يحظى بحب الكثير من الناس، وعندما يسير فى الشارع يتجمع حوله العديد من القراء لمناقشته وتحيته والتقاط صورة تذكارية معه، هو الأديب الجزائرى الكبير الدكتور واسينى الأعرج، أحد أهم الأصوات الروائية فى الوطن العربى، وخلال تواجده فى معرض الشارقة الدولى للكتاب، بدورته الـ 40، كان لـ "اليوم السابع" لقاء معه، تحدثنا خلاله على تحويل روايته لعمل منسرحى، إلى جانب انطباعه على حصول الكاتب عبد الرزاق جرنة على جائزة نوبل، وأعماله الدبية الجديدة.. إلى نص الحوار
حدثنا فى البداية عن مشروعك الأدبى الجديد؟
الكورونا جعلتنا نفكر فى أفكارأخرى غير كتابة الرواية، ومنذ زمن فكرت أن اشتغل على أعمال "ألبير كامو" وكنت أحس أن الترجمة العربية لأعماله ليست جيدة وسريعة، وأشعر بأن بعض النصوص لم تعط حقها فى الترجمة، على سبيل المثال رواية "الطاعون" فى ترجمة من الترجمات تحدثت عن الفئران وفى الأساس العمل لا يتحدث عن الفئران بل الجرذان، وهناك فرق كبير جدًا بين الاثنين.
هل نرى ترجمة جديدة بشكل كلى لأعمال كامو؟
الترجمة جديدة وهى إعادة للترجمات السابقة، اعتمدت على كل الأخطاء التى ارتكبت سابقًا حتى لا يتم تكرارها مرة أخرى، حيث أنه إذ قرار المترجم إعادة ترجمة عمل فيجب أن تكون هناك مبرر لذلك، وخصوصًا إذا سبق وترجم الكتاب لعدة ترجمات.
ما الأعمال التى تترجمها لألبير كامو؟
أترجم كل أعماله الروائية، فهو لا يملك روايات كثيرة بل لديه الكثير من الدراسات والأبحاث، وجميعها فى كتب، ولكنى أخذت فقط الروايات، وسوف ينتهى المشروع فى غضون عام 2023م، وأعمل الآن على مراسلاته لحبيبته غير المعروفة، ولكنها أجمل ما يكون، فهى مراسلة مع المرأة التى أحبها، وقد اكتشفت ذوقه فى الكلام، حيث كان يذاع عنه أنه جامد ومشاعره باردة مثل الثلج، لكنه فى المراسلات نكتشف أنه رومانسى ومراهق، وقد فضحته رسائله وهى 822 رسالة، يضمها كتاب يتكون من 1200 صفحة، حصيلة 12 سنة حب ولم يتوقف هذا الحب إلا بعد رحيله إثر حادث سيارة، وترجمت 6 أو 7 أعمال لروايات "كامى" إلى جانب كتاب رسائل ضخم، وذلك رهان كبير كان من الممكن أن يدفعنى للتوقف عن كتابة الرواية لسنوات، لكننى لم أتوقف، على الأقل بالنسبة للعملين أو الثلاثة الأوائل، يمكن أن اكتب رواية.
ترجمتك لألبير كامو والكتابة عن مى زيادة هل هو بحث عن أصدقاء لم تعاصرهم وكنت تتنمى أن تكون فى زمنهم؟
عندما أتحدث عن مى زيادة أجد أنفسنا تسببنا فى خطأ بحقها، فهى مفكرة وأديبة والخدمات التى قدمتها للثقافة العربية كبيرة، وفى لحظة اتهموها بالجنون، ونظروا لها على أنها امرأة فقط، ولقد غضبت من العقاد الذى أحبها وأحبته ولم يذهب لجنازتها، وغيره من المجموعة المتنوعة التى كانت تحضر صالونها الأدبى، ولكن عندما ماتت ذهب فقط 3 أشخاص إلى جنازتها.
متى تذهب جائزة نوبل للكاتب العربى.. أم أنه مستحيل؟
أرى أن جائزة نوبل وأنا متابع للحركة الأدبية فى العالمين العربى والعرب، أن العالم العربى لا ينقصه شىء حتى يحصل على الجائزة، وقد يرى القائمون على الجائزة أنه عندما يحصل عليها كاتب عربى لا تحدث مردودا قويا مثل ما يحصل عليها كاتب فى أمريكا اللاتينية، فصورة العالم العربى غير جيدة، ونحن المسئولين عنها، فما الذى كان ينقص أدونيس ومحمود درويش وآسيا جبار، حتى يحصلوا على نوبل، وكنا نظن أن الكاتب العالمى نجيب محفوظ سيفتح الباب على العالم العربى، ولكن لم يحدث ذلك وغلق الباب.
هل أنت مطلع على أدب عبد الرزاق جرنة الحاصل على نوبل؟
بصراحة لم أطلع على أعماله للأسف، ويمكن أن يكون ذلك تقصير منا، وربما لعدم ترجمة أعماله للغة العربية، فهو ليس معروفا فى فرنسا، ولا فى العالم العربى أيضًا، حتى فوزه بجائزة نوبل مر بشكل هادى وساكن، وقد يكون مستحقا للجائزة.
نريد أن تحدثنا عن ترجمة تحويل نص أدبى لك إلى عمل مسرحى؟
تم بالفعل اقتباس روايتى "مادا" كعمل مسرحى وسيتم عرضه غدًا على المسرح فى الجزائر، والتى تم تغير اسمها إلى رمادا 19، والتى تشبه "كوفيد 19"" وهى تتحدث عن أمر الفيروس ولكنه ليس كمرض بل كمرض رمزى مثل المحنة والفساد وظلم اجتماعى وهكذا، واقتبس الرواية الأديب عبد الرزاق بوكبة وحولها إلى نص مسرحى اتمنى أن ينال إعجاب الناس.