قالت مجلة بولتيكو الأمريكية، إن نهج الرئيس جو بايدن فى السياسة الخارجية، والقائم على مبدأ "الدبلوماسية أولا" يواجه اختبارا فى إثيوبيا، وأشارت إلى أن المسئولين الأمريكيين قد فعلوا كل شيء تقريبا بمقدورهم لمحاولة وقف القتال فى تيجراى، والآن يحثون الأمريكيين على مغادرة البلاد مع اقتراب قوات تيجراى من العاصمة أديس أبابا.
وأوضحت بولتيكو أن الولايات المتحدة لجأت لإجراءات مشددة ضد إثيوبيا، فقامت بحظر التأشيرات وفرض قيود على التجارة وتهديدات بعقوبات اقتصادية. كما أرسلت مبعوثين رفيعى المستوى واحدا تلو الآخر، من بينهم سيناتور أمريكى يحمل رسالة من الرئيس بايدن.
وعلى مدار عام، استخدم المسئولون الأمريكيون هذا وغيره من الأدوات فى صندوق أدواتهم الدبلوماسية لإقناع حكومة إثيوبيا وقوات التمرد والضغط عليهم لإنهاء الحرب التى يعتقد أنها قتلت الآلاف من الأشخاص، وتركت مئات الآلاف الآخرين يعانون من المجاعة، ناهيك عن تشرد الملايين.
لم يجد شيئا نفعا، والأمور تزداد سوءا. ففى الأيام الماضية، قامت جماعات إثيوبية عديدة بتشكيل تحالف، مع التقدم نحو اديس أبابا العاصمة ومقر الاتحاد الأفريقى، وهددوا بالإطاحة بحكومة رئيس الوزراء أبى أحمد، الحاصل على جائزة نوبل للسلام والذى تواجه قواته الآن اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
والآن يحث مسئولو الخارجية الأمريكية، الذين انتهوا لتوهم من التعامل مع الفوضى فى أفغانستان، المواطنين الأمريكيين فى أثيوبيا على المغادرة مع تقليص عدد الموظفين فى السفارة الأمريكية.
وذهبت الصحيفة إلى القول بان القتال فى البلد الذى كان مستقرا نسبيا من قبل، يمثل اختبارا لنهج بايدن "الدبلوماسية أولا" فى السياسة الخارجية. فالنتائج تشير حتى الآن إلى مدى محدودية أدوات أمريكا غير العسكرية فيما يتعلق بإنهاء الصراعات فى الخارج، لاسيما عندما يكون الدور الأمريكى ليس خيارا واقعيا ولن يكون مساعدا بالضرورة.