تخلى عن مهنته، ليجد لنفسه طريقا أخر، فى خطوة قد يراها البعض مغامرة، إلا أنها ربما كانت مغامرة محسوبة، عندما قرر الجزائرى حكيم عليلاش، التحول من مهنة الرسم والطباعة، نحو إطلاق مشروع زراعى، يقوم خلاله بتأسيس بستانه الخاص، ليكتب قصة نجاح جديدة.
قصة نجاح عليلاش بدأت عمليا فى 2005، عندما غرس أول أشجار الزيتون، وإنما كانت لها إرهاصات كبيرة قبل ذلك تجسدت فى حبه الكبير للزراعة، وخاصة زراعة الزيتون، ليكون كلمة السر، ليس فقط فى الربح المادى، وإنما أيضا بوابة الوصول إلى العالمية.
يقول عليلاش، فى تصريحات أوردتها وكالات أنباء، "بدأت بغرسها تدريجياً منذ 2005. أحب الزراعة وأحب شجرة الزيتون منذ الصغر. إنها شجرة مقدسة في الجزائر"، مؤكدا أن إنتاج زيت الزيتون البيولوجي "يضعه مباشرة في هذا الجو الذي يحترم الأرض ويحمي الكوكب".
ويضم بستان الزيتون الذي يمتد على مساحة 40 هكتارا، 15 ألف شجرة على الأقل بينها تسعة آلاف بدأت الإنتاج.
حاز زيت الزيتون الذي ينتجه في مايو 2021 على الميدالية الفضية في مسابقة زيت الزيتون في اليابان، وهي مسابقة دولية للزيوت البكر الممتازة، كما فاز بالجائزة الأولى في مسابقة دبي الدولية لزيت الزيتون البيولوجي، في فئة "الحصاد المبكر، البكر الممتاز".
يوضح عليلاش أن عملية تصنيع زيته الذي أسماه "ذهبية" تيمنا بوالدته وزوجته اللتين تحملان هذ الاسم، تحترم "السلسلة البيئية بأكملها: لا تلوث، لا سماد".
وقد بلغت نسبة حموضته 0,16 بالمئة، أي خمس المستوى القياسي المسموح به وهو 0,8 بالمئة وحدده المجلس الدولي للزيتون بالنسبة للزيت البكر الممتاز.
أما "مؤشر نقاوة زيتنا فهو 3 بينما المستوى المسموح به يجب أن يكون أقل من 20"، بحسب المزارع.
ويضيف عليلاش "في المطحنة، لا يتم تحريك الزيتون كثيرا. يتم غسله وعصره وأخيرًا تصفيته" خلافا للعادات الجزائرية.
وأوضح أنه "من قبل كانوا لا يغسلون الزيتون ويتركوه في العراء في أكياس لفترات طويلة، مما يؤدي إلى تغير طعم الزيت".
وبينما تستفيد مزرعته من الري بالتنقيط، يخشى حكيم عليلاش آثار التغير المناخي في منطقة شهدت في السنوات الأخيرة عواصف بَرَد متكررة في أوائل الصيف.
وعبر عن خشيته من عواقب هذه العواصف. ويقول "ربع ساعة من البَرَد وكل شيء سيضيع. ثم يستغرق الأمر خمس سنوات طويلة حتى تعود شجرة الزيتون إلى الحياة".