تتأهب البنوك وصناديق الأصول للعب دور مهم من أجل تحقيق الأهداف المنصوص عليها فى اتفاقية باريس للمناخ، حيث يعد التمويل هو مفتاح التحول الاقتصادى الهائل المطلوب للابتعاد عن الوقود الأحفورى والوصول إلى صافى صفر من الانبعاثات مع إدارة الاقتصاد العالمى دون الإضرار بالمناخ.
وتستعد المئات من أكبر البنوك والصناديق في العالم بأصول تبلغ قيمتها 130 تريليون دولار إعلان التزامها بهدف رئيسي في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقال تحالف جلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري (جفانز)، الذي تقدمه أكثر من 450 مؤسسة مالية في 45 دولة، أن التعهد المالي يهدف إلى أن يكون أحد أهم الإنجازات التي تحققها القمة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي بالإضافة العمل على الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050.
ويشمل التعهد 57 تريليون دولار من مديري الاستثمار و63 تريليون دولار من البنوك و10 تريليونات دولار من صناديق الأصول مثل صناديق المعاشات.
ومن بين المجموعات المالية التي انضمت إلى تحالف جلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري مجموعة HSBC وبنك أوف أمريكا.
وقال مارك كارني، رئيس تحالف جلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري والمحافظ السابق لبنك إنجلترا، "لقد تم تحويل بنية النظام المالي العالمي لتحقيق انبعاثات صافي صفر. لدينا الآن البنية الأساسية لنقل تغير المناخ من الأطراف إلى التمويل، ليتم أخذ قضية تغير المناخ في الاعتبار مع كل قرار مالي.
هذه الزيادة السريعة وواسعة النطاق في التزام رأس المال إلى صافي الصفر ، من خلال التحالف، تجعل الانتقال إلى عالم 1.5 درجة مئوية ممكنا".
وأوضح كارني، أن التعهد المالي سيعني أنه بحلول عام 2050 ، ستتماشى جميع الأصول الخاضعة للإدارة من قبل المؤسسات المعنية مع صافي انبعاثات صفرية.
ودعا كارني المؤسسات المالية إلى الالتزام بالتخلص التدريجي من تمويل الفحم ومعالجة "الآثار المترتبة على تحليل صافي الصفر للوكالة الدولية للطاقة"، ولكن هذا الأمر ليس إلزاميا بالنسبة للموقعين على اتفاق تحالف جفانز.
وقدر الاقتصاديون، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، أن من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى حوالي 100 تريليون دولار من الاستثمار خلال العقود الثلاثة المقبلة لتحقيق هدف الصافي صفر، مضيفين أنه يمكن تخصيص جزء من الأصول التي تمتلكها الشركات والبنوك للاستثمارات منخفضة الكربون خلال العشر سنوات المقبلة للمساهمة في خفض الانبعاثات إلى النصف.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: "إن توحيد هدف البنوك والمؤسسات المالية في العالم نحو التحول العالمي إلى صافي الصفر أمر بالغ الأهمية لإطلاق التمويل الذي نحتاجه وذلك من خلال دعم الشركات الرائدة والتقنيات الجديدة نحو بناء اقتصادات مرنة حول العالم".
وأضاف جونسون أن تحالف جلاسكو المالي سيقود هذه المهمة لتوسيع النطاق والإسراع في التحول والمساعدة في إعادة البناء بشكل أكثر مراعاة للبيئة.
من جانبه، قال وزير المالية البريطاني ريشي سوناك، إن مدينة لندن ستصبح أول "مركز مالي صفري" في العالم مع وضع قواعد جديدة تجبر الشركات العامة على الإبلاغ عن خططها لتحقيق صافي انبعاثات صفرية، مشيرا إلى تضاعف عدد الشركات المالية الملتزمة بصافي الخطط الصفرية ثلاث مرات، مع تغطية الأصول حتى الآن بإجمالي 130 تريليون دولار.
وأضاف سوناك: "إن تسخير تريليونات الدولارات التي تسيطر عليها هذه الشركات في مكافحة تغير المناخ أمر بالغ الأهمية. لذا فقد تم الإعلان عن متطلبات جديدة للشركات لنشر خطط الانتقال الصفرية الصافية. معا يمكننا توفير الأموال التي يحتاجها العالم لوقف تغير المناخ الكارثي".
ووفقا للأمم المتحدة، قال المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري: "يدرك أكبر اللاعبين الماليين في العالم أن تحول الطاقة يمثل فرصة تجارية كبيرة. ومع تحرك البلدان في جميع أنحاء العالم لإزالة الكربون، تعكس المبالغ الكبيرة التي تخصصها هذه المؤسسات لتمويل المناخ أيضا فهما متزايدا لمدى أهمية الاقتصاد العالمي منخفض الكربون".
وأضاف كيري إن التزام المؤسسات المالية برأس المال والأصول بالإضافة إلى الالتزام بالمعايير العالية وإعداد التقارير سيسرع الانتقال إلى هذا الاقتصاد الجديد ويخلق الكثير من الوظائف الجديدة ويزيد من القدرات الجماعية على معالجة أزمة المناخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة