قال الدكتور طلعت عبد القوى، رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية عضو مجلس النواب، إننا نعيش في مرحلة فارقة من تاريخ الوطن، وليس لدينا رفاهية الوقت، ولابد من التصدي بكل قوة لأزمة الزيادة السكانية.
وكشف طلعت عبدالقوي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سوف يطلق مبادرة هامة للتصدي للزيادة السكانية الشهر المقبل، موضحاً أن المؤتمر سوف يخرج بعض من التوصيات الهامة سيتم رفعها للجهات المختصة.
وقال الدكتور طلعت عبدالقوى رئيس اتحاد الجمعيات والمؤسسات الأهلية عضو مجلس النواب، أن عدد المواليد في مصر عام 2020، بلغ نصف عدد المواليد في قارة أوروبا بأكملها.
وأشار عبدالقوي إلي أن عدد السكان في العالم بلغ نحو 7.3 مليار نسمة، 82٪ منهم في الدول النامية، و18 ٪ منهم في الدول المتقدمة، مضيفاً أن مصر هي الأولي في العالم العربي من حيث عدد السكان والثالثة افريقيا بعد نيجيريا وإثيوبيا، ورقم ١٤ علي مستوي العالم، لافتا إلى أن مشكلة الزيادة السكانية تتمثل في عدم التوازن بين معدل والنمو السكاني ومعدل التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
مشيراً إلى أن الزيادة السكانية لا تمثل مشكلة إذا وصل معدل النمو الاقتصادي ثلاثة أضعاف معدل النمو السكاني، ولكن إذا قل عن ذلك في الزيادة السكانية تمثل مشكلة.
وشدد عبد القوي علي ضرورة تكاتف جميع الجهات والمواطنين للتصدي للزيادة السكانية، موضحاً ان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال خلال مؤتمر الشباب في الإسكندرية في عام 2017 أن أكبر خطرين يواجهان مصر هما الإرهاب والزيادة السكانية ويقلل فرص مصر في التقدم.
لافتا إلى أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي في غاية الأهمية، مشيراً إلي أن الإرهاب حققت مصر فيه نجاح كبير وبدأ الإرهاب يتقلص ويتناقص وسيتم القضاء عليه نهائيا وعلي جذوره ومنابعه، ولكن تبقي أزمة الزيادة السكانية هي التحدي الأكبر الذي يواجه مصر.
وأكد الدكتور طلعت عبدالقوى، أن معدل النمو السكاني في مصر بلغ 2.5 ٪، ، قائلاً نريد أن نزيد من معدل النمو الاقتصادي ونقلل من معدل النمو السكاني، لافتا إلي أن أزمة الزيادة السكانية تتمثل في ارتفاع معدل النمو السكاني أو تدني خصائص السكان أو سوء توزيع السكان، ولكن مصر تنفرد بوجود الثلاث محور الأزمة.
وكشف عبدالقوي إلي أن أكثر محافظات في عدد المواليد هم قنا والمنيا وسوهاج وبني سويف، بينما جاءت المحافظات الأقل في معدل المواليد كالتالي دمياط والقليوبية والسويس والدقهلية والغربية.
مؤكدا أن قضية الزيادة السكانية لا يمكن أن تتصدي لها جهة أو وزارة بمفردها، ولكن لابد من تكاتف وتعاون الجميع لمواجهتها، مؤكداً أننا نعيش في مرحلة فارقة من تاريخ الوطن، وليس لدينا رفاهية الوقت، ولابد من التصدي بكل قوة لأزمة الزيادة السكانية ،وأوضح أن كل جنيه يتم إنفاقه علي تنظيم الأسرة يوفر 100 جنيه علي الأقل.
وقال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الإسلام قد أرشد إلى السعي للارتقاء بحياة البشر جميعًا، ويظهر ذلك في ثلاث وظائف جعلها الإسلام من مهمة الإنسان، وهي عمران الأرض، واستخلاف الإنسان فيها، ثم الإصلاح؛ فقال تعالى عن المهمة الأولى: {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها}، وقال عن الثانية: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}، ثم جعل الإسلام الإصلاحَ من جملة التكاليف الشرعية. ويُفهَم هذا الوجوب مما ورد في النصوص الإلهية من الحديث عن عاقبة إهمال القيام بواجب الإصلاح؛ قال تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ}، ففي الآية الكريمة يُبيِّنُ الله تبارك وتعالى أن سبب نجاة الأمم من الهلاك ليس في صلاح أهلها فقط، وإنما في إصلاحهم وقيامهم بهذا الواجب.
وأضاف أن العمل والتكسُّب وحفظ البدن والترفه بالنعم واستخراج ما في الأرض من خيرات واستصلاحها وسد حاجات الناس المعتبرة وتجنب الفساد والإفساد… كل ذلك ونحوه هو من الإصلاح.
وأوضح فضيلته أنه يُعبَّر عن ذلك وغيره في الاصطلاح الحديث بـ"التنمية المستدامة" وهو مصطلحٌ يدل على عملية تغيير شاملة لشتى جوانب الحياة من أجل خدمة الإنسان وتحقيق آماله وغاياته؛ فالتنمية في معناها الشامل تعني بناء مشروعٍ حضاريٍّ متكاملٍ يتوافر فيه التكامل والتوازن بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن هذا المفهوم المعاصر والإسلامي قد تكامل في رؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة؛ ففي عهد الرئيس السيسي تُقدِّرُ الجمهورية الجديدة قيمة الإنسان وتجعل من المواطن المصري الركيزة الأساسية للتنمية الشاملة والمستدامة، ومن ثَم كانت مبادرات فخامة الرئيس المتعددة في مجالات الصحة والتعليم ومكافحة الفقر والقضاء عليه من أعظم المنجزات التي تسعى نحو توفير حياة كريمة للمواطن المصري باعتباره ركيزة أساسية في عملية التطوير الشاملة التي تقوم بها الدولة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد أن القضية السكانية قضية أمن قومي لها تأثير سلبي مادي وبدني ومعنوي كبير على الأبوين والأولاد فضلًا عن المجتمع؛ والشريعة إنما تهدف إلى مجتمع قويةٌ أفرادُه بدنيًّا وخُلقيًّا وعلميًّا وثقافيًّا وروحيًّا؛ فالإسلام لا يقصد مجرد وجود نسلٍ كثيرٍ لا قيمة له ولا وزن، وإنما يُريد نسلًا قويًّا، موضحًا أنه ليس للإسلام غرض في كثرة النسل إن كان يؤدي إلى الجهل والفقر والمرض وعدم الرعاية؛ قال عليه السلام: تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أو من قِلَّة نحن إذن يا رسول الله؟ قال: بل أنتم حينئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل.
وشدَّد على أن قضية محاربة الانفجار السكاني تُعد إحدى أهم القضايا التي تحتاج إلى رفع درجة الوعي والإدراك لدى المصريين، حيث أصبح المواطن مدركًا تمامًا للعواقب الوخيمة التي تنتج عن الزيادة السكانية غير المنظمة.
جاء ذلك خلال مؤتمر الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية حول تفعيل دور منظمات العمل الأهلي في التصدي للقضية السكانية وذلك ت تحت رعاية الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، وبحضور الدكتور طلعت عبدالقوى رئيس اتحاد الجمعيات والمؤسسات الأهلية وعضو مجلس النواب ،والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، الدكتور عبدالهادي القصبي رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب ايمن عبد الموجود مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي لشئون مؤسسات المجتمع المدني.