حكاية رائد التعليم الخاص بشمال سيناء.. بدأ بمركز للتعليم فى منزل والده بالستينيات وأصبح مالكا لعدد من المدارس والمعاهد.. المهندس رفعت شاكر: حب العلم دفعنى لتنفيذ الفكرة.. وافتخر بتخريج شباب من كليات القمة.. صور

السبت، 06 نوفمبر 2021 04:00 م
حكاية رائد التعليم الخاص بشمال سيناء.. بدأ بمركز للتعليم فى منزل والده بالستينيات وأصبح مالكا لعدد من المدارس والمعاهد.. المهندس رفعت شاكر: حب العلم دفعنى لتنفيذ الفكرة.. وافتخر بتخريج شباب من كليات القمة.. صور رائد التعليم بشمال سيناء
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأ بمركز تعليم فى منزل والده بمدينة العريش فى الستينيات لتحسين مهارة طلبة المدارس وقتها فى مواد الرياضيات والعلوم واللغات، ومع مرور الوقت سجل ريادة فى إدخال التعليم الخاص لشمال سيناء، بإنشاء عدد من المدارس والمعاهد الخاصة شرع فيها بعد تحرير سيناء مطلع الثمانينيات.

قصة نجاح بدأت من الصفر كما يصفها "المهندس رفعت شاكر بدوى" 84 سنة، أحد أبناء مدينة العريش بشمال سيناء، موضحا لـ"اليوم السابع" أنه حاصل على بكالوريوس علوم زراعية ودراسات عليا من جامعة القاهرة، وبدأت حكايته مع التعليم من حبه للتدريس رغم أنه ليس معلما، وكان يعشق ويفهم مادة الرياضيات بمهارة وإتقان، وفى عام 1968، وكانت شمال سيناء تعيش تحت الاحتلال الإسرائيلى ومستوى التعليم منحدر فى ذاك الوقت، قرر أن يقوم بالتدريس للطلبة وتقوية مهاراتهم فى مادة الرياضيات التى يفهمها، إضافة للمواد الدراسية الأخرى ما عدا مادة اللغة العربية التى لا يجيدها كما يقول.

وقال "بدوى"، إنه كون ما تشبه اليوم مجموعات التقوية فى "مندرة" بيت والده وما تسمى فى العريش " المضيفة "، بعدد نحو 25 طالبا على دفعتين يوميا كل دفعة تدرس 3 ساعات، بكل جدية وصرامة وحزم وعدم تهاون وتقسيم المجموعات حسب المرحلة الدراسية.

وأضاف أن الدراسة فى هذا المركز كانت بمقابل رمزى، ومجانا لكل من ظروفه لا تسمح خصوصا أن المدينة كانت وقتها تحت الاحتلال وظروف الأهالى المادية ليست يسيرة، مع وجود رغبة لدى أولياء الأمور فى تعليم أبنائهم وبذل أقصى جهد حتى لا تضيع عليهم سنوات الدراسة فى ظل وضع مجهول فى ذاك الحين وخوفا على مستقبلهم، حتى أنه فوجئ قبل أيام قليلة بأحد الشخصيات المرموقة ممن كان يتردد على المركز ووقتها كانت ظروفه صعبة يقول له إنه لم يكن يدفع مقابل، وتذكرا سويا تلك الأيام الجميلة، وكان رده عليه "أنت كنت معفى".

وقال إن هذا المكان جهزه بكل ما يلزم من أدوات الدراسة، بينها مقاعد وسبورة وأدوات كتابة بجهده الخاص، ثم تصادف أنه سافر للعمل فى السعودية لعدة سنوات، وبعد عودته ومع اكتمال تحرير سيناء، قرر أن ينشأ بما جمعه من مال فى العمل بالخارج مدرسة خاصة فى العريش كانت الأولى من نوعها فى شمال سيناء عام 1984، أعقبها إنشاء مدرسة للغات، ثم معهد علوم تجارية، ومعهد هندسى ثم مدرسة للغات خلال فترات زمنية متباعدة.

وأكد أنه ساعده فى ذلك رفيق عمره "يسرى بدوى"، لافتا إلى أن فكرة إدخال التعليم الخاص فى شمال سيناء كانت مجازفة، ولكنها نجحت بامتياز، والأساس فيها فكرة المركز الذى بدأ فى منزل والده وكأنها رسالة أن "بذرة الخير تنبت وطرحها يحصد فى الوقت المناسب الذى لا نعلمه".

وتابع، أنه مع كل إنشاء جديد يسرع فيه لخدمة التعليم على أرض شمال سيناء، كان يعاونه ويعزز رسالته المحافظ المتواجد وقتها، وبينهم محافظا شمال سيناء السابقين المرحوم اللواء منير شاش والمرحوم اللواء أحمد عبد الحميد، بما قدماه من توفير خدمات رصف طرق وتوصيل المرافق الخدمية لهذه المنشآت، التى كانت بدايات للاستثمار وتنمية سيناء ولكن فى مجال التعليم بنظرة مستقبلية، وكان هدف الجميع أن تدور عجلة الحياة على أرض سيناء وتشجيع كل من يقدم شيئا حتى وإن كان بسيطا.

وأوضح أن ما قدمه جعله رائدا للتعليم الخاص فى شمال سيناء بنوعية العام والعالى، ويفخر أنه وراء تخرج المئات من الشباب بينهم من تخرج من مدارس التعليم الأساسى والتحق بكليات قمة وأصبحوا من كبار الأطباء والمهندسين فى شمال سيناء، وبينهم من تخرج فى المعاهد التكنولوجية والهندسية ولهم مكانتهم، كما أن هذه المشروعات جذبت لسيناء الكثير من شباب المحافظات الأخرى ممن يدرسون من أبناء المحافظات الأخرى فى العريش.

وتابع أن المعاهد التى تم إنشاؤها كانت النواة للتعليم العالى الذى أصبح يحظى على أرض شمال سيناء باهتمام غير مسبوق من الدولة، وتمثل هذا بإنشاء جامعة العريش بكليات فى كافة التخصصات، إضافة لجامعة خاصة وتستقبل الجامعتين الطلبة من كل أنحاء مصر.

وقال إنه من تجربته يقول أن أفضل وأقوى أنواع الاستثمار هى فى التعليم خصوصا على أرض سيناء، وتتمثل عظمة هذا الإنجاز عندما يكون القائم عليها يحمل رسالة أن يقدم علما ويدرب ويعلم عقول لتكون صانعة للمستقبل، ويرضى بالقليل من الربح الذى يسير عجلة العمل بدون خسائر وبما يضمن استفادة الجميع منه، مؤكدا أن سيناء بحاجة لكثير من مؤسسات تعليمية فى كل المجالات تصقل المهارات وتغذى العقول.

 
vرفعت شاكر بدوى
رفعت شاكر بدوى
 

يتذكر البدايات
يتذكر البدايات

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة