تتواصل فعاليات قمة المناخ في جلاسجو الاسكتلندية، بمشاركة نحو 190 دولة حول العالم منها مصر، وسط تطلعات كبيرة لحث الدول المتقدمة على توفير 100 مليار دولار سنويا لمواجهة تحديات المناخ ومساعدة الدول الفقيرة التى تدفع فاتورة التغيرات المناخية دون استفادة تذكر، لا سيما أن الدول المتقدمة هى المسؤولة عن الانبعاثات بشكل أساسى.
وخلال القمة المنعقدة في بريطانيا، تم استعراض تقرير حول تأثير التغيرات المناخية على بعض المناطق التى عانت من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث أوضح التقرير أن موجات الحر الاستثنائية أثرت على غرب أمريكا الشمالية خلال شهري يونيو ويوليو، إذ حطمت العديد من الأماكن سجلات المحطة بمقدار 4 درجات مئوية إلى 6 درجات مئوية وتسببت في مئات الوفيات المرتبطة بالحرارة.
وأشار إلى أن منطقة Lytton ، في جنوب وسط كولومبيا البريطانية، ارتفعت الحرارة فيها إلى 49.6 درجة مئوية في 29 يونيو، محطمة الرقم القياسي الكندي الوطني السابق بمقدار 4.6 درجة مئوية ودمرتها النيران في اليوم التالي.
وأضاف: كانت هناك أيضًا موجات حر متعددة في جنوب غرب الولايات المتحدة، حيث وصلت درجة حرارة وادي الموت بكاليفورنيا إلى 54.4 درجة مئوية في 9 يوليو، أي ما يعادل قيمة مماثلة لعام 2020 كأعلى نسبة مسجلة في العالم منذ الثلاثينيات على الأقل"، معتبرا أن هذا الصيف الأكثر سخونة على الإطلاق في المتوسط في الولايات المتحدة .
ونوه التقرير بالعديد من حرائق الغابات الكبرى، حيث تسبب حريق ديكسي في شمال كاليفورنيا، والذي بدأ في 13 يوليو، في حرق حوالي 390 ألف هكتار بحلول 7 أكتوبر، وهو أكبر حريق منفرد تم تسجيله في كاليفورنيا.
كما أثرت الحرارة الشديدة على منطقة البحر الأبيض المتوسط، في 11 أغسطس، ووصلت درجة محطة الأرصاد الجوية الزراعية في صقلية إلى 48.8 درجة مئوية ، وهو رقم قياسي أوروبي مؤقت، بينما وصلت القيروان (تونس) إلى 50.3 درجة مئوية، كما سجلت مونتورو (47.4 درجة مئوية) رقما قياسيا وطنيا لإسبانيا في 14 أغسطس، بينما سجلت مدريد في نفس اليوم أكثر أيامها حرارة مسجلة 42.7 درجة مئوية.
وأضاف: فى 20 يوليو، سجلت جزيرة Cizre نحو49.1 درجة وهو رقما قياسيا وطنيا تركيا وكانت تبليسي (جورجيا) أكثر أيامها حرارة (40.6 درجة مئوية) ـ فيما اندلعت حرائق غابات كبيرة في أجزاء كثيرة من المنطقة مع تضرر الجزائر وجنوب تركيا واليونان بشكل خاص".
وأشار التقرير إلى أن الظروف الباردة أيضا أثرت بشكل غير طبيعي على أجزاء كثيرة من وسط الولايات المتحدة وشمال المكسيك، لافتا إلى أنه في منتصف فبراير، كانت أشد التأثيرات حدة في ولاية تكساس، التي شهدت عمومًا أدنى درجات حرارة لها منذ عام 1989 على الأقل، وأثر تفشي برد الربيع غير الطبيعي على أجزاء كثيرة من أوروبا في أوائل أبريل.