قبل الحرب الأهلية الأمريكية، كانت غالبية أطقم تمريض المستشفيات - أو "المضيفين" - من الرجال، لكن الحرب خلقت أزمة طبية تطلبت المزيد من المتطوعين، وكان الكثير من الأشخاص الذين لبوا النداء من النساء.
من بين 620.000 حالة وفاة خلال الحرب الأهلية، كان حوالي ثلثيهم بسبب المرض، فإذا لم تقتل الرصاصة الجندى، فإن العدوى التي نتجت عن جرح قد تكون هى السبب في الوفاة، هذا فضلا عن الأمراض المعدية التى انتشرت فى مستشفيات الحرب والتى دمرت بطبيعة الحال الجنود والعاملين فى المجال الطبي على حد سواء.
وسط هذه الحاجة الماسة للعاملين في المجال الطبي، بدأت النساء في التطوع كممرضات للجنود الجرحى، وبعد انقضاء الحرب واصلت النساء العمل في الطب، وبحلول عام 1900، مثلوا 91 بالمائة من العاملين في التمريض وفقا لما ورد بموقع history.
عندما بدأت الحرب الأهلية في عام 1861 ، لم تكن الوظائف الطبية مهنية كما هي اليوم ، كما يقول ستانلي بيرنز ، الجراح والمؤرخ ومؤسس The Burns Archive
يقول ستانلى بيريز: "لم تكن الجراحة جزءًا من التدريب الطبي لكثير من الناس، لكي تصبح طبيبة، كان الشرط الوحيد هو الحصول على تدريب مهني مع طبيب وبعض الدورات التدريبية، تعلم العديد من الأشخاص الذين تطوعوا كجراحين خلال الحرب الأهلية بشكل أساسي العمل في الوظيفة".
وتابع: "بالمثل ، لم يكن هناك تدريب مطلوب للممرضات الذين تطوعوا في المستشفيات الحربية ؛ لذا فإن معظم تدريبهم حدث أثناء العمل أيضًا، وعلى الرغم من أن الأقسام الطبية العسكرية التابعة للاتحاد والكونفدرالية فضلت استخدام الرجال في مستشفيات الحرب ، إلا أن الحاجة إلى المزيد من الممرضات أصبحت واضحة في الأشهر القليلة الأولى من الحرب، وكثير من الرجال الذين انتهى بهم الأمر إلى العمل بالتمريض في هذه المستشفيات كانوا في الواقع جنودًا مصابين طُلب منهم المساعدة في رعاية المزيد من الجنود الجرحى".