يعرض الفيلم الأردنى "بنات عبد الرحمن"، الذى يعد أحد ثلاثة أفلام باللغة العربية في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي، ويدور عن كيف تضع العديد من النساء الأردنيات التوقعات التقليدية لمجتمعهن الأبوي قبل رغباتهن الخاصة وما يترتب عليه من أضرار جانبية، ومن المقرر أن ينتقل الفيلم الروائي الأول للمخرج والكاتب والمنتج زيد أبو حمدان إلى مهرجان البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، بعد عرضه الأول في مهرجان القاهرة في دورته الـ 43.
وكشف المخرج زيد أبو حمدان أن مصدر إلهامه في كتابة وصياغة الفيلم كانت من والدته، حيث أدرك أبو حمدان أنها لم تكن قادرة على تحقيق تطلعاتها الخاصة في شبابها، حيث قال: "يجب على المرأة الأردنية أن تكون الأخت الكبرى المثالية، ثم الزوجة الشابة التي تفي بالمعايير الاجتماعية المتوقعة منها، ثم أم لأربعة أولاد، كل هذا يبدو أنه يؤجل خططها الشخصية".
وللعمل على فيلم بنات عبد الرحمن، أرسل أبو حمدان 300 دراسة استقصائية لنساء أردنيات من خلفيات دينية وتعليمية واجتماعية واقتصادية مختلفة، وكانت النتائج مقلقة لدرجة التى جعلته يعيد تقييم حياته ووطنه من جديد، حيث صرح أبو حمدان قائلا : "الكثير من النساء تخيلن أنهن يصرخن بحقيقتهن ويصرخن بغضبهن فقط، ولكنهم لا يقومون بذلك".
واستغرق أبو حمدان وفقا للتقرير الذى نشر على موقع "Variety"، وقتا طويلا يستطيع اختيارأربع بطلات لفيلمه بنات عبد الرحمن، وكانت الفنانة الأردنية الأصل صبا مبارك هي أول اختيارته، التي أيضا شاركت في إنتاج العمل.
وصرح أبو حمدان عن دور صبا مبارك في العمل قائلا "لقد كان قرارًا صعبًا لأنني تخيلت آمال ربة منزل بدينة و" نموذجية "ووجهها مغطى بالكامل تقريبًا في العديد من مشاهد الفيلم، وصبا شخصية جميلة ووجه معروف جدا".
وبينما كان يكتب السيناريو، ظل أبو حمدان يفكر في الفنانة فرح بسيسو المولودة في الكويت والمدربة في سوريا باعتبارها الشقيقة الأكبر زينب، ولكن بينما كان يستعد للإنتاج، لم يتمكن من تحديد مكانها، حيث يقول أبو حمدان عن بسيسو : "لقد تركت حياتها المهنية الطويلة والناجحة وانطلقت إلى الولايات المتحدة مع عائلتها".
وخلال بحثه عن بسيسو وقع اختياره على الممثلة الفلسطينية حنان حلو علكى تلعب دور الأخت سماح، حيث صرح أبو حمدان قائلا : "كانت تتمتع بأجواء مختلفة عندما رأيت شريط الاختبار الخاص بها".
بعد انضمام حلو إلى فريق التمثيل، كان قد حدد أبو حمدان موقع بسيسو، لكنها قابلت عرضه بالرفض إلى أن قامت بقراءة السيناريو الخاص بالعمل، وأجابت على أبو حمدان بالموافقة على المشاركة في الفيلم من جديد.
وبالتالي وقف أمام أبو حمدان اختيار الأخت الصغرى "ختام"، إلى أن شاهد الممثلة مريم باشا المشهورة بدورها في فيلم "الحاضر" الفلسطيني القصير المرشح لجائزة الأوسكار.
تدور أحداث الفيلم الذي يقوم ببطولته كل من صبا مبارك، وحنان الحلو، وفرح بسيسو، ومريم الباشا، في حي للطبقة المتوسطة في عمان، حيث تعيش زينب العزباء، والتي تعمل كخياطة وتعيش حياة كئيبة وتعول والدها، وحينما يراها الأخير في ثوب زفاف كانت تقوم بتعديله لإحدى قريباتها، تستيقظ زينب لتجد والدها مفقودا فتبدأ رحلة البحث عنه بمساعدة شقيقاتها.
قصة العمل تتناول علاقة أسرية مضطربة بين 4 شقيقات لا تجمعهن تقريبا إلا صلة الدم، بينهما تختلف كل واحدة عن الأخرى في طباعها وتفاصيل حياتها، يتزامن اختفاء والدهن مع تفجر مشكلاتهن الخاصة.
المخرج زيد أبو حمدان، كاتب سيناريو ومخرج سينمائي ولد في الأردن، وحصل على ماجيستير في صناعة السينما من أكاديمية نيويورك للأفلام، وعمل دوليا كمساعد مخرج ومنتج ومراسل تلفزيوني، وفي عام 2009، أسس شركة زها للإنتاج، وأنتج 5 أفلام قصيرة حتى الآن، فيما فاز فيلمه الأول "برام وحمزة" بجوائز دولية.
تستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حتى يوم 5 ديسمبر المقبل، مع اتخاذ كل التدابير الاحترازية وفقاً لإرشادات الحكومة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، من أجل ضمان سلامة صُنَّاع الأفلام المشاركين والجمهور وفريق المهرجان.