أعادت 18 دولة فتح المدارس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أن معظم المدارس تُطبِّق نهجًا مدمجاً للأطفال والمعلمين يجمع بين التعلّم الوجاهي " التقليدي" والتعلم عن بُعد جاء ذلك وفق بيان لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة " يونيسف "
ومن جانبه قال تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "إن إعادة فتح المدارس هو أمر بالغ الأهمية، ليس لتعليم الأطفال فحسب، بل من أجل رفاههم أيضًا لافتا الى انه كان لإغلاق المدارس تأثير بالغ على الصحة النفسية للأطفال".
وأضاف المسؤول الاممى" أغلقت المدارس أبوابها في جميع أنحاء المنطقة لفترة ما بين أربعة إلى ستة أسابيع أكثر من المتوسط العالمي للإغلاق. وبشكل إجماليّ، أُغلِقت معظم المدارس لمدة ثلثي العام الدراسي، مما أثر على تعلم ورفاه ملايين الأطفال من كل الفئات العمرية.
وأوضح شيبان " بينما قامت جميع البلدان في كافة أنحاء المنطقة بتوفير منصة واحدة على الأقل عبر الإنترنت لتمكين التعلم من المنزل أثناء فترة إغلاق المدارس، فإن ما لا يقل عن 39 مليون طفل (أي ما نسبته 40 في المائة تقريبًا) لم يحصلوا على التعلم عن بعد، يعود السبب في المقام الأول إلى "الفقر الرقمي" لافتا إلى أنه تنفق الحكومات في جميع أنحاء المنطقة 14 في المائة فقط من ميزانياتها على التعليم، وهو ما يقل عن المتوسط الدولي والهدف العالمى "
وأكد " أدت جائحة "كوفيد-19" إلى تفاقم أزمة التعليم لملايين الأطفال في المنطقة حيث كان عدد الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة قبل الجائحة قد بلغ حوالي 15 مليون طفل، ولم يتمكن حوالي ثلثيّ أطفال المنطقة ممن هم في سن العاشرة من قراءة وفهم نص بسيط يتناسب وعمرهم.
وأضاف شيبان: "لا يكفي مجرد إعادة فتح أبواب الصفوف الدراسية، فقد آن الأوان لإعطاء الأولوية في جميع أنحاء المنطقة للتعلم، ليس فقط من خلال الميزانيات والتمويل، بل أيضاً من خلال التركيز على المهارات الحياتية والحد من الفقر الرقمي، والذي يشمل العمل على زيادة سعة حزمة الإنترنت وجعل الأجهزة والمعدات الرقمية متاحة بشكل أكبر وبأسعار معقولة لسد الفجوة الرقمية".
ودعت اليونيسف في بيانها إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات وهى دعم جميع الأطفال في المنطقة لاستئناف التعلم الوجاهي الشخصي في أقرب وقت ممكن، بحيث تُستخدم برامج التعلم الاستدراكي لتعويض ما فاتهم، بينما يحصل المعلمون على الدعم الذي يحتاجون في الوضع "العادي الجديد"، بما في ذلك نظام التعلم المدمج.
بالإضافة إلى إعطاء الأولوية لتلقيح المعلمين في حملات التلقيح الوطنية، ومع ذلك، ينبغي ألّا يكون التلقيح شرطا مسبقًا لإعادة فتح المدارس. لذا يستدعي الأمر اتخاذ تدابير وقائية إضافية في المدارس.
وكذلك تجهيز المعلمين بالمهارات التي يحتاجون إليها، ومن ضمنها المهارات الرقمية. إن المعلم الكُفْؤ والماهر والمتحمس لعمله هو عنصر أساسي في نظام التعليم.
وأيضا جعل أنظمة التعليم أكثر مرونة وتركيزاً على مساعدة الأطفال في اكتساب المهارات ذات الصلة، ومن ضمنها المهارات الخاصة بالتمكين الشخصي والرفاه والتعلم طويل الأمد والقدرة على التأقلم، وكذلك إيجاد فرص العمل وجاهزية الانتقال إلى العمل والمشاركة الفاعلة و زيادة الميزانيات الحكومية لإصلاح أنظمة التعليم.
وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، بما في ذلك شركات الاتصالات والإنترنت لزيادة سعة حزم الإنترنت والبنية التحتية للشبكة وتوفير خيارات ميسورة التكلفة للعائلات والمعلمين والمدارس لتقليل الفجوة الرقمية، بما في ذلك المناطق الفقيرة والريفية والنائية.