كان هذا المبنى هو الأهم فى مدينة الواحات الخارجة بمحافظة الوادى الجديد منذ عشرينيات القرن الماضى ولم تكن تقل أهميته عن مقر الحاكم آنذاك وذلك نظرا لتأسيس أول محكمة رسمية فيه والتى أنشئت فى عام 1902، حيث بعد أن صدر قرار تأسيس أول محكمة أهلية جزئية تجارية بالخارجة ومقرها حى الشعلة بمدينة الخارجة.
وتقع محكمة الخارجة القديمة فى منطقة الشعلة أقدم أحياء المدينة بموازاة الجامع الكبير وما زالت تحتفظ برونقها كمبنى تاريخى هام على الرغم مما لحقه من أضرار وتصدعات بسبب عوامل التعرية وتعاقب السنوات عليه دون صيانة أو اهتمام بعد أن جرى تخصيصه كفرع لشركة الأتوبيس كمنفذ لحجز التذاكر وجرى إخلاؤه بعد ذلك لتصدعاته الشديدة وخطورته على المواطنين.
ورصدت عدسة "اليوم السابع" جانبا من ملامح المبنى التاريخى والذى يتكون من طابقين بارتفاعات شاهقة لكل دور ويحتوى على شرفات خشبية ونوافذ طولية مصنوعة من الخشب الأحمر والذى يحتفظ أغلبه بحالته الجيدة باستثناء الجانب القبلى من المبنى والذى تعرض لرطوبة بسبب دورات الماه فى المبنى وكذلك يحتوى المبنى على ايوان من ناحية الشمال به اعمدة ومدخل رئيسى للمبنى وعدد كبير من الغرفات المغلقة والتى لا يسمح بدخولها بسبب سوء حالة المبنى.
وقال الباحث محمود عبد ربه، لـ"اليوم السابع"، إنه كان يرأس المحكمة معاون الإدارة وعضوية عمدة الخارجة الشيخ مصطفى هنادى ومن باريس الشيخ ابراهيم سيف النصر والشيخ محمد سراج الدين من كبار اعيان مدينة الخارجة ثم تم إنشاء بعدها مبنى اول محكمة فى الواحات الخارجة.
وأضاف عبد ربه، أنه قبل إنشاء المحاكم فى الواحات كان المعاون ويسبقه القضاة الشرعيين هم المختصين فى القضاء والحكم بين الناس وظهرت وظيفة معاون الواحات وازدادت اهميتها مع فترة حكم الدولة العثمانية وكان معاون الواحات هو المفوض الرسمى من قبل والى مصر - الحكومة العثمانية - آنذاك وهو المسئول عن الحالة الأمنية والاقتصادية للواحات والمسئول عن جباية الضرائب وتحديد الاملاك والنزاعات بإحالتها للقضاء الشرعى وفقا للمحكمة التى تحددها الحكومة حسب كل واحة.
وأكد عبد ربه أنه على الرغم من مرور أكثر من مائة عام على هذا البناء التاريخى والذى كان مقرا لمحكمة الخارجة الاولى ومقر للعديد من المصالح الحكومية اخرها تم استخدامه كمكتب لحجز تذاكر الاوتوبيس ورغم تآكل جدرانه وأخشابه إلا أنه لازال صامدا.
وأضاف عبد ربه أن هذا المبنى يعتبر ضمن أحد أهم المبانى التاريخية التى شهدت العديد من الاحداث الهامة والزيارات رفيعة المستوى لحكام وقضاة الواحات والذين كان أبرزهم الدكتور أحمد أمين الأديب الشهير والذى اشتغل فى بداية حياته فى القضاء الشرعى وعمل فى الواحات الخارجة لمدة 3 أشهر ودون مذكراته فى تلك الفترة وكتب عن أهم ملامح الحياة الواحاتية مؤكدا أن تلك الواحات تخلو من الجريمة واغلب ما فصل فيه من قضايا هى قضايا طلاق ونزاعات بسيطة.
وأكد عبد ربه، أنه يجب على الجهات المختصة ضرورة الاهتمام بهذا المبنى وإعادة إحلاله كمبنى تاريخى ضمن المبانى الحيوية التى كانت رمزا للقضاء والتقاضى بالوادى الجديد حيث أنه بالفعل يعانى من الإهمال ويمثل خطرا على من يقترب منه ويجب تأمينه والبحث عن طريقة لإنقاذ هذا المبنى والاستفادة منه لصالح المحافظة كمتحف للتراث على سبيل المثال.
أقدم مبنى لأول محكمة فى واحات الوادى الجديد (1)
أقدم مبنى لأول محكمة فى واحات الوادى الجديد (2)
أقدم مبنى لأول محكمة فى واحات الوادى الجديد (3)
أقدم مبنى لأول محكمة فى واحات الوادى الجديد (4)
أقدم مبنى لأول محكمة فى واحات الوادى الجديد (5)
أقدم مبنى لأول محكمة فى واحات الوادى الجديد (6)
أقدم مبنى لأول محكمة فى واحات الوادى الجديد (7)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة