيا.
وقالت جليندا جراى، رئيس مجلس الأبحاث الطبية فى جنوب أفريقيا، إنه حتى يتم تطعيم عدد كاف من الناس، سيظل هذا يحدث مرارا ومرارا، وذلك فى الوقت الذى تسارع فيها وكالة الصحة العالمية لفهم المزيد بشأن الكيفية التي المتحور الجديد بعد تم رصد أول حالات فى جنوب أفريقيا.
وتسلط تصريحاتها الضوء على واحد من التحديات الكبرى التي تواجه الجهود العالمية للسيطرة على الوباء، ألا وهى التناقضات بين الدول الغنية التي لديها قدر كبير من اللقاحات، وتقوم حتى بتوزيع جرعات معززة، والعديد من الدول الأفقر التي تصارع من أجل الحصول على الجرعات، ولا تستطيع إتمام التطعيم بشكل كامل.
من جانبها، قال كريستالينا جوجيفا، المدير الإدارى لصندوق النقد الدولى، على تويت، إن الفشل فى المساعدة فى تطعيم سكان دول جنوب أفريقيا قد جعل الجميع معرضين للخطر. وكتبت تقول إن أوميكرون هو تذكير ملح بالأسباب التي تجعلنا بحاجة لفعل المزيد من أجل تطعيم العالم.
وعلى منصات السوشيال ميديا، تقول واشنطن بوست، فإن بعض خبراء الصحة العامة سارعوا لتوصيل الصلات بين المتحورات وعدم المساواة فى توزيع اللقاحات.
وكتب خبير أمراض المناعة فى كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد كيزميكيا كوربيت يقول عبر تويتر إنه بحلول الوقت الذى ترصد فيه متغير، يكون هناك واحدا أخرا يتحرك تحت الرادار.
كما كتب مدهوكار باى، أستاذ الأوبئة فى جامعة ماك جيل بمونريال، يقول: لو كنت حصلت على جرعتين أو ثلاثة من التطعيم وتشعر بالقلق من أوميكرون، ففكر فى أكثر من 3 مليار شخص لا يزالوا فى انتظار جرعتهم الأولى. وافعل ما هو أكثر من مجرد التفكير، أدعوا إلى المساواة فى اللقاح.