حجاب دون تشدد واعتزال بلا تجريح..كيف دخلت سهير البابلى القلوب بتدين الأمهات؟

الخميس، 04 نوفمبر 2021 03:59 م
حجاب دون تشدد واعتزال بلا تجريح..كيف دخلت سهير البابلى القلوب بتدين الأمهات؟ سهير البابلى
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مثل أمهاتنا وجداتنا اللاتى كن يعرفن الله ويرينه بقلوبهن، دون أن يتحدثن كثيرا عن الدين ودون أن ينصبن أنفسهن واعظات يليقن بالأوامر والتعليمات، ودون أن يزكين أنفسهن على الله، عاشت حياتها قبل وبعد الحجاب.

لم تنصب من نفسها داعية حين ارتدت الحجاب، ولم تجرح في الفن ولم تتبرأ من أعمالها بل كانت ولا تزال فخورة بما قدمته من فن هادف رسم البسمة والسعادة على وجوه الملايين وجعلها ملكة على عرش القلوب، ولم تدخل في معارك مع غيرها من الفنانين الذين قد يختلفون معها في المواقف والرؤى، كانت دائما مثل أمهاتنا اللاتى يعرفن الله وتعاليمه ويحفظن دينه في كل أعمالهن دون ثرثرة وإدعاء ، بقلوب نقية طاهرة تفيض حباً وحناناً وعماراً للأرض والناس بالدفء والعطاء، هكذا عاشت الفنانة الكبيرة سهير البابلى، وهكذا دخلت قلوب الملايين ورآوا فيها صورة الأمهات والجدات، بإيمانهن البسيط الفطرى اللطيف وتدينهن الخالى من التكلف والتجريح والتشدد، بابتساماتهن وضحكاتهن التي تنير الدنيا وتدخل القلوب بلا حواجز، وخفة ظلهن اللاتى تخفف من عناء الدنيا وتجبر الآذان على الإنصات.

هكذا عاشت سهير البابلى حتى قبل أن ترتدى الحجاب، وبعد أن ارتدته و خلال الفترة التي ابتعدت فيها عن الفن، لم تبتعد يوماً عن جمهورها الذى يعشقها وتعشقه، يشتاق لها وتشتاق له، تلتقيه في الشوارع وعندما تذهب للتسوق وفى الحفلات واللقاءات العامة.

أمتعت سهير البابلى جمهورها واحترمته طوال تاريخها الفني وحرصت على اختيار أعمالها، فكانت كلها أعمالاً هادفة تحمل رؤية وأفكار تنفع الناس وتخلو من الإسفاف.

وفى قمة نجاحها عام 1997 وأثناء عرض مسرحية «عطية الإرهابية»، قررت الفنانة الكبيرة اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وفاجأت الجميع بهذا القرار، وتركت المسرحية، فاستعان المخرج جلال الشرقاوى بابنته عبير الشرقاوى لتمثل الدور وتنقذ الموقف.

 

وفى تصريحات سابقة، قالت البابلى عن قرار الاعتزال إنها خافت من لقاء الله وأرادت إرضائه وكانت ترى ابنتها الوحيدة نيفين الناقورى التى تشبهها كثيرًا وقد ارتدت الحجاب وتحرص على دراسة وحفظ القرآن وتدريسه، فقررت ارتداء الحجاب والاعتزال عام 1997.

كانت سهير البابلى تلتقى بالشيخ الشعراوى والدكتور مصطفى محمود وتسأل كثيرًا عن أمور الدين، وزارت الشيخ أكثر من مرة بصحبة عدد من الفنانات، واصطحبت معها فى إحدى المرات السندريلا سعاد حسنى قبل سفرها الأخير إلى لندن.

وكان الشيخ الشعراوى يناديها باسم «سكيننة»، وأوضحت النجمة أن الشيخ قابلها فى الحج فقال لها: «وماله لو مثلتى وإنتى بالزى ده، وتوصلى رسالة مفيدة وهادفة للناس، الناس بتشوف التليفزيون أكتر مابتروح الجامع، وممكن تسمع منك أكتر ما تسمع منى"

وبعد اعتزالها لمدة تجاوزت تسع سنوات قررت سهير البابلى العودة للتمثيل بشروط، فقدمت مسلسل «قلب حبيبة» عام 2005 مرتدية الحجاب.

وبعدها دخلت البابلى تجربة فنية أخرى فى مسلسل «قانون سوسكا» ولكنه لم يكتمل بسبب مشكلات الإنتاج.

ورغم ارتدائها الحجاب وحتى خلال فترة اعتزالها لم تعتزل سيدة المسرح الفنانة سهير البابلى الحياة ولم تبتعد عن الجمهور رغم بعدها عن الأضواء، فكانت تخرج بين حين وآخر مع ابنتها الوحيدة نيفين للتسوق أو لحضور بعض المناسبات، وتفرح بالحفاوة والحب فى عيون الشباب والأطفال والكبار حين يرون نجمتهم المحبوبة، وتبادلهم الحديث الضاحك والقفشات، وكأنها أم لم تغب يوماً عن أبنائها ، لم تقل سهير البابلى كلمة تسيئ للفن أو لأحد من زملائها الفنانين، ولم تتبرأ من أعمالها، بل كانت دائمة فخورة بتاريخها وما قدمته من أعمال، وظلت تستقبل أصدقاءها وتتواصل معهم دائمًا ومنهم  إسعاد يونس ويسرا، وتتابع الأحداث وتشارك فى بعض اللقاءات والمناسبات عامة.

كانت سهير البابلى تتلقى عروضًا بتقديم برامج اجتماعية إذاعية وتليفزيونية ولم ترفض الفنانة العودة للتمثيل ولكنها كانت تشترط أن يكون العمل هادفًا يخلو من الإسفاف.

عاشت الفنانة الكبيرة مع ابنتها الوحيدة نيفين وأحفادها وكانت تقضى معظم أوقاتها فى العبادة وقراءة القرآن، وفى غير رمضان كانت تصوم صيام داود، كما أشارت ابنتها في تصريحات سابقة حيث كانت تصوم يوما وتفطر يوما، وتشارك ابنتها وزوج ابنتها الدكتور رضا طعيمة المفكر والمحاضر الدولى في علم التربية والاتزان جلسات تفسير ومناقشة حول الأمور الدينية.

وكشف طعيمة في تصريحات لليوم السابع أن الفنانة الكبيرة قبل أن تدخل في الغيبوبة التي تعرضت لها توضأت وصلت وقرأت الورد الذى اعتادت أن تقرأه يومياً من القرآن، مؤكدا أنها حتى في بداية الغيبوبة كانت تردد اسم الله.

شعر الملايين بالقلق حين عرفوا بتدهور الحالة الصحية لسكيننة حبيبة الملايين ، وانطلق الدعاء من قلوب المحبين التى ترى في سهير البابلى تدين الأمهات الجميل وقلب حبيبة العامر بحب الناس والحياة والذى يفيض بالبهجة والسعادة، وهكذا هى الصورة الراسخة لسكيننة حبيبة الملايين فى أذهان جمهورها ضاحكة باسمة جميلة مبهجة محبة للحياة والناس .

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة