يمتلك صعيد مصر عادات وتقاليد خاصة.. قوانين نسجها رجال أجمعت عليها جميع العائلات فى مختلف مراكز وقرى الصعيد.. فأينما وطأت قدامك داخل صعيد مصر تجد نفس العادات الرجولة والشهامة والكرم.. ومنصب "العمدية" يمتع بمكانة خاصة داخل تلك العادات، وفى زمن ليس ببعيد لابد وأن يشغل هذا المنصب رجل يتمتع بقوة ونفوذ واحترام داخل بلدته.. إلا أن جاءت "إيفا هابيل" لتعلن العصيان على تلك العادات وتكسر القاعدة وتنتزع كرسي "العمدية" من قبضة منافسيها 6 رجال، وتكون أول امرأة تشغل منصب العمدة عن قرية "كومبوها" بمحافظة أسيوط فى عام 2008 بعد كان حكرا على الرجال.
قالت إيفا هابيل، المحامية الصعيدية فى تصريحات صحفية سابقة، إنها دائما ما كانت تنظر إلى والدها الذي كان يعمل عمدة القرية حتى وفاته عام 2002، وتركز على كيفية إدارته لهذا المنصب وكيف كان يتعامل مع مشاكل أهل القرية وما الطريقة التى كان يلجأ إليها لحل هذه المشاكل، مشيرة إلى أنها كانت دائما تحرص على حضور الجلسات العرفية التى يعقدها والدها داخل "الدوار" أو المنزل.
وأضافت أنها كانت تشعر بالفخر بعد فوزها بمنصب العمدية خاصة أن المنافسين جميعهم رجال وأنها اول سيدة مصرية تشغل هذا المنصب، لافتة إلى أنها كانت تشعر دائما أنها تمتلك الكثير لأبناء قريتها فرغم تعينها عضواً فى مجلس الشورى عام 2010، حرصت دائما على ممارسة مهام العمدة حتى 2014.
وأشارت إلى أن معايير العمدية لا تختلف، سواء كان العمدة رجلاً أو سيدة، وأهمها الحيادية فى الأحكام وعدم المجاملة، والأمانة فى الكلمة. وعن تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى لها فى 2018، قالت إنها كانت سعيدة وشعرت بالفخر وشهادة لما حققته من إنجازات فى حياتها العملية.
كان منصب عمدة القرية معروفا بداية من عهد المصريين القدماء وكان يعد إمتدادا لوظيفة شيخ البلد التي كانت تطلق في البداية على هذه الوظيفة وإستمر ذلك حتي عهد المماليك ومن بعدهم العثمانيين وفي عهد الخديوي إسماعيل وفي عام 1871م تم إصدار قانون نص علي أن يكون على رأس كل قرية عمدة يرأس فرقة أمنية من الخفراء ويعاونه شيخ البلد أو أكثر من شيخ للبلد.
وكان هذا المنصب لسنوات عدة حكرا على الرجال فقط إلي أن في عام 2008م تم تعيين أول سيدة في هذا المنصب تدعى إيفا هابيل كيرلس عضو منتخب في المجلس الشعبي المحلي لمحافظة أسيوط ثم تم تعيينها عمدة لقرية تسمي كمبوها بحرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة