كان التليفزيون يشكل وجدان المواطن المصرى، ووسيلة لا يمكن الاستغناء عنها، فقد كان له دور مهم فى لمة الأسرة بل والعائلة حوله، لتشاهد برامج هادفة ومنوعات وفقرة مفتوحة، وكذلك نشرات أخبار ومسلسلات وافلام، فلا يوجد شابا لم يترب على برامج التلفزيون المصرى الذى لم يخل بيت من مشاهدته بشكل دورى.
ارتبط المصريين وجدانيا بالتلفزيون المصرى، ولعل أبرز دليل على حب المصريين لبرامج التلفزيون المصرى التى كانت تذاع فى الماضى، هو حجم المتابعات الكبيرة لقناة "ماسبيرو زمان" حاليا، التى تقدم المسلسلات والبرامج التى كانت تذاع على التلفزيون المصرى منذ عشرات السنوات، إلا أنه رغم مرور فترة كبيرة للغاية على إذاعتها لم يمل المشاهد المصرى من متابعتها وهو ما يكشف حجم ارتباط المواطن المصرى بما كان يقدم فى الماضى بالتليفزيون من برامج ومسلسلات ومذيعين ومذيعات كان لهم دور كبير للغاية فى التأثير على اهتمامات وأفكار المشاهد المصرى.
قررنا أن نعود إلى الماضى قليلا لنجرى سلسلة حوارات مع أبرز من قادوا التليفزيون المصرى فى زمن التلفزيون الجميل، لتحمل سلسلة الحوارات عنوان "زمن ماسبيرو الجميل"، حيث نتناقش معهم حول كيف كان عملهم داخل ماسبيرو وكيف كانت بداياتهم الإعلامية، ومن أبرز من أثروا فيهم داخل التلفزيون المصرى، وكذلك نتحدث معهم حول مستقبل مهنة الإعلام.
خامس تلك الحلقات مع الإعلامية القديرة عبير عبد الوهاب، واحدة من المذيعات اللاتى حملن ماسبيرو على أكتافهن وكان لهم أثر كبير في تشكيل وجدان المواطن، خاصة أنها تميزت بتقديم أنواع كثيرة من البرامج منها الرياضية والمنوعات ولقاءات مع النجوم، وبرامج تهتم بقضايا المرأة، وفى جميعهم حققت نجاحا لافتا.
الإعلامية عبير عبد الوهاب، أكدت خلال حوارها مع "اليوم السابع"، أن العمل في التليفزيون المصرى كان بالنسبة لها حلم كبير منذ أن كانت تدرس في جامعة القاهرة، وكانت عنجما تسير من كوبرى قصر النيل تشاهد مبنى ماسبيرو وتبكى لأنها كانت تتمنى أن تدخل هذا الصرح العظيم، مضيفة أنها قدمت ألوان كثيرة من البرامج، وأن الإعلامية سامية صادق كان لها فضل كبير في بداية عملها بالإعلام، موضحة أن شعورها بزلزال خلال تقديمها أحد البرامج كان أصعب موقف لها والعديد من القضايا والموضوعات الأخرى في الحوار التالى..
فى البداية كيف جاء عملك فى مجال الإعلام؟
طول فترة الدراسة في جامعة القاهرة كنت بعدي على كوبري قصر النيل وأرى مبنى الإذاعة والتليفزيون وكنت بدمع وأنا بدعي ربنا يجي اليوم وأكون موجودة داخل هذا الصرح، لأن التليفزيون المصرى بالنسبة لى شيء عملاق وكبير للغاية وهذا حقيقي وجعلنى أكون حريصة طوال السنوات مهما جاءت لى الفرص أن لا أذهب لمكان أخرغير التليفيون المصري، وأنا أعشق هذا المكان، وأحبه جدا من وأنا طفلة وحتى الآن وحتى أخر عمري، وأخذت منه أشياء كثيرة حلوة ولابد أن أعطى له أشياء كثيرة حلوة.
هل كان حلمك منذ الصغر العمل في المجال الإعلامى؟
بداياتى مع الإعلام بدأت من الصغر أنا كنت بعشق الاستماع للإذاعة المصرية وكنت بحب جدا اتابع التليفزيون بالطبع واعتقد الأجيال السابقة اتربت على التليفزيون المصرى الذى لم يكن هناك غيره في هذا الوقت، وكنت بحب جدا اللغة العربية.
عبير عبد الوهاب خلال طفولتها مع والدها ووالدتها
هل كان لأسرتك دور على تشجيعك في العمل بالمجال الإعلامى؟
والدى كان سيناريست مهتم جدا باللغة ووالدتى تشجعنى كما دفوعونى لحب اللغة العربية وكنت فى المدرسة وخلال حصة اللغة العربية كنت ديما ألقى الشعر والموضوع هذا زاد من حبى للغة العربية وزاد حبى لفكرة أنى أقدم حاجة شيقة للناس.
هل كان للمدرسة دور في حبك للمجال الإعلامى؟
وبدأت مع الإذاعة المدرسية واستمريت فيها فترة الإعدادى لغاية ما تخرجت كنت مسئولة عن الإذاعة المدرسية وكنت أقدم تحية العلم، وبعدها بقول أخبار نبدأ بيها اليوم، وهذا أعطانى ثقة كبيرة وكانت ديما أمى تقول لى لو استطعتى تقفى أمام زميلاتك فى المدرسة ستستطعين أن تقفى أمام الناس والكاميرا ونفس القصة والدى شجعنى على الاهتمام باللغة العربية لتكملة المشوار وكان نفسى أكون إعلامية ودخلت كلية الإعلام جامعة القاهرة وكان صرح عظيم وتخرج منه عشرات الأساتذة الإعلاميين.
كيف كانت بدايتك في المجال الإعلامى وبالتحديد في التليفزيون المصرى؟
جاءت فرصة التحق بالعمل فى قناة أم بى سى وحينها لم يكن هناك سوى أم بى سى والفضائية المصرية والفرصة جاءت لى بمحض الصدفة ودخلت قناة أم بى سى وأنا ما زلت طالبة بالكلية وكان لها دور كبير فى حياتى الإعلامية سامية صادق واشتغلت وعملت برامج وحلم التليفزيون المصرى هو كل حياتى، وبعد ما تخرجت ساعدتنى الإعلامية سامية صادق وأعطتنى جواب وكتبت كلام كثير جدا فى حقى وبمنتهى البساطة أخذت الجواب وقدمت طلب خاص لوزير الإعلام وقتها وكان مستغرب أنى فى قناة خاصة وأريد الذهاب للتليفزيون المصرى فى ظل الوقت الذى كان المذيعين يذهبون فيه وقتها للقنوات الخاصة فطلب شغلى وقدمت شريط يحمل أجزاء كثيرة من برامجى ووافق بمنتهى البساطة وكانت حاجة أحمد ربنا عليها أن التحاقى بالتليفزيون المصرى لم يتطلب مجهود كبير وعملى فى قناة خارجية وشغلى كان أكبر جواز مرور لي أن أدخل التليفزيون المصرى وكان عملى فى القناة الثالثة وبعد سنوات انتقلت للقناة الأولى.
الاعلاميه عبير عبد الوهاب
هل ترين أن من يعمل فى مجال الإعلام لابد أن يكون أكاديمى أم ليس شرطا للمذيع أن يكون دارسا للإعلام ويكفى فقط الموهبة؟
دراسة الإعلام بالنسبة للإعلامى بتوفر على الواحد حاجات كثيرة، فعندما التحقت بكلية الإعلام الدراسة اختصرت لي وقت كبير للغاية كان من الممكن أخده أو غيري يأخذه من غير ما يكون دارس قبل الدخول للمجال الإعلامى.
كيف أفادك دراستك في مجال الإعلام خلال عملك بالتليفزيون المصرى؟
أنا داخلة وعارفة كل تفصيلة في المكان، وعارفة يعي أيه كاميرا وإضاءة ومونتاج وإعداد والإسكريبت وأدوات المذيع التي يجب أن يضعها في الاعتبار في عمله، وهذا لم يجعلن فقط أشعر بدوري كمذيعة ولكن أيضا فاهمة المهنة كلها كيف تسير، وفي النهاية الموهبة هي الأساس، فمن الممكن أن شخص دارس ولكن ليس لديه الكاريزما، والقبول بتاع ربنا، حتى لو المذيع شاطر واجتماعى يظل القبول عند الجمهور معيار أساسى، ونحمد ربنا طبعا أنه ساعدني في أنى استفيد بشكل كبير من أساتذتي بكلية الإعلام والدراسة كانت رائعة وفادتني كثيرا وأقول إن يكن من دارسى كلية الإعلام عندما يشتغل في المهنة الخاصة بالمجال الإعلامى مهم يقرأ ويفهم، ولا يكون كل همه مذيع يشوف الإسكريبت ويحاور من أمامه، لابد أن يكون فاهم، وهناك تفصيلات تساعد الواحد يكون ناجح، فإذا كان دارس بيبان ولكن إذا دخل المجال الإعلامى وبعد ذلك أثقل نفسه يصبح متميز وناجح ومن يترك نفسه لن يستطيع أن يكون له بصمة واضحة في العمل الإعلامي.
ماذا تتذكرى عن أول اختبار لكى في التليفزيون المصرى للعمل داخل ماسبيرو؟
أول اختبار حقيقي لي كان، بدايتى كانت في القناة الثالثة بناء على طلبي ، ففي بالداية تم تعينى في الفضائية المصرية، والعرب كانوا عارفيني وكنت سعيدة، ولكن كنت أريد أن يعرفنى جمهوري المواطن المصرى أكثر، ولذلك كانت القناة الثالثة وقتها في قمة مجدها وكلها شباب وحيوية وبرامج رائعة، واستأذنت اشتغل في القناة الثالثة.
المذيعه عبير عبد الوهاب
من ساعدك على العمل في القناة الثالثة؟
من كان له بصمة واضحة من بدايتي القدير الراحل مدحت زكي، ومجرد ما دخلت القناة الثالثة وضعنى في احتفالية بمناسبة رأس السنة، وهذه كانت أول حاجة، يعني قدام الجمهور كله في ليلة رأس السنة وكانت حاجة صعبة للغاية ولكن بوجوده ووجود زملاء هدأ من روعي وكانت ذكرى وسهرة رائعة واعتبرها نقطة تحول في بداياتي واختبار صعب والحمد لله الواحد قدرت النجاح فيه.
قدمت برنامج طعم البيوت وكذلك عواد في بحر الطرب ما هو هدف هذين البرنامجين؟
بما إننا تكلمنا عن برنامج طعم البيوت، أقول أنه من أيام فقدنا زميلة وأستاذة إعلامية قديرة هي الأستاذة مها حسنى مدير عام برامج المرأة والصحة وكانت مسؤولة عن هذا البرنامج على مدار عدة سنوات وكان لها بصمة واضحة جدا في هذا البرنامج وتأثرنا بشكل كبير بوفاتها وربنا يرحمها وهي من المذيعات المتميزات على شاشة التليفزيون المصرى وعندما تولت الإدارة كان لها بصمات واضحة في الإدارة ، والهدف من البرنامج كان التوعية، طعم البيوت الذى أقدمه حاليا والآن انضمينا مع برنامج زينة لكن كل برنامج له فقرته وطعم البيوت نسعى من خلاله أن نقدم الفقرات الخاصة بالمرأة المصرية ونعتبرها المجتمع كله لأنه إذا كانت المرأة نصف المجتمع فهى أيضا مسئولة عن تربية النصف الأخر، وأعتقد أن لا يوجد موضوع لم أتحدث فيه لأن أى شئ يهم الأسرة والمرأة فهو يتهم أسرتها، وبالتالى تهم المجتمع كله وسعيدة ومبسوطة بتقديم هذا البرنامج منذ سنوات واستطيع أن أتناقش فى كافة الموضوعات وصحيح نركز أكثر على الناحية الاجتماعية ولكن نتحدث فى كل الموضوعات فيكون شيء جميل ودائما نقدم نماذج ناجحة فى المجتمع وأرى الناس التى واجهت صعاب ومع ذلك قدرت أنها تحقق نجاحات أشياء مهمة ونقدم فقرات صحية وطبية ونحاول تعريف الجمهور بالإنجازات والجديد ونرفع الوعى فى كافة النواحى ونعرفه كافة القوانين والتشريعات التى بصدد أنها تظهر وأهميتها وما الذى سيعود علينا منها ونحتاج أهل المجال والمتخصصين لطرح المشاكل والعمل على حله، ولدينا فقرات خاصة بالمطبخ والموضة والجمال والبرنامج قماشته واسعة ويساعد وكل مذيع لديه أدواته فممكن نرى كل واحد يطرح أيه كجروب عمل وهذا شيء حلو قوى.
أحكى لنا عن عملك في قناة الصحة؟
وفكرة عملى فى قناة الصحة بدأت من أواخر التسعينات وكانت تحت إشراف التليفزيون المصرى وتتبع وزارة الصحة والسكان وكانت تلعب دورا مهما فى وعى الجمهور وأتمنى أن تعود مرة أخرى وكنت بعمل مع مهرجان الإذاعة كانت تنطلق قناة خاصة بالمهرجان وكنت اقوم بتغطيته على الهواء والبعض منها مسجل اشتغلت فى قناة البحث العلمى وإحدى قنوات التعليم وكلها تجارب أثقلتنى كثيرا وأعطب لى ثقة كبيرة ، ومن المهم ألا يتوقف الإعلامى عن حاجة معين وكل ما تحقق نجاح يكون لديك عزيمة تجرب شئ أخر وليس عيبا أن تجرب نوع معين من البرامج ولا يحقق نجاحا تتراجع ، ولابد أن يكون لديك عزيمة وإصرار ولابد أن تكون قادرا بما يناسب إمكانياتك.
هل لامست رد فعل الجمهور على البرامج التي قدمتيها في التليفزيون المصرى؟
فكرة رد فعل الجمهور على برامجي هو الذى كنت ببحث عنه، وفكرة أنى أجد من يعرفوني من الدول العربية الشقيقة كان فيه حاجة ناقصة، حيث أريد أن أعرف الجمهور المصري وهو يشوفني ويقول لي أخباري أيه، وبكون سعيدة لما حد يقولي شوفناكي في حلقة كذا، ورد فعل الجمهور يعطي طاقة رهيبة للمذيع إنه يكمل، ومؤخرا نتيجة القنوات بقت عدد رهيب وعدد من يعمل في المجال الإعلامى أصبح كبير، وهذا لا يمنع أنى بكون سعيدة للغاية لما حد يفكرني بحاجة قديمة ويقول: كنا بنشوفك أيام ما كنتى بتقدمي كذا، ورد فعل الجمهور بالذات الجمهور المصري حاجة تنعش تنعش الإعلامي.
عبير عبد الوهاب
لكن ما هو أكثر برنامج قدمتيه في التليفزيون المصرى ورأيت أنه كان أكثر نجاحا من الباقين؟
على مدار عملى قدمت برامج كثيرة للغاية في القناة الثالثة وكان لدى فرصة أعمل فى برامج منوعات وثقافية ورياضية وخدمات ، وكل أنواع البرامج وسياحة وهذا أثقل موهبتى كثيرا وأعطانى خبرة كبيرة للغاية، وأكثر البرامج المهم فى هذا الوقت كان برنامج ريبورتاج ومجلة المنوعات ومهرجان المنوعات وبرامج كثيرة قدمتها وكان لها مردود عند الناس بالإضافة إلى اليوم المفتوح الذى تستطيع من خلاله تقديم محتوى متنوع كثير .
لنعود إلى برنامج طعم البيوت باعتبار أنك قدمتيه لفترة زمنية طويلة وما زال مستمرا حتى الآن .. أحكى لنا عن ذكرياتك في هذا البرنامج؟
برنامج طعم البيوت من أول ما انتقلت للقناة الأولى وهذا في عام 2003 وكنت يهتم بالمرأة ويقدم فقرات خاص بالأسرة والمرأة المصرية مع تغير اسم البرنامج وتطويره يظل هو برنامج الأسرة والبرنامج أقدمه منذ عام 2003 وحتى الآن، وهذا شئ رائع أنى أكون موجودة كل هذه الفترة، وغبت عنه فترة سنة ورجعت على مدار السنوات قدمت بجانب المرأة.
هل أغلب برامجك تخص المرأة فقط؟
لا.. بل قدمت برامج خاصة ومتنوعة وقدمت اخترنا لك والذى كان يقدمه عتاولة التليفزيون وهى خطوة مهمة ومعظم برامجى هواء وبحب أطلع على الهواء مباشرة ولا أميل للبرنامج المسجل لأن البرنامج الهوا يقطع كل الحواجز ما بين الجمهور ولن تعمل استوب وهذا يوضح قدرات المذيع حول قدرته على التعامل مع أي طارئ على الهواء، وبرامج والهواء لها متعة خاصة.
مذيعة ماسبيرو عبير عبد الوهاب
وما الرسالة التي يحملها برنامج "عواد في بحر الطرب"؟
عواد في بحر الطرب كان عبارة عن حلقات قدمت في رمضان الماضي، وأنا استمتعت جدا به كمجموعة من الحلقات القليلة ويهتم بتقديم طرب أصيل وفن راقي، وهذا ما نبحث عنه الحقيقة والتليفزيون المصري دائما حريص عليه، ودائما كنا نقدم مطربين لهم ثقلهم وأصوات مميزة ويحترمهم الجمهور، وحفلات التليفزيون المصري عمرها ما خرجت عن هذا الإطار.
أحكى لنا عن تجربتك في تقديم البرامج الرياضية؟
من ضمن البرامج المميزة جدا لي خلال عملي بالتليفزيون المصري البرامج الرياضية وكانت تجربة متميزة، ولم أتخيل أن أقدم برامج رياضي من قبل، أيضا كان هناك برنامج اسمه (ليل خارجي) واستمر أكثر من عدة سنوات وكنا نسجل في حضن القلعة كموقع للتصوير، وكان معنا نجوم الفن المصري.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتك خلال عملك بالتليفزيون المصرى؟
من الأشياء التى لم أكن أفكر فيها أبدا هي الرياضة، ويحسب للراحل حسن أحمد حسن، عندما كان يشغل منصب رئيس القناة الثالثة، وضعنى داخل تلك البرامج، حيث أنه فى يوم من الأيام طلب منى أن أعمل فى برنامج "السهرة الرياضية"، والذى كان من أكبر البرامج الرياضية فى التليفزيون المصرى، وكان فى ذلك الوقت جميع مشاهدى الرياضة يتابعون برنامج "السهرة الرياضية" و"الكاميرا فى الملعب"، وفوجئت عندما طلب منى ذلك الطلب حيث أنى لم أكن على دراية بذلك المجال، ولذلك عندما تكون القيادة لها رؤية فى اختيار شخص وتعلم أنه يستطيع أن يعطى جيدا فى ذلك المجال تعطى ثقة كبيرة فى نفس الإعلامى كما تعطيه دفعة فى أن يتحمس له، حيث أنه قال لى "انتى هتنجحى فى ذلك المجال" وكان معى فى ذلك البرنامج 2 من الزملاء الرجال، وكنت أنا العنصر النسائى الوحيد فى البرنامج، وبالفعل حقق ذلك البرنامج نجاح كبير لى وللقناة، ويمكن بسبب ذلك البرنامج شاهدت عدد من المتفرجين فيما بعد وهم يقولون لى "كنا بنشوفك زمان فى السهرة الرياضية"، وهناك قوالب وأنواع كثيرة من البرامج يستطيع الإعلامى تقديمها، ولها متعتها الخاصة.
ما هي البرامج الأخرى التي تعتزى بها في التليفزيون المصرى؟
برنامج (للضرورة أحكام) من البرامج التي أعتز بها بعد ثورة 2011، واستمتعت بهذا البرنامج والتقيت خلاله بنجوم المجتمع في كافة المجالات، وكثير كنا نتحدث عن التحول الذى حدث في المجتمع بعد 2011، ولاسيما أن هذه المرحلة كانت مرحلة مواجهة نظام الإخوان، وكنا نتحدث بمنتهى الوضوح والصراحة ولم نكن قلقون من فكرة التعامل مع النظام رغم الوضع الصعب، ولكن استطعنا المواجهة خلال هذه الفترة، وكذلك كنت سعيدة للغاية عند تقديمى برنامج "منى معاك"، وكذلك برامج المسابقات، بالإضافة إلى برامج الأطفال التى قدمتها فى فترة من الفترات والتي كانت تشعرنى بالبهجة، بالإضافة إلى تقديمى عدد من البرامج السياحية والثقافية، وكذلك برنامج "اقرأ الخبر" والذى كان قريب من تقديم نشرة الأخبار.
برأيك ما هي المهارات التي ينبغي أن يتسم بها مذيع التليفزيون؟
ذكاء المذيع في كيفية إدارة الحوار وليس من الشطارة أن يرتفع الصوت أو إلقاء ألفاظ خارجة على الشاشة، أو يتحدث بأسلوب غير لائق لا يحمل آداب الحوار، كما أن المذيع مسئول عن الضيف الذى أمامه ومنحه حقه في الحوار فيما لا يجرح الآخرين أو أذن ومشاعر الجمهور الذى يشاهد البرنامج، وللأسف نرى حاليا تناول جارح وصادم.
هل كل مذيع قادر على تقديم كل القوالب الإعلامية؟
ليس كل مذيع يستطيع أن يقدم كل القوالب الإعلامية، هذه تكون "مهارة" موجودة لدى البعض، ومثلما قولت قبل ذلك أن الشخص من الممكن أن يجرب، ولكن الشطارة هنا فى أنه إذا أحس بأنه غير قادر على الإعطاء فى هذه المنطقة يتركها على الفور.
مذيعه التليفزيون عبير عبد الوهاب
ما هو أصعب موقف تعرضتى له في التليفزيون المصرى؟
أصعب شيء من الممكن أن يقابل الإعلامى أحد يحاول تعطيله عن عمله، أو منع حماسه بعمله، فأنا تعرضت لتلك المواقف لكن ثقتى فى ربنا جعلتنى أستطيع تخطى تلك المواقف، لكن عن الصعوبات فى المهنة نفسها فإن الشخص الذى يحب عمله جيدا يعمل على اتقانه، ويجعله يتحمل أي صعاب من الممكن أن تواجهه، وأنه لا توجد مهنة "سهلة" كل مهنة لها ظروفها الخاصة ومصاعبها، لكن عند خروجى أمام الجمهور يجب علي أن أخرج لهم مبتسمة، وبهيئة جيدة، وأتحدث دون أن أجعل الجمهور يشعر بالمشكلة الخاصة بى، أو المواقف الصعبة التى أمر بها، وهذا أصعب ما فى تلك المهنة، بخلاف ذلك فجميع المواقف بسيطة ولا تكاد تذكر، واذكر أننى كنت فى مرة على الهواء وحدث زلزال وأنا أتحدث على الهواء مباشرة، وحتى الأن لا أعرف كيف تماسكت وأكملت حديثى دون توقف، وبعد أن انتهيت قالوا لى أنه كان هناك زلزال.
من هو مثلك الأعلى فى المجال الإعلامى؟
لا أريد أن أقول عن أسماء بعينها بأنها مثلى الأعلى، بالرغم من أنه بالتأكيد هناك أسماء أعمل على سماعها، حيث أنى كنت أحب أن استمع إلى الجميلة إيناس جوهر، والعظيمة أمال فهمى، بالإضافة إلى سناء منصور التى كنت أحبها جدا سواء فى الإذاعة أو التليفزيون، ولكنى كنت منجذبة أكثر للبرامج وليس لشخصيات المذيعات، فعندما أحببت التليفزيون حبيت برنامج "اخترنا لك"، وبرنامج "نادى السينما"، وبرنامج "أوسكار"، وكذلك برنامج "بقلظ وماما نجوى"، فكل هذه البرامج أحببتها وأحببت كل الذين يقدموها، فكانوا بالنسبة لى مثل أعلى.
كيف شكل التليفزيون المصرى في الماضى وجدان المواطن؟
التليفزيون المصرى شكل وجدان المواطن المصرى، والتلفزيون المصرى أثر على الوطن العربى كله، وعلم الوطن العربى كله يعنى أيه إعلام ، ورواد الإذاعيين والإعلاميين في التليفزيون المصرى هم من كانوا يقدون برامج في التليفزيونات العربية ، وكانت برامج التليفزيون الكمصرى تذاع في التليفزيون العربية والأفلام ودراما مصر كانت تذاع هناك في التليفزيونات العربية، فمصر كانت رائدة الإعلام العربى، والتليفزيون المصرى شكل وجدان المواطن العربى بشكل كبير، وهذا دور التليفزيون المصرى وجزء من رسالته متعة وترفيه وثقافة ورفع الوعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة