تسبب تناول اللحوم النيئة فى آثار سيئة للغاية بالنسبة لما يسمى إنسان نياندرتال، حيث أكد العلماء أنه تعرض لإحدى أقدم الحالات المعروفة لانتقال المرض من حيوان إلى إنسان، حيث كشفت عظام متحجرة لإنسان نياندرتال عن "أول دليل" على حيوان يصيب إنسانا "بمرض حيوانى المصدر"، وفقًا لدراسة حديثة أجرتها جامعة زيورخ السويسرية.
وذكرت شبكة "سى إن إن" أن إنسان نياندرتال المعروف باسم "الرجل العجوز فى لا شابيل"، تم اكتشافه فى كهف بالقرب من قرية لا شابيل أو ساينتس الفرنسية فى عام 1908، وأثبتت بقاياه أنها مفيد جدا للباحثين على مدى عقود، ولا تزال عظامه تكشف عن معلومات جديدة.
وتم العثور على أول هيكل عظمى شبه كامل لإنسان نياندرتال يعتقد أنه توفى منذ حوالى 50000 عام، إما فى الستينيات من عمره أو فى أواخر الخمسينيات من عمره فى فرنسا بينما قدمت دراسة دليلًا على أنه كان مصابًا بالتهاب المفاصل العظمى المتقدم فى الورك والعمود الفقرى وقت وفاته بينما يُظهر البحث الجديد أنه فى الواقع كان يعانى من مرض انتقل إليه من حيوان، على الأرجح أثناء طهى أو ذبح اللحوم النيئة.
وقال أخصائى الطب الباطنى الدكتور مارتن هايسلرمن جامعة زيورخ لشبكة CNN:"بدلاً من ذلك، وجدنا أن بعض هذه التغييرات المرضية يجب أن تكون ناجمة عن عمليات التهابية.. إن مقارنة النمط الكامل للتغيرات المرضية الموجودة فى الهيكل العظمى مع العديد من الأمراض المختلفة قادتنا بعد ذلك إلى تشخيص داء البروسيلات أو الحمى المالطية."
والحمى المالطية مرض واسع الانتشار، ينتقل بشكل عام عن طريق المنتجات الحيوانية الملوثة (بما فى ذلك الحليب غير المبستر)، أو العوامل المحمولة جواً أو الاتصال المباشر مع حيوان مصاب.
وفى الآونة الأخيرة، أظهرت الهياكل العظمية البشرية التى يبلغ عمرها 5000 عام أدلة على المرض، لكن الرجل العجوز فى لا شابيل يمثل فى الوقت الحالى، أقدم حالة معروفة له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة