تنظر السلطات الإيطالية إلى عيد الميلاد بحذر، نظرًا لتزايد الإصابات فى البلاد وبقية أوروبا، وتستعد للإسراع فى الأيام المقبلة بتلقيح الجرعة الثالثة من لقاحات فيروس كورونا فى مراحل عمرية أكثر، وذلك فى ظل تحذيرات منظمة الصحة العالمية بارتفاع الوفيات الناتجة عن الوباء نصف مليون حالة جديدة فى فبراير العام المقبل.
وقال وزير الصحة روبرتو سبيرانزا، فى تصريحات لصحيفة "كورييرى ديلا سيرا" أن " إيطاليا حاليا أفضل من دول أخرى مثل ألمانيا أو فرنسا أو المملكة المتحدة، لأن ما يعادل 83.3٪ من السكان تم تطعيمهم بجرعة واحدة، مشيرا إلى أن "لقد نجحت الاستراتيجية، التى تتضمن اللقاحات، وفرض الشهادات الصحية الخضراء، "جرين باس"، هذا فضلا عن اعادة استخدام الكمامات فى الأماكن المغلقة لمواجهة الموجة الجديدة فى ظروف أفضل".
شدد الوزير على أن أولوية السلطات الصحية الوطنية الآن هى تسريع تلقيح الجرعة الثالثة التى يتم حقنها حاليًا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والفئات الأكثر ضعفًا، وكذلك البدء فى تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا..، والتى تبلغ حوالى 4 ملايين، عندما أعطت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) والإيطالية الضوء الأخضر.
وقال "هذا الأسبوع سنقرر مع العلماء إعطاء الجرعة الثالثة للفئات العمرية الأخرى. أعتقد أنه بعد ستة أشهر من الجرعة الثانية يوصى بإعطاء الجرعة الثالثة لأكبر عدد ممكن من الناس".
وفى هذا السياق، أقر سيليرى بأن البلاد "فى موجة رابعة" من الوباء مثل باقى دول أوروبا رغم أنه شدد على أن "يؤثر على كل دولة بشكل مختلف حسب عدد الملقحين"، مضيفا "يمكنك القول أن هذه موجة من الوباء مخصصة فى الغالب لغير المصابين بالحصانة، التطعيم ينقذ الأرواح".
منذ منتصف أكتوبر، أدخلت إيطاليا "الممر الأخضر" الصحى الإلزامى لجميع العاملين فى القطاعين العام والخاص فى البلاد لتنشيط حملة التطعيم.
فى هذا السياق، على الرغم من استمرار بعض المصادر المضادة للقاحات، لا سيما فى المدن الشمالية مثل ترييستى، فقد أعلنت الحكومة بالفعل عزمها على الوصول إلى 90% من السكان المحصنين فى الأشهر المقبلة.
من ناحية أخرى، منذ 15 أكتوبر الماضى، دخل التطعيم الإلزامى حيز التنفيذ لجميع العاملين فى القطاعين العام والخاص فى البلاد. لا تزال الكمامات إلزامية فى الأماكن العامة المغلقة.
سجلت إيطاليا فى الساعات الماضية ما يقرب من 7000 إصابة جديدة وتراكم إجمالى عدد الإصابات بـ 4802225 حالة منذ فبراير 2020، توفى منها 132365.
وبالإضافة إلى ذلك، قالت وكالة " أنسا" الإيطالية أن الحكومة الإيطالية وفرت حوالى 50 ألف من لقاحات كورونا فى صيدليات مدينة نابولى الإيطالية، وذلك من أجل الجرعة الثالثة، ويوجد أكثر من 11 ألف صيدلية فى جميع أنحاء إيطاليا لتطعيم الأشخاص ضد الفيروس.
وقال مستشار الصحة فى نقابة الصيادلة فى نابولى فينتشنزو سانتاجادا أن "الهدف من تزويد اللقاحات فى الصيدليات إلى 50 ألف جرعة هو نتيجة مهمة، وأود أن أربطها بالدور الذى كانت للصيدلية فى حالة الطوارئ الصحية مركز القرب وفى مراجعة الرعاية الصحية الإقليمية الجارية فى منطقة كامبانيا، ستكون الصيدلية أكثر فأكثر أساسية داخل الشبكة الصحية ".
وأكد ريكاردو ماريا إيوريو، رئيس غرفة قطاع الصيادلة Federfarma فى نابولى أن" الصيدليات التى تشرع أيضًا فى إعطاء الجرعة الثالثة التى تبدأ من الغد فى كامبانيا ستغادر أيضًا لموظفى المدرسة، مضيفا " ما زلنا نعطى الجرعتين الأولى والثانية. هدفنا هو الاستمرار فى التطعيم والمساهمة فى مراقبة تقدم مرض كوفيد من خلال إجراء المسحات التى تكون الصيدليات فيها الحصن الأول ". وقريبًا سيتوفر لقاح الإنفلونزا أيضًا فى الصيدليات.
وأشارت الوكالة إلى أن توفير اللقاحات فى الصيدليات تعتبر الطريقة الأسهل، من وجهة نظر لوجستية، للأشخاص الذين يقومون بالحجز بشكل فردى"، حيث "كل من يريد التطعيم يمكنه التوجه مباشرة إلى الصيدلية وطلب موعد".
وأوضحت أنه يمكن إجراء التطعيم داخل المبنى أو خارجه، فى شرفات المراقبة المعدة لهذا الغرض، مثل تلك التى يتعين على بعض الصيدليات حاليًا اختبارها بحثًا عن فيروس كورونا، وتتمثل فكرة الصيدليات فى إعطاء "20 إلى 30 لقاحًا يوميًا لكل موقع".
ومن ناحية آخرى، تستمر الاحتجاجات ضد الشهادة الخضراء لكورونا "جرين باس" فى مختلف المدن الإيطالية، فى حين تخاطر 13 منطقة بتغير اللون بسبب زيادة الإصابات، حسبما قالت صحيفة "المساجيرو" الإيطالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن شوارع ميلانو امتلئت بالمحتجين ضد الشهادة الخضراء لكورونا، مع تردد هتافات "بدون خوف من الديكتاتورية"، وذلك مع الاعتداءات المستمرة على الأطباء والعامليين الصحيين، حيث فى بولونيا تضرر 4 سيارات لأطباء عيادة مينجونى الخارجية، فضلا عن كسر زجاج سيارات لأطباء آخرين، كما كتب المحتجين فى الجدران عبارات ضد حملة التطعيم.
كما استمرت الاعتداءات على الصحفيين: فى ميلانو تعرض الصحفيين فى صحيفة فان بيج Fanpage للهجوم، وفى ترييستى تعرض مراسل من صحيفة "البيتشولو Il Piccolo للضرب برأسه، من ناحية أخرى، قام متظاهر آخر بتخريب ميكرفون وكاميرات تليفزيون محلى كان يصور الاحتجاجات.
تظل إيطاليا كلها فى المنطقة البيضاء ولكن هنا أيضًا هناك زيادة فى الإيجابيات الجديدة (6764)، مع وجود 13 منطقة معرضة للخطر (المنطقة ذات البيانات الأسوأ هى فريولى فينيتسيا جوليا)، أى أعلى من عتبة العدوى وأى خطر تغير النطاق اللونى قبل موسم الأعياد. وارتفع معدل الإيجابية فى البلاد إلى 1.4 %.
وكان وزير الصحة فى الحكومة الايطالية، روبرتو سبيرانتسا، أكد أن الشهادة الصحية الخضراء (جرين باس) الخاصة بكورونا أداة حاسمة لمكافحة الوباء، مضيفا: أنها تجعل الأماكن التى تستخدم فيها أكثر أمانًا، كما أن لها تأثير محفز للتطعيم.
وأشار الوزير إلى أن "نية الحكومة هى الاستمرار فى استخدام هذه الأداة الحاسمة ولا تغييرات على جدول الأعمال فيما يتعلق بكيفية ونطاق استخدام الجرين باس الإلزامية فى أماكن العمل والتجمعات العامة المغلقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة