تمر، اليوم، الذكرى الـ500 على رحيل البابا ليون العاشر، إذ رحل فى 1 ديسمبر 1521، وهو بابا الكنيسة الكاثوليكية السابع عشر بعد المئتين من سنة 1513 حتى وفاته، وارتبط اسم "ليو" بمنح صكوك الغفران لأولئك الذين تبرعوا لإعادة بناء كاتدرائية القديس بطرس، وهى ممارسة طعن فيها مارتن لوثر.
واسمه الحقيقى جوفانى دى لورينزو دى ميديشى، ولد فى فلورنسا فى 11 ديسمبر 1475، ورحل فى روما، وهو الابن الثانى للورينزو دى ميديشى وكلاريشى أورسينى حمل إلى البلاط البابوى جمال وروعة ثقافة بلاطات عصر النهضة.
كان البابا (ليو العاشر) فردا من (آل دى ميديتشى) ذوى النفوذ والسلطة آنذاك، وكان له ميل شديد نحو حياة البذخ والترف، كما كان مفتونا بكل ما هو باهض الثمن ومكلف.
ذهب به الأمر إلى درجة أنه كان يمول الأعمال الفنية السائدة آنذاك من مال الكنيسة الخاص، غير أن نفقاته تلك تسببت بعجز مالى كبير فى خزينة الفاتيكان، ومن أجل إعادة الأمور إلى نصابها، اعتمد البابا (ليو) بشكل كبير على إصدار وبيع "صكوك الغفران"، وهى صكوك كانت الكنيسة تبيعها مقابل طلب المغفرة للمخطئين فى حقها وحق تعاليم المسيحية، كما كان الناس يشترونها كذلك من أجل "تنجية" أحد الأقارب المتوفين من عقاب الرب، أو إخراجهم من "منطقة البرزخ" التى يزعمون أنها منطقة تيْه تتوسط الحياة والموت.
تسبب هذا فى إثارة موجة غضب عارمة هاجم فيها الكثيرون البابا (ليو)، وكان من بين المناهضين لفكرة صكوك الغفران هذه هو (مارتن لوثر)، الذى أدت مؤلفته بعنوان "95 رسالة" إلى إطلاق شرارة ما عرف لاحقا بإعادة الهيكلة البروتستانتية، وتسببت فى انقسام الكنيسة الكاثوليكية.