يزدهر استخدام العملات المشفرة فى أمريكا اللاتينية بشكل ملحوظ فى الفترات الآخيرة ، حيث شيئًا فشيئًا ، يُنظر إلى العملات المشفرة وبيئتها التكنولوجية على أنها المستقبل المحتمل للنظام المالي العالمي، بل وأكثر من ذلك في أمريكا اللاتينية ، حيث تعاني البلدان من مشاكل في عملاتها ومنصات مصرفية.
ففى السلفادور ، أعلن الرئيس نجيب بوكيلة أمس الاثنين ، أنه سيتم بناء أول 20 مدرسة بيتكوين في البلاد، مشيرا إلى أن عملية تقنين العملة المشفرة "البيتكوين" نتجت عنها المزيد من الأرباح، واوضح "أود أن أعلن عن وجود بضعة ملايين متبقية من أرباح البيتكوين، ولذلك سنقوم ببناء أول 20 مدرسة بيتكوين مجهزة بالكامل وحديثة"، وفقا لما نقله موقع "انفورماتيبو" السلفادورى.
أوضح بوكيلة أنه من أجل بناء هذه المدارس ، سيتم استخدام الأرباح التي تم الحصول عليها من الثقة التي تم إنشاؤها بموجب قانون البيتكوين، مضيفا نرى الآن مزايا إضافية ، ويتم بناء المدارس التى أعلنا عنها من قبل ، وستأتى المزيد من الأعمال من أرباح الثقة التى جاءت بعد التقنين".
وكان رئيس السلفادور أكد فى وقت سابق أن شركة الطيران منخفض التكلفة فولاريس ستقبل العملة المشفرة بتكوين، لتصبح بذلك أول شركة طيران في العالم تفعل هذا، وفقا لصحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وقالت فولاريس في بيان إنها تعمل لإعطاء العملاء في البلد الواقع في أمريكا الوسطى خيار الدفع بالعملة الرقمية عن خدمات في المطار.
وقال الرئيس التنفيذى لشركة اب هولد ، تيريوت جى بى ، إن أمريكا اللاتينية أصبحت أكثر المستفيدين من العملات المشفرة ، حيث أن طبيعة الحياة فى القارة اللاتينية تتطلب حالات استخدام تعتمد على بيتكوين.
وأكد أن اعتماد السلفادور بشكل رئيسى على البيتكوين أدت إلى ثورة فى الأصول الرقمية فى أمريكا اللاتينية ، ويمكن أن تستفيد المنطقة أكثر إذا كان بإمكان الناس تبادل العملات المشفرة والأموال الورقية والعملات الرقمية القادمة للبنك المركزى على نفس البنية التحتية.
وأشارت صحيفة "كلارين" الأرجنتينية إلى أن كلا من فنزويلا وكولومبيا هما البلدان الأكثر اعتمادًا على العملات المشفرة في المنطقة ، بالإضافة إلى السلفادور.
وأوضح تيريوت أن دولًا أخرى تعمل على سد الفجوة بسرعة إلى حد ما ، وتعمل السلفادور كمحفز. من بين 7 ملايين مستخدم لـ Uphold ، هناك 1.4 مليون من أمريكا اللاتينية ، ولا يزال معدل التبني المرتفع في المنطقة يجتذب اللاعبين العالميين.
وقال إن الذين لا يتعاملون مع البنوك وأولئك الذين يرسلون أو يتلقون التحويلات سيتبنون عملة البيتكوين أولاً. ومع ذلك ، ستصبح عملات البنوك المركزية الرقمية أكثر شهرة من أكبر عملة مشفرة للمتداولين. وأضاف: "من المفهوم أن العديد من الشركات تفضل شيئًا مستقرًا للمعاملات.
أما الأرجنتين فتعتبر من أرخص الدول التى يتم فيها تعدين البيتكوين، حيث جعلت الكهرباء المدعومة من الحكومة في الأرجنتين تعدين بيتكوين أكثر جاذبية، حيث يبحث الناس عن طرق للالتفاف حول ضوابط رأس المال، وهو ما يشجع الأرجنتينيون على استخدام العملات المشفرة كوسيلة تحوط ضد الأزمات الاقتصادية الدورية، والركود الذي استمر لمدة ثلاث سنوات والذي تفاقم خلال الوباء.
ففي حين أن العديد من البلدان شهدت طفرات في تعدين العملات المشفرة هذا العام، ساعد انخفاض تكلفة الطاقة وعودة ضوابط رأس المال في زيادة أرباح عمليات التعدين في الأرجنتين، ويعد هذا مثالاً آخر على قدرة الأرجنتينيين الدائمة على ثني السياسات غير التقليدية لصالحهم.
وقال نيكولاس بوربون، الذي يتمتع بخبرة في تعدين العملات الرقمية من بوينس آيرس: "حتى بعد تصحيح سعر بيتكوين، لا تزال تكلفة الكهرباء لأي شخص يقوم بالتعدين من منزله جزءاً صغيراً من إجمالي الإيرادات المتولدة".
ولطالما تم الترويج للعملات المشفرة في الأرجنتين كوسيلة للسكان المحليين للتحوط ضد الأزمات الاقتصادية الدورية، بما في ذلك تكرار تخفيضات العملة، والتخلف عن السداد، والتضخم المفرط. والآن، زاد الركود الذي دام 3 سنوات سوءاً بسبب الوباء.
بالإضافة إلى الكهرباء الرخيصة، فإن عودة ضوابط الصرف الأجنبي في السنوات الأخيرة أعطت الأرجنتينيين الممنوعين من شراء الدولار حافزاً أكبر لتعدين العملات المشفرة، حيث أدى الطلب المتزايد على الأصول الأجنبية إلى ارتفاع قيمة عملة بيتكوين إلى ما يقرب من 5.9 مليون بيزو في الأسواق غير الرسمية .
وعلى الجانب الآخر، يوجد المكسيك ، ففى الوقت التى تتجه إليها الدول فى أمريكا اللاتينية، ترى المكسيك أن البيتكيون والعملات المشفرة الآخرى ليست خاضعة ضمن الخطة المستقبلية للحكومة المكسيكية.
وأكد رئيس المكسيك لويس أندريس لوبيز أوبرادور أن الدولة الواقعة فى امريكا الجنوبية ليست على استعداد للنظر إلى عملات البيتكوين أو غيرها من العملات الغير قانونية".
وفى مؤتمر صحفى ، قال أوبرادور إن المكسيك ستحافظ على الطريقة التى تنظر بها وتتعامل مع إدارتها المالية واقتصادها وأنها لن تغير موقفها من العملات المشفرة .
وفى هندوراس ، تم افتتاح أول ماكينة صراف آلى للعملات المشفرة فى هندوراس ، وذلك بعد ان أصبحت السلفادور أول دولة تعتبر بيتكوين عملة قانونية.
وأطلقتت هندوراس على الماكينة اسم "لا بيتكوينيرا" وهى مخصصة للمستخدمين لعملات البيتكوين وإيثريوم وليمبيرا ، وتم تثبيتها في برج إداري بالعاصمة تيجوسيجالبا من قبل شركة تي.جي.يو كونسلتنج جروب الهندوراسية.
وفى كوبا فأصبحت تنظم العملات المشفرة مثل بيتكوين ، وذلك لانقاذ الاقتصاد ، ويضع البنك المركزى يضع قواعد جديدة لكيفية التعامل مع العملات المشفرة ، ويحتاج مقدمو الخدمات التجارية الآن إلى ترخيص من البنك المركزي لمواصلة العمليات.
حذر صندوق النقد الدولي، من خطورة اعتماد العملات المشفرة عالية المضاربة كعملة وطنية، وذلك لأن العملة الرقمية الصادرة من القطاع الخاص تتجاوز السلطات والبنوك المركزية، المكلفة بالحفاظ على استقرار الاقتصاد والعملة.